"نسور النيل".. مصر والسودان معا عسكريا واقتصاديا لردع المخاطر

"نسور النيل".. مصر والسودان معا عسكريا واقتصاديا لردع المخاطر
- العلاقات المصرية السودانية
- مصر والسودان
- نسور النيل
- روابط مصر والسودان
- العلاقات المصرية السودانية
- مصر والسودان
- نسور النيل
- روابط مصر والسودان
تطورت العلاقات بين مصر والسودان، في الفترة الأخيرة، عسكريا واقتصاديا، لتكون حائط صد قوى ضد أي تهديدات أو مخاطر، وشهدت هذه الفترة جهود حثيثة لتعزيز عمق العلاقات المصرية السودانية، التي ترتكز على روابط استراتيجية وتاريخية بين البلدين تعود للنصف الأول من القرن الـ19.
وتعمل القاهرة والخرطوم على تعزيز وتطويرالعلاقات العسكرية ببين البلدين، انطلاقا من أن السودان يمثل السودان العمق الاستراتيجي الجنوبي لمصر، عبر حدود تمتد نحو 1273 كيلومترا. فيما يستمر التعاون الاقتصادي والتنموي بين مصر والسودان على مواصلة التعاون والتنسيق، والدفع نحو سرعة تنفيذ مشروعات تنموية مشتركة، مثل الربط الكهربائي وخط السكك الحديدية.
مصر والسودان يتدربان على الدفاع عن الأهداف الحيوية وتنفيذ المهام الخاصة
على الصعيد العسكري، يأتي انطلاق المرحلة الرئيسية للتدريب الجوي المصري -السوداني "نسور النيل- 1"، الذي يجري تنفيذه بإحدى القواعد الجوية بالسودان، بمشاركة وحدات من القوات الجوية وعناصر من القوات الخاصة لكلا البلدين في إطار دعم علاقات التعاون العسكري المشترك بين القوات المسلحة لكلا البلدين، وتعزيز القدرة على إدارة أعمال جوية مشتركة باستخدام أسلحة الجو المختلفة.
ويعد "نسور النيل" هو أول تدريب جوي مشترك بين مصر والسودان، يستمر حتى 26 نوفمبر الحالي، ويشهد التدريب تنفيذ العديد من الأنشطة والفعاليات من بينها، تخطيط وإدارة أعمال قتال مشتركة بين القوات الجوية المصرية والسودانية، وقيام المقاتلات متعددة المهام من الجانبين بالتدريب على تنفيذ عدد من الطلعات الجوية الهجومية والدفاعية على الأهداف موضوع التدريب، وتدريب قوات الصاعقة على أعمال البحث والإنقاذ القتال.
ونشرت وزارة الدفاع المصرية، مقطع فيديو للمرحلة الرئيسية للتدريب الجوي المصري السوداني المشترك "نسور النيل–1" والذى يجري تنفيذه بإحدى القواعد الجوية بالسودان، بمشاركة وحدات من القوات الجوية وعناصر من القوات الخاصة لكلا البلدين.
وبحسب بيان الجيش المصري، تضمنت المرحلة تجهيز وإقلاع عدد من الطائرات المتعددة المهام والمروحيات لتنفيذ المهام التدريبية بمناطق التدريب الجوي حيث شمل التدريب مهام الاستطلاع والاعتراض والمعاونة الجوية والأرضية والهجوم والدفاع عن أهداف حيوية وأعمال الدعم الإداري إلى جانب تنفيذ بعض المهام للقوات الخاصة من البلدين ومهام البحث والإنقاذ القتالي.
وجاء التدريب العسكري بين القاهرة والخرطوم لتعزيز وتطويرالعلاقات العسكرية ببين البلدين، بعد توجه وفد عسكري مصري رفيع المستوى إلى الخرطوم، برئاسة الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية إلى الخرطوم، في 31أكتوبر 2020، وضم الوفد العسكري الرفيع قادة الأفرع الرئيسية ورؤساء الهيئات ومديري الإدارات التخصصية، وتناولت الزيارة سبل تعزيز التعاون العسكري والأمني بين مصر والسودان والعمل المشترك في مجالات التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والتأمين الفني والصناعات العسكرية.
4 محاور اقتصادية تطور العلاقات المصرية السودانية
على الصعيد الاقتصادي، مصر والسودان لا غنى لأحداهما عن الآخر، وترتكز الروابط الاقتصادية والتجارية بين البلدين، في الفترة الأخيرة، على 4 محاور أساسية أولها المشاريع المشتركة بين البلدين في مجالات النقل والطرق والري، وثانيها مشروع السكك الحديدية، أما ثالثها مشروه الربط الكهربائي بين مصر والسودان، وأخيرا التبادل التجاري، كلها تدفع لتطوير العلاقات المصرية السودانية.
وتربط العلاقات الاقتصادية المصرية السودانية مشاريع مشتركة بين البلدين في مجالات النقل والطرق والري، أهمها: بناء الطريق الساحلي بين مصر والسودان بطول 280 كيلومترا، مشروع طريق قسطل وادي حلفا، طريق أسوان - وادي حلفا – دنقلة، تطوير وإعادة هيكلة خطوط السكك الحديدية لتسهيل حركة نقل البضائع والأفراد، مد الشبكة الكهربائية إلى شمال السودان، استمرار التعاون في مجال الموارد المائية والري، بما في ذلك إحياء مشروع قناة جونجلى، وتطهير الجزء الجنوبي من النيل، وتطوير شبكة الري والصرف في السودان.
أما المحور الثاني في العلاقات الاقتصادية بين القاهرة والخرطوم، هو مشروع السكك الحديدية، حيث يجري العمل على ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان بحيث يمكن للراكب استقلال القطار من محطة سيدي جابربالإسكندرية حتى الخرطوم مباشرة بدون توقف، وسيمتد خط السكك الحديدية الرابط للبلدين بطول 900 كيلومترا تقريبا، وتمتد المرحلة الأولى من أسوان في مصر حتى وادي حلفا في السودان، كما أن هذا الخط سيمتد في الأراضي السودانية بأطوال حوالي 250 كيلومترا، على أن تنفيذ خط السكة الحديد في السودان سيكون وفقا لمواصفات شبكة السكك الحديدية المصرية، حيث إن شبكة السكة الحديدية السودانية الحالية قديمة ومتهالكة تختلف عن شبكة سكك حديد مصر.
وبهذا سيمتد خط سكة الحديد المصري الحالي من الإسكندرية حتى أسوان، والجاري تحديثه وتطويره حاليا في اتجاه الخرطوم، حيث ستمد المرحلة الأولى من أسوان حتى وادي حلفا ثم يمتد الخط في اتجاه الخرطوم حتى يتم ربط كافة الأراضي بالبلدين بخط سكة حديد مما سيزيد الترابط وحركة التجارة بين البلدين.
المحور الثالث في العلاقات الاقتصادية هو مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسودان، والذي تبلغ قدرة المرحلة الأولى منه 300 ميجا وات، ويدرس الجانبان التوسع في المشروع ليصل إلى 3 آلاف ميجا وات في المرحلة الثانية من المشروع، ويضم خط الربط 300 برج على الأراضي المصرية، ويسمح خط الربط مع السودان لمصر بالربط مع باقي الدول بأفريقيا وتقديم لهم ما يحتاجونه من الكهرباء، ومن المقرر أن تكون مدة تنفيذ المشروع تستغرق 6 أشهر.
المحور الأخير في العلاقات الاقتصادية هو التبادل التجاري بين البلدين، الذي بلغ، خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر 2019، نحو 648 مليون دولار، بنسبة زيادة قدرها نحو 6% مقارنة بذات الفترة من عام 2018، كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية إلى السودان أيضا لتصل إلى نحو 328 مليون دولار بنسبة زيادة 15% عن الفترة نفسها من عام 2018.