«الوطن» تكشف: «مرسى» أمر بتوزيع كتب صناعة القنابل والمتفجرات على المكتبات العامة

«الوطن» تكشف: «مرسى» أمر بتوزيع كتب صناعة القنابل والمتفجرات على المكتبات العامة
تنفرد «الوطن» بنشر تفاصيل جريمة جديدة للرئيس المعزول محمد مرسى وتنظيم الإخوان الإرهابى، جرت وقائعها أثناء فترة حكمه، وما زالت قائمة حتى الآن، تفضح مخططات الإخوان فى الترويج للأفكار المتطرفة وتسويق الفكر الإرهابى بين المصريين، للسيطرة على عقولهم، عن طريق استغلال المكتبات العامة للدولة، وزرع قنابل موقوته بها، بعد أن تعاقد المعزول على شحنة كتب أرسلها إلى «مكتبة مصر العامة بالغردقة» تروج لفكر تنظيم القاعدة، وتُجمّل صورته، وتشرح طرق تصنيع وتخزين القنابل والمتفجرات وأنواعها، كما يُسوق بعضها لرئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، ونظامه، وحزبه، باعتباره مثالاً للحاكم الرشيد، فى إطار خطة لإخضاع الشعب المصرى بطرق وأساليب «أخونة المؤسسات»، ومن بينها أيضاً كتب منسوبة للإخوان تُشبّه مؤسس الجماعة (حسن البنا) بالرسول صلى الله عليه وسلم.
وخطط المعزول لتحويل المكتبات العامة من ملتقى للثقافة والمعرفة إلى بؤر إجرامية، توجه القراء إلى العنف والإرهاب، وتعلمهم كيف يصنعون قنبلة، من خلال مجموعة من الكتب، وأصدر أمراً إلى محمد كامل محافظ البحر الأحمر الإخوانى السابق بشراء تلك الكتب بالأمر المباشر، ووضعها فى مكتبة مصر العامة بالغردقة، وأرسل له فى أثناء فترة حكمه كتباً عن صديقه التركى «أردوغان» تلقتها رئاسة الجمهورية كهدية من الحكومة التركية، وتسلمها محافظ البحر الأحمر وأضافها إلى مجموعة الكتب، التى تُروّج للإرهاب والتطرف، ومن بينها كتاب منسوب لتنظيم الإخوان يُشبّه المرشد العام للجماعة بالرسول.
الفضيحة تم اكتشافها فى نهاية 2013، وأخطر ما فى الأمر أن الكتب الملغومة ما زالت موجودة داخل المكتبة بعد عزل «مرسى»، وما زالت داخل ديوان عام محافظة البحر الأحمر حتى كتابة هذه السطور. وكشف مصدر مسئول بمحافظة البحر الأحمر، لـ«الوطن»، أن عملية شراء تلك الكتب بإجمالى 97 ألفاً و336 جنيهاً جرت بتاريخ 30/3/2013 بالأمر المباشر، بتوجيهات من الرئيس المعزول محمد مرسى، إلى المحافظ السابق اللواء محمد كامل، دون موافقة صريحة من الجهة المختصة، وقال المصدر إن المحافظ الإخوانى محمد كامل تسلم هدايا من إحدى الدول، عبارة عن كتب باللغة الإنجليزية، تم قبولها كهدايا بدون تشكيل لجنة لفحصها طبقاً للقانون، موضحاً أن الكتب ظلت داخل المكتبة يقرؤها المترددون لمدة 9 أشهر بعد عزل «مرسى»، حتى قرر المحافظ الحالى أحمد عبدالله التحفظ عليها، لكنه لم يتخذ قراراً نهائياً بشأنها، وأشار المصدر إلى وجود عمليات توغل لعناصر تنظيم الإخوان داخل ديوان عام المحافظة وتقلدهم بعض المناصب، ورفع النقاب عن فضيحة أخرى مؤكداً أن مدير المكتبة الذى يعد أبرز المتورطين فى كارثة شراء تلك الكتب عضو فى تنظيم الإخوان ودخل السجن بعد ثورة يونيو، بتهمة التخريب والعنف، وخرج بعد قضاء 4 شهور فى السجن، وفاجأ المحافظ الجميع بقرار ندبه إلى مديرية التربية والتعليم، لافتاً إلى أن مكتبة مصر العامة ما زالت تحمل بداخلها عدداً آخر من تلك الكتب، مطالباً الأجهزة الرقابية بتشكيل لجنة لفحصها والتحفظ عليها.
وقالت مصادر، لـ«الوطن»، إن النيابة الإدارية تجرى تحقيقات موسعة، برئاسة المستشار طارق عبدالقادر، فى واقعة شراء تلك الكتب بالأمر المباشر دون سند قانونى، ودون الرجوع إلى الجهة المعنية بعمليات الشراء، وإن النيابة العامة تحقق حالياً فى الواقعة لتحديد المتورطين فى القضية، وأثبتت التحقيقات أن المستندات تشير إلى تورط محافظ البحر الأحمر السابق محمد كامل، ومدير المكتبة الذى اشترى الكتب وروج لها بين القراء، وتبين أنه ينتمى لتنظيم الإخوان، وتم ضبطه فى إحدى قضايا العنف ودخل السجن، وعقب الإفراج عنه تم ندبه إلى مديرية التربية والتعليم، بقرار من اللواء أحمد عبدالله المحافظ الحالى، فى واقعة محل تحقيق أيضاً.
وأضافت المصادر أن بقاء مثل هذه النوعية من الكتب التى تخرب عقول القراء مخطط يمتد منذ عهد مرسى إلى الوقت الحالى، بدليل أنها ما زالت موجودة داخل مكتبة الغردقة، بعد عزل مرسى. وأوضح أن أنصار الإخوان جلبوا الكتب لديوان عام المحافظة وتسللت إلى المكتبة، حتى توزع على أكبر عدد من القراء، ملمحاً إلى أنها باهظة الثمن.
وقال مصدر بمحافظة البحر اﻷحمر إن الكتب التى تم ضبطها تحتوى على أفكار خطيرة تدعو إلى التطرف والعنف، وبعضها يسرد أنواع المتفجرات والقنابل، ويشرح كيفية تجنيد عناصر جهادية فى تنظيم القاعدة، كما جاء فى محتويات كتاب «حكاية أيمن فايد» الذراع اليمنى لأيمن الظواهرى زعيم القاعدة، وكتب أخرى تروج ﻷفكار الإخوان وشعاراتهم وروايات عن قياداتهم من وجهة نظر المؤلفين، الذين هم قيادات بارزة فى تنظيم الإخوان، ومن بينها كتب لـ «رجب طيب أردوغان»، تتحدث عن قصة حياته وصعوده، وأهداف الدولة التركية، وتسلط الضوء على الموقع الاستراتيجى لتركيا. ويضيف أن ما يثير الدهشة موقف محافظ البحر الأحمر الحالى نحو تجميد هذه الكتب والإبقاء عليها داخل أحد مكاتب المحافظة، فى متناول يد الموظفين، مستنكراً تخاذل المسئولين فى اتخاذ القرار المناسب بالتخلص منها فوراً، لكونها تحمل أفكاراً خطيرة وتدفع الناس نحو العنف والتطرف. وبعد اكتشاف الواقعة تم فى 3 مارس 2014 تشكيل لجنة من موظفى الشئون القانونية بالمحافظة، بقرار رقم «999»، للتفتيش على جميع محتويات مكتبة مصر العامة بالغردقة، وعثرت اللجنة أثناء فحصها لمحتويات المكتبة على مجموعة كتب خطيرة تروج لأفكار ومعتقدات تنظيم الإخوان، عددها 33 كتاباً طبقاً للحصر، وبدقة بالغة قرأ أعضاء اللجنة جميع الكتب وفحصوها حيث تبين لهم أنها تمثل خطراً على الأمن القومى والصالح العام للبلاد، لكونها تروج لأفكار وشعارات هدامة، لقيادات تنظيم القاعدة، وبعضها مثلاً ينقل أفكار حسن البنا، وحسن الترابى وأعضاء بارزين فى تنظيم اﻹخوان، كما أن بعض هذه الكتب أعدها أبرز المنتمين للجماعة من المتشددين فكرياً، وكانت المفاجأة وجود كتاب بعنوان «حكاية أيمن فايد» المستشار الإعلامى لـ«بن لادن»، الذراع اليمنى لـ«الظواهرى»، وهو مصرى الأصل وعضو بارز فى تنظيم القاعدة، وفى الصفحة رقم 2 يسرد المؤلف أنواع المتفجرات والقنابل وطرق تصنيعها، وحكايات كثيرة عن تجنيد العملاء حول العالم، واتهامات لبعض الرموز والحكام العرب، حول تمويلهم للقاعدة. ومن أخطر الكتب المضبوطة داخل المكتبة، كتاب «الإخوان المسلمين وحكم مصر»، يتحدث عن حسن البنا ومعجزاته كما يسرد المؤلف، حيث ورد فى الكتاب فى صفحة 14 عبارات خطيرة من بينها «الشهيد حسن البنا قرآن يمشى على الأرض، وكان كالشمس للدنيا، والماء والهواء للناس، لم يضئ عصره فحسب، بل أضاء للأجيال السابقة، واللاحقة».
وقرر أعضاء اللجنة بالإجماع التحفظ فوراً على الكتب وحملوها إلى ديوان عام المحافظة، بعد أن تأكدوا أنها تحمل أفكاراً تهدد الأمن القومى، ودخلوا بها إلى المحافظ لعرض الأمر، فأمرهم بوضعها داخل «كرتونة» والتحفظ عليها بمعرفة الشئون القانونية، وتحرير مذكرة بالواقعة تناولت تفصيلاً للأفكار الخطيرة بتلك الكتب، علاوة على استعراض 4 كتب، تتحدث عن «أردوغان»، ودولة تركيا، وحزب العدالة والتنمية، وتتناول «قصة حياة رئيس الوزراء التركى، والعمق الاستراتيجى مع تركيا ودورها فى الساحة»، لدعم العلاقة الوطيدة بين «مرسى» و«أردوغان»، ومحاولات تنظيم الإخوان تسويق أفكاره بين المصريين.
وتناولت المذكرة كتاب «حكاية أيمن فايد المستشار الإعلامى لبن لادن»، لمؤلفه عاطف عبدالغنى الذى بدأ مقدمة الكتاب بالحديث عن «فايد»، مخاطباً القارئ بضرورة التعرف على قصة حياته، ومعرفة الظروف التى دفعته إلى السفر ﻷفغانستان، وتفاصيل انضمامه للقاعدة، واصفاً تجربته بـ«المثيرة».. وننقل إليكم حرفياً ما جاء الصفحة رقم 56 من الكتاب: (المتفجرات أنواعها كثيرة وأشهرها «تى إن تى» وهناك أيضاً «سى فور 204» و«سى ثرى 203» و«أردى إكس» وغيرها ولكل مادة منها طريقة معينة للتخزين فهذه المواد شديدة الخطورة يمكن أن تنفجر بالطَّرق أو السحب أو الضغط أو أى طريقة أخرى تولد فيها حرارة وهناك حسابات دقيقة جداً تصل إلى تحديد كمية المادة التى تزرع).
وتناولت المذكرة كتاباً آخر بعنوان «الإخوان المسلمون فى حكم مصر». وورد فى الصفحة رقم 64 تحت عنوان رئيسى فى صدر الصفحة (لا سجون فى الإسلام): «إن السجن حرام شرعاً فى الإسلام». وأضاف الكاتب نصاً: «مصر بلد الاعتقالات، ومدينة السجون لكل من قال لا إله إلا الله»، والسجن فى الإسلام حرام فرسول الله قال: «دخلت امرأة النار فى هرة حبستها، لا هى أطعمتها، ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت».
وحاولت «الوطن» الاتصال بالمحافظ، والسكرتير العام، إلا أنهما لم يردا، فاتصلت بمدير مكتب المحافظ، وعرضت عليه تفاصيل الواقعة، وأخبرته بضرورة الحصول على رد المحافظ، أو من ينوب عنه، لكن لم تتلقّ رداً حتى مثول الجريدة للطبع.



كتاب يروج لافكار اردوغان

كتاب يروج لافكار القاعدة