جمهرة أعلام الأزهر.. موسوعة جذبت نظر السيسي لتراجم الكبار في قرنين

كتب: سلوى الزغبي

جمهرة أعلام الأزهر.. موسوعة جذبت نظر السيسي لتراجم الكبار في قرنين

جمهرة أعلام الأزهر.. موسوعة جذبت نظر السيسي لتراجم الكبار في قرنين

"جمهرة أعلام الأزهر الشريف، في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين"، الموسوعة التي ألّفها الدكتور أسامة الأزهري كانت بين الكتب التي تفحصها الرئيس عبدالفتاح السيسي سريعًا خلال جولته في المكتبة الكبرى لمدينة الفنون والثقافة، ودار الأوبرا الجديدة، والتي تعتبر أكبر مدينة فنية وثقافية في الشرق الأوسط.

الموسوعة تتكون من 10 أجزاء في 10 مجلدات، وتعد أضخم أعمال الدكتور أسامة الأزهري التي أصدَرها في يناير 2019، وكانت تصدير الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية.

تعد الموسوعة توثيقًا ودراسة لتراجم علماء الأزهر في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الهجريين، مرتبين على سنوات الوفاة، بدءًا من وفيات سنة 1300 هجري الموافق 1882 ميلادي، حتى وفيات العام الهجري الماضي 1439هـ، حسب بيان صدر عن الأزهري وقت إصدار الموسوعة التي استغرق 16 عامًا في صناعتها وبلورتها، فجمع المادة العلمية في 10 سنوات، وعكف 6 سنوات على التنفيذ والتدوين والتحرير والصياغة.

موسوعة أعلام الأزهر الشريف تعتبر أول قاعدة بيانات وافية عن الأزهر، وأكبر كتاب عن الأزهر عبر تاريخه، كما أنَّها تعرض أخبارًا نادرة عن شخصيات أزهرية كثيرة خلال القرن الماضي تشبه رفاعة الطهطاوي، خاصة الذين انتشروا في أوروبا وأمريكا بعد دراستهم في الأزهر، فنجحوا في بناء جسور الثقة مع المؤسسات والقادة والشعوب وأشادت بهم كبريات الصحف في أوربا أو أمريكا، مثل علي حسن عبدالقادر ومحمود حب الله وغيرهم.

الجمهرة ليست مجرد مُجلدًا سرديًا لحيَوَات الأعلام الأزهريين، إنما هي مشحونة بالمسائل والقضايا والفرائد، واعتبرها الأزهري المنجم الكبير الذي ستنشأ على ضفافه عشرات المشاريع العلمية النهضوية للأزهر والوطن، وهو ما أشار إليه أيضًا الدكتور مصطفى الفقي حين إصدار الموسوعة إذ قال إنَّها قاعدة يُبني عليها مشروعًا ضخمًا يشمل أيضًا الإنتاج الفكري للمصريين في القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين كجزء من الإنتاج المعرفي لمكتبة الإسكندرية.

تتناول الموسوعة أيضا، ثمرة المنهج الأزهرى وغايته، تتجلّى فى ميادينَ ثلاثةٍ، هي: العلم والعبادة والدعوة إلى الله تعالى، وبيان مُعْتَمد المدرسة الأزهرية، فى الجوانب الأربعة: الأشخاص، والأفكار والمناهج، والكتب، والمسائل، وأن رسالة الأزهر ومهمته الأولى؛ هي: صناعة العقول، وبناء الإنسان.

من أهم البحوث التى ناقشتها موسوعة "جمهرة أعلام الأزهر الشريف"، مناقشة ونقد فكر حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، مناقشة علمية فكرية تاريخية مجردة، فى غاية القوة والرصانة، بما لا تجده فى غير هذا الكتاب، وبيانُ السمات الخاصة لهذا التيار وما تولد عنه من تيارات وجماعات، متطرفة ومقارنةُ ذلك بما شيده وبناه المنهج العلمى الأزهرى فى نفوس الناس وعقولهم، من خلال علمائه.

بيان النفوذ الكبير الذى صنعه الأزهر فى قلب القارة الأفريقية، عن طريق إرسال البَعَثات العلمية إلى هناك، واستقبال طلابهم فى مصر للتعلم فيها. و هذا واضحا وجليا فى كل تراجم الأفارقة الموجودة فى الموسوعة وهى أكثر من أن تحصى، كما أنه بيان الأثر الكبير الذى تركه علماء الأزهر فى العالم، وخاصة فى أمريكا وأوربا.

مما اشتملت عليه أيضا، علاقة العلماء بالحكام فى ضوء مسار تاريخ الأزهر ورجاله وبيان أن المفتاح الحقيقى لنجاح الأزهر وعلمائه، وأثرهم الحميد فى الأمم والشعوب يرجع إلى بناء الثقة ولمحة عن تاريخ المدارس العلمية فى العالم الإسلامى، واندثار تلك المدارس وأسباب بقاء الأزهر، وأقدمية الأزهر وأسبقيته مع استمرار ذلك فيه دون انقطاع، وسريان الصيت العلمى الرفيع للأزهر فى مختلف بلدان المعمورة.

الموسوعة نداء إلى الأجيال القادمة أن يكونوا على هذا المنوال الذي صنع علماء أمثال حسن العطار، والأمير الكبير، واللقاني، والباجوري، ورفاعة الطهطاوي، والشمس الأنبابي، والصبان، والملوي، وعليش، والخضري، وبخيت المطيعي، ومحمد عبده، والمراغي، والدجوي، ومحمد عبد الله دراز، والشعراوي، وعبد الحليم محمود، وصالح الجعفري، وصالح شرف، والألوف من الرموز الحكيمة.


مواضيع متعلقة