مجدي معلم رياضيات احترف رسم الشهداء: يجبر خاطر الأهل ويوعي الطلاب بكورونا

مجدي معلم رياضيات احترف رسم الشهداء: يجبر خاطر الأهل ويوعي الطلاب بكورونا
- الروضة
- سيناء
- الرسم
- الشهداء
- كورونا
- المدارس
- تربية فنية
- الروضة
- سيناء
- الرسم
- الشهداء
- كورونا
- المدارس
- تربية فنية
بين اللوغراتيمات والحسابات والأرقام والنسب المئوية، انغمس مع علم الجبر والهندسة والديناميكا لأكثر من ثلاثين عاما، يحفظهم عن ظهر قلب وينقلهم لأجيال وطلاب عدة، ليتخذ نفس القلم الذي خط به للرياضيات، ويحولها إلى خطوط وظلال بالرسم تصنع وجوها مألوفة للتلاميذ، للوقاية والتوعية من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
أحب مجدي رزق الرسم منذ صغره، لكن على استحياء، لم يتجاوز له سوى كونه فنا جذابا لامعا في عينيه فقط، فاقتصر على "الشخبطة" في البداية، قبل أن تنتدثر الهواية تماما مع الدراسة والعمل كمدرس للرياضيات عام 1990، الذي جعله ينتقل من مسقط رأسه بالبحيرة إلى قرية الروضة بشمال سيناء، مع أسرته البسيطة، ليتفاجأ لاحقا بأن أبنائه الثلاثة ورثوا موهبة حب الرسم نفسها، ليتجه أوسطهم "محمود" للالتحاق بكلية التربية الفنية.
منذ أن لاحظ مجدي، 51 عاما، موهبة نجله التي أثقلها بالدراسة تزدهر، عاد إليه حلمه القديم، ليولد داخله الشغف لمعرفة تفاصيل الرسم، لكنه لم تسنح له الفرصة على مدار السنوات الثلاث الماضية، إلا مع جائحة كورونا، التي كانت ذات وجه إيجابي له، فمع تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات، تستنى له وقتا واسعا مع ابنه، ليطلب منه تعليم أساسيات ذلك الفن من الأدوات والخطوط وأنواع الأقلام والظل وغيرهم.
خلال شهر واحد، أتقن معلم الرياضيات في مدرسة "آل جرير" الابتدائية بـالروضة، الرسم، ليصنع أول "بورتريه" كامل بنفسه بالقلم الرصاص، في مايو الماضي، الذي خصصه للشهيد محمد علي المسيري، قريب أحد أصدقائه، ويفاجأ والدته بالصورة التي تأثرت بها بشدة، ما دفعه لقرار أن يرسم صورا للشهداء والمتوفين، لإسعاد ذويهم من المعارف والأصدقاء وحتى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، دون مقابل مادي، ويصنع خطا لنفسه أسماه بـ"فن جبر الخواطر"، بعد أن خصص له وقت فراغه.
تأثر الأب الخمسيني برسم الشهداء، ولد من كونه فقد أكبر أبنائه "أمير" في واقعة مسجد الروضة عام 2017، لذلك خصص توقيعه على الرسومات باسم "أبو أمير"، لإحياء ذكراه باستمرار، ليلاحظ موهبته المميزة الجميع، حتى طلبت منه إحدى المعلمات بالمدرسة رسم الخطوات الصحيحة لرسم اليدين للطلاب بالمدرسة من أجل الوقاية من فيروس كورونا.
لاقت تلك اللوحة إعجاب مدير المدرسة بشدة، ليطلب منه رسم لوحة جديدة لتوعية الأطفال بأهمية ارتداء الكمامة والإجراءات الاحترازية أبطالها الطلاب أنفسهم، وبالفعل وافق "مجدي" على ذلك الاقتراح واختار 3 تلاميذ بشكل عشوائي، وعكف على رسمهم لمدة 3 أيام بالمدرسة ودون عليها "الكمامة.. الوقاية خيرا من العلاج"، لتحصد ترحيبا كبيرا من الجميع مجددا.
يتمنى "مجدي" أن يتمكن مستقبلا من رسم جميع شهداء الروضة لإحياء ذكراهم مع أسرهم، وغيرهم من الراحلين لتكون ذكرى مميزة ووسيلة منه لمساندتهم، قائلا: "بتأثر وبحس أني قدرت أعمل حاجة لحد لما بشوف الفرحة في عينيهم بالصورة".