"سامح" حفظ القرآن كاملا بعد فقد ذراعيه: يأكل ويشرب ويغتسل بقدمه (فيديو)

"سامح" حفظ القرآن كاملا بعد فقد ذراعيه: يأكل ويشرب ويغتسل بقدمه (فيديو)
- بني سويف
- وظيفة حكومية
- سامح
- فقد ذراعيه وقدمه
- القرآن الكريم
- بني سويف
- وظيفة حكومية
- سامح
- فقد ذراعيه وقدمه
- القرآن الكريم
بوجه مبتسم وعينان داخلهما حزن لا يظهران كثيرا، وبكلمات راضية بقضاء الله، بدأ حديثه بقوله "الحمد لله.. يستاهل الحمد.. نعم ربنا كثيرة ولا تحصى"، وبجسم نحيف، وقدم واحدة، ودون ذراعين، يلتف حوله أبنائه الثلاثة يتلو عليهم آيات من القرآن الكريم ويرددان خلفه، داخل حجرة بمنزل أسرته في قرية الزيتون التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف.
سامح جمال خلف الدهيلي، صاحب الـ33 عاما، والذي تعرض لحادث قطار منذ 17 عاما، كان سببا في تغيير مسار حياته، وكان سببا في حفظه للقرآن الكريم كاملا.
يقول "الدهيلي": "تعرضت لحادث قطار منذ أن كان عمري 16 عاما، أي منذ 17 عاما، أثناء عودتي من المدرسة الثانوية الفنية ببني سويف إلى مسقط رأسي في قرية الزيتون، وأسفر الحادث عن إصابتي ببتر في الذراع الأيمن من الكتف، وبتر في الذراع الأيسر فوق المرفق، وبتر في القدم اليسرى فوق الركبة.
وأضاف: وقتها قررت عدم الاستسلام لحالتي، واستكمال بشكل عادي، ولا أتسسبب في ألم لمن حولي، وبالفعل كان بداية الطريق لدي فحفظت القرآن الكريم كاملا بمفردي، وقرأت على يد أحد العلماء ثم حصلت على عدة إجازات لقراءة القرآن، وجمعت القراءات العشر.
iframe width="853" height="480" src="https://www.youtube.com/embed/LQHTJVGVcW0" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; clipboard-write; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen>
وتابع: استكملت دراستي بمعهد القراءت ببني سويف لمدة 8 أعوام، على 3 مراحل وهي الأولى لمدة عامان عبارة عن إجازة تجويد، والمرحلة الثانية 3 أعوام عبارة عن عالية القراءات العشر الصغرى، والمرحلة الثالثة 3 أعوام وهي تخصص القراءات العشر الكبرى، وتضمنها دراسة النحو والفقه والمنطق وحفظ القرأن الكريم، وصلت إلى 15 مادة كل عام، ثم تقدمت لكلية القران الكريم بفرع جامعة الأزهر بمحافظة الغربية، وتقدمت إلى امتحان القبول وبالفعل بدأت في الدراسة هذا العام".
الأمر لم يكن سهلا لسامح، والذي بدأ يفكر بعد سنوات من تعرضه للحادث في تكوين أسرة، وأنشا كتابا صغيرا لتحفيظ القرأن الكريم، يكون ثوابا يؤجر منه وكذلك مصدر دخل وإن كان بسيطا، إلا أنه يساعده على تكوين أسرة، قائلا: "أحمد الله، تزوجت وأصبح الأن لدي 3 أبناء وهم: عمر بالصف الخامس الابتدائي، وحبيبة بالصف الرابع الابتدائي، ومريم 6 سنوات، ونقيم في منزل أسرتنا بالقرية".
وتابع: "رسالتي لذوي الاحتياجات الخاصة أو من تعرض لضيق أو إعاقة في حياته هي كلمات الله عز وجل "لا تيأسوا من روح الله"، فمهما كان الهم كبير فالله أكبر، ومهما كانت الإعاقة عظيمة، الله عز وجل أعظم"، كذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"، مضيفا: "أغلق أمامي باب وفتح الله علي بأبواب، فقد استطعت أن استخدم قدمي اليسرى في الطعام والشراب والكتابة والاغتسال وأمور حياتي، ولم أقل أنني فقدت ذراعي أو إحدى قدماي".
"الدهيلي" الذي رفض أن يكون عبئا على أحد وحرص أن يخدم نفسه بنفسه، ويساعد أسرته، ويشارك في المذاكرة لأبنائه وتحفيظهم القرآن الكريم، تقدم عدة مرات للحصول على وظيفة حكومية ضمن نسبة 5% لكن لم يوفق حتى الآن، حتى تكون مصدر دخل ثابت له ولأسرته، رافضا الحديث أو الشكوى، قائلا: "أعلم أن لي حق في ذلك، وبالفعل تقدمت عدة مرات لمسابقات حكومية ضمن نسبة الـ5% ذوي الاحتياجات، لكن لم أوفق".