إلى معالى رئيس مجلس الوزراء
المجلس الأعلى للخدمات الطبية
نُشر فى الصحف منذ أيام أن مجلس الوزراء ناقش موضوع إنشاء المجلس الأعلى للخدمات الطبية تحت إشراف السيد رئيس الجمهورية.
ولقد سبق أن طالبت عدة مرات بتفعيل المجلس الأعلى للصحة، الذى صدر به قرار من رئيس الوزراء فى عهد الوزير الراحل الدكتور إبراهيم بدران، ولقد شمل المجلس وزير التعليم العالى وممثلين عن الخدمات الطبية فى القوات المسلحة والشرطة ونقابات الأطباء والأسنان والصيادلة وممثلين عن التأمين الصحى والمستشفيات التعليمية وبعض القيادات العامة للصحة، وكان يرأس الأمانة المرحوم الأستاذ الدكتور عزيز الخولى، وهو من قيادات الصحة المتميزين علماً وأداءً، وكان الغرض من هذا المجلس تكامل الخدمات الطبية فى مختلف القطاعات والتنسيق بينها، بما فى ذلك الخدمات العلاجية الخاصة.
توقف العمل فى هذا المجلس بعد أن ترك الدكتور بدران الوزارة، وجاءت الدكتورة هالة زايد ودعت المجلس للانعقاد فى أوائل وجودها فى الوزارة، وتوقعت أن يستمر هذا المجلس، خصوصاً ونحن نواجه مشاكل صحية طارئة مثل الكورونا، وبرامج صحية متكاملة مثل التأمين الصحى والصحة للجميع ورعاية مرضى الأمراض المزمنة: السكر والضغط وقصور الدورة الدموية بالمخ، بالإضافة إلى الأورام فى مختلف قطاعات الجسم.
تفعيل هذا المجلس وتحديد نشاطه، وإضافة أعضاء جدد مثل بعض القطاعات التى لها برامج علاجية ناجحة مثل قناة السويس والصناعات الحربية وبعض المراكز الطبية المتخصصة الناجحة والتى أدت خدمات جديدة ومتطورة مثل زرع الأعضاء أصبح ضرورة، خصوصاً فى ظل التأمين الصحى الشامل.
سيكون من واجبات هذا المجلس الاهتمام بالعائد الاقتصادى للخدمة، وعدم الإسراف فى شراء الأجهزة الغالية والمكلفة والتى لا يتحقق العائد منها على قدر الإنفاق بسبب تكرارها فى مواقع كثيرة ومتقاربة، وأنا كنت فى زيارة ناميبيا، وهى دولة صغيرة بجانب جنوب أفريقيا، وقمت بزيارة بعض المنشآت الطبية الحكومية، وأسعدنى وجود أطباء مصريين، وعندما سألت عن بعض الأجهزة الحديثة، قالوا لدينا مستشفى خاص كبير وفيه أجهزة مكلفة ولا نحتاج لوجود أجهزة أخرى بسبب صغر حجم الدولة ولذلك نستعين ونستفيد بالأجهزة الخاصة مقابل رسوم تدفعها وزارة الصحة، وقيل لى إن عدداً كبيراً من هذه الأجهزة إذا لم تعمل على الأقل اثنتى عشرة ساعة يومياً تقصر فى العائد الاقتصادى والفائدة الطبية للوطن.
وفى مصر ومع بعض الإمكانيات المهمة والضرورية للصحة نجد مستشفيات بها آخر إنتاج التكنولوجيا المكلفة والمقررة فى أماكن قريبة ولكن تتبع جهات مختلفة والمطلوب التنسيق والتكامل.
أعلم أن فى الولايات المتحدة بعض الولايات بها لجان تُعرض عليها الموافقة عند قيام أحد المستشفيات بشراء جهاز يزيد سعره على خمسين ألف دولار، يُعرض على هذه اللجنة لتقرر مدى الحاجة إليه وتوزيع الأجهزة فى ظل الأماكن المحتاجة لها، وهذا الموضوع مهم عند تطبيق التأمين الصحى الشامل، ونؤكد أنه فى ظل كارثة الكورونا أصبحت هناك ضرورة فى التكامل مع جميع الهيئات التى تقدم الخدمة الطبية، وقامت المستشفيات الجامعية بتقديم خدمات متميزة فى ظل هذا التكامل، والمطلوب أيضاً أن تشارك المستشفيات الخاصة والتابعة للهيئات فى مثل هذا التكامل.
أعلم أن الرئيس، حفظه الله، يتحرك فى جميع الجبهات ولا يوجد يوم يمر دون انشغاله بمتابعة أو مناقشة إحدى القضايا المهمة، وقد لا يكون مناسباً رئاسة المجلس الجديد، ولكنى أرى أن المناسب أن يرأس هذا الجهاز السيد رئيس مجلس الوزراء، على أن ينص فى قرار الإنشاء أن يجتمع المجلس مرة كل شهرين على الأقل، حتى لا يأخذنا الاهتمام لفترة ثم ننسى.
والله الموفق.. وكل عام وأنتم بخير.