"مش زبالتي لكن وطني".. مبادرة لتنظيف الشعاب المرجانية من القمامة

كتب: إنجي الطوخي

"مش زبالتي لكن وطني".. مبادرة لتنظيف الشعاب المرجانية من القمامة

"مش زبالتي لكن وطني".. مبادرة لتنظيف الشعاب المرجانية من القمامة

رغم أن عمره لم يكن يتخطى 14 عاما، وقت أن ترك عائلته في بني سويف، قرر شاكر رضوان كمال، بدافع الرغبة في استكشاف الحياة، الانتقال إلى شرم الشيخ للعمل في مهن مختلفة متعلقة بالسياحة، حتى استقر به المقام أخيرا كمصور تحت المياه.

لكن روح شاكر الباحثة عن الانطلاق والمغامرة، لم ترضَ بهذا القدر الضئيل من الحياة، إذ قرر أن ينطلق فى خدمة مجتمعه بأي شكل، واهتدى إلى تدشين مبادرة "مش زبالتي لكن وطني" لتنظيف الشعاب المرجانية.

التصوير تحت الماء.. من هنا البداية

"أنا بصور تحت الماء، جلسات كتيرة، وكنت كل ما أجى أختار مكان تصوير، اتفاجأ بوجود زبالة تحت المية، وأحيانا بلاستيك، ممكن متكونش كتيرة، لكن المشكلة أن فى تراكمها، ممكن يموت الشعب المرجانية تماما، ودى أساس مصدر رزق كبير لمصر، وحاجة ربانية، فبدأت بنفسى وكل يوم أنزل بكيس صغير تحت المية وأجمع الزبالة"، بهذه المقدمة شرح شاكر 23 سنة، فكرة مبادرته لتنظيف قاع البحر.

"مش زبالتى لكن وطنى"

بمرور الوقت بدأت فكرة "شاكر" تلقى القبول بين أصدقائه من المصورين، ثم الغطاسين، الذين قرروا تنظيم تجمعات لتنظيف الشعب المرجانية سويا من بداية النهار حتى آخر اليوم: "أصحابي بقى يقلدوني، وقالوا ليا لازم نكبر الموضوع ونخلي الناس تعمل زينا، ومن هنا جت فكرة مش زبالتي لكن وطني".

يضيف شاكر: "الاسم بيدعو المواطن أنه ميكونش سلبى ويكون إيجابى، حتى لو الزبالة اللى قدامه مش بتاعته، في النهاية ده وطنه ولازم يحافظ عليه، ما هو لو كل واحد قال دي مش زبالتي البلد مش هتنضف".

المبادرة تنتقل إلى تونس والجزائر والمغرب

آخر جولة لتنظيف الشعب المرجانية بحسب شاكر، كانت منذ يومين، رغم الأمطار وبرودة الجو، واستخرج خلالها 2 طن من القمامة، من مسافة 13 كيلو من طريق الكانيون حتى طريق أبو جلوم: "نزلت أنا وأصحابي وبعض المتطوعين من الساعة 8 الصبح، حتى الساعة 6 بعد غروب الشمس، كنا أول ناس تدخل وآخر ناس تخرج من البلو هول".

مبادرة المصور الشاب، لم تتوقف عنده وأصدقائه، إذ بدأ عدد من المواطنين في دول عربية أخرى، السير على خطاهم تحت نفس الشعار: "مبسوط أن إحنا قدرنا نعمل حاجة، والمبادرة بدأت تنتشر خارج مصر، وظهرت بعنوان ليست قمامتى ولكنه وطنى، فى بلاد الجزائر والمغرب وتونس".

الحياة البحرية والسياحة مهددين بالتدمير

يعمل شاكر على تثيقيف نفسه أولا بأول، من خلال القراءة عن الحياة البحرية وأهم الشعاب المرجانية، وكيفية نموها، وأشكالها وأنواعها، إلى جانب السلوكيات التى قد تتسبب فى ضررها، حتى أصبح عنده معرفة كبيرة، يعتبرها تعزية أمام توقف دراسته عند المرحلة الثانوية.

يقول: "معايا 3 لغات: إنجليزى وروسى وإيطالى، ومعرفة واسعة عن الحياة البحرية، اللى أصبحت حرفيا حياتى، وخصصت ليها كل وقتى، لأن فعلا فى ناس بتيجى من آخر بلاد العالم، علشان تشوف منظر الشعب المرجانية وتستمع بيه، فحرام أننا ندمر الطبيعة والسياحة مصدر رزقنا، علشان عدم مسئولية بعض الناس".


مواضيع متعلقة