بعد تنافس "موديرنا وفايزر".. الاختلاف الطبي بين اللقاح والمصل والدواء

بعد تنافس "موديرنا وفايزر".. الاختلاف الطبي بين اللقاح والمصل والدواء
- كورونا
- فيروس كورونا
- لقاح كورونا
- لقاح فايزر
- لقاح موديرنا
- المصل واللقاح
- كورونا
- فيروس كورونا
- لقاح كورونا
- لقاح فايزر
- لقاح موديرنا
- المصل واللقاح
منذ ديسمبر 2019، تبدل العالم بظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، ومن ثم التعرف على تكوينه، لتتسارع جميع الجهات البحثية والمؤسسات الصحية وشركات الأدوية للبحث عن علاج أمام تلك الجائحة التي أصابت 55 مليون فردا بمختلف البلدان.
تنافس عالمي لإنتاج لقاح لعلاج مصابي كورونا
ومع قرب مرور عام، احتدت المنافسة بين الشركات العالمية بشأن التجارب لإصدار علاج جديد أمام المرض، ليكون أحدثهم لقاح "موديرنا"، للشركة الأمريكية، التي أعلنت في آخر بيانها، أنَّ لقاحها لفيروس كورونا "أظهر فاعليته الأساسية بنسبة 94.5%".
وتزامن ذلك مع منافس آخر يجذب أنظار العالم منذ أشهر، وهو لقاح "فايزر"، الذي أكدت شركته أيضا أنّ فاعليته تصل إلى 90%، في بيان لها قبل أيام، مضيفة أنه سيكون متاحا بعد انتهاء التجارب السريرية والاعتمادات المطلوبة، بجانب التأكد من عوامل السلامة والأمان، والتي بدورها مرجح أن تتحقق في الأسبوع الثالث من نوفمبر.
لم تغيب مصر أيضا عن تلك المنافسة العالمية، حيث تعكف مختلف الجهات الصحية لإجراء تجاربها الحالية على لقاح "كوفيد 19"، من بينهم بهيئة المصل واللقاح، حيث يخضع حاليا للتجارب على المتطوعين.
الدواء
ومع تعدد الأخبار المتداولة عن حل حاسم لكورونا، ولدّ ذلك اختلاط كبير بين المفاهيم الطبية، من لقاح لا يمكن اعتماده قبل يونيو 2021، وأخرى لأدوية واعدة في مكافحة المرض، فيما تداول آخرون عن الوصول إلى الأمصال، وهو ما فسرته مجلة "فارماسيستس فارم جورنال" الطبية، في تقرير لها خلال أبريل الماضي، نشره موقع "سبوتنيك" الروسي.
وفي التقرير، عرفت المجلة الطبية الدواء، بأنه مركب كيميائي يمكن استخدامه أو إعطاؤه للبشر للمساعدة في تشخيص أو علاج أو التخفيف من حدة مرض أو الحالات غير الطبيعية الأخرى، فضلا عن أنه وفقا لتعريف إدارة الغذاء والدواء الأميركية يُصف بأنه المادة أو الوصفات الوطنية المستخدمة في التشخيص والعلاج والوقاية من أمراض البشر والحيوانات عن طريق التأثير على وظائف الجسم.
وتابعت أن العلاج يحتاج لعدة مراحل للتطوير تستغرق وقتا طويلا، حيث تبدأ بالأبحاث اللازمة لدراسة مسببات المرض والأعراض الناتجة عن الإصابة به، يليها اختبار المواد الكيميائية التي يمكنها معالجة المرض، ثم اختبار الدواء على الحيوانات، وفي حال إثبات عدم أضرار التجارب، تتقدم الشركة أو المعمل إلى الهيئة المختصة بطلب للموافقة على بدء التجارب البشرية.
وبدورها تحتاج التجارب البشرية لمراحل أخرى، بكل منها يتم الاستعانة بمجموعة أكبر من المتطوعين لمعرفة مدى فعالية الدواء ومعرفة الآثار الجانبية، إلى أن يتم رسميا التقدم طلب اعتماد الدواء ومن ثم بدء توزيعه.
ولذلك تجدر الإشارة إلى أن الأدوية التي يتم استخدامها في العالم لمواجهة فيروس كورونا، هي ليست مخصصة له من الأساس، وإنما لأمراض أخرى، ولكن أثبتت فعالية جزئية في التصدي له، وتخفيف بعض الأعراض الناتجة عنه.
اللقاح
وخلال يونيو الماضي، قال أحد الخبراء الأميركيين المشهورين، وهو الطبيب أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، إن علاج الفيروس المستجد أو الدواء المعتمد سيظهر قبل اللقاح، مضيفا أن "هناك فرصة أفضل حاليا لصالح العلاجات والدواء، قبل أن تكون لدينا بالفعل القدرة على توزيع اللقاح الآمن والفعال، سيكون لدينا بعض الأدوية التي يمكننا الاعتماد عليها والتي ستفيد الناس، سواء المرضى أو حتى منعهم من الإصابة بالمرض".
وشرح الدكتور أمجد الحداد، أخصائي الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، لـ"الوطن"، أن العلاج أو الدواء هو عبارة عن صناعة عقار يعالج المرض نفسه عندما يصاب به الإنسان، بينما اللقاح فهو عبارة عن مكونات للمرض يمنع "الشخص السليم" الذي تم إعطائه له من الإصابة، حيث يتكون من مستخلص من "المرض نفسه ميتا أو مضعوفا"، حتى يتعرف عليه الجهاز المناعي بهدف تكوين الأجسام المضادة للوقاية من الإصابة بالمرض خلال 15 يوما على أقصى تقدير، مشيرا إلى أنه توجد عدة لقاحات حاليا ضد أكثر من 25 مرضا أو مهددا للحياة، منها لقاح الحصبة وشلل الأطفال.
وهو ما أكدته أيضا مجلة "فارماسيستس فارم جورنال"، بأن اللقاح يحتوي على نفس الجراثيم المسببة للمرض المرغوب مكافحته، فمثلا يوجد بلقاح الحصبة فيروس الحصبة نفسه، بعد معالجته معمليا لإضعافه لمنع إصابة الشخص السليم به، بحسب مراكز السيطرة على الأمراض واتقائها في الولايات المتحدة.
وأشارت إلى أن ذلك اللقاح يحفز الجهاز المناعي للإنسان، لإنتاج الأجسام المضادة، كما لو أنه أصيب بالمرض سابقا لكن دون معاناة، ومن ثم تكون اللقاحات هي الحل الأمثل لمكافحة الأمراض، بخلاف الأدوية التي تعالج الجسم من المرض، حيث إن اللقاحات تمنع الإصابة من الأساس.
وأوردت منظمة الصحة العالمية، أن اللقاح هو أحد أكثر الطرق فعالية للوقاية من الأمراض، كونه يساعد جهاز المناعة في الجسم على التعرف على مسببات الأمراض مثل الفيروسات أو البكتيريا ومكافحتها، مما يحافظ على سلامة الإنسان من الأمراض.
المصل
الدكتور أمجد الحداد، أوضح أيضا الفرق للمصل، بأنه عبارة عن الأجسام المضادة الجاهزة ضد المرض نفسه، والتي يتم منحها للمريض الذي يعاني من حالة حرجة لتقليل مضاعفاته، حيث يتم استخلاصه من الحيوانات أو الإنسان، من بينها مصل لدغة الثعبان أو العقرب، وهي نفس فكرة العلاج ببلازما الدم للمتعافين من كورونا.
وأردف أن تلك الأمصال تستخدم بغرض علاجي، بالإضافة للوصول إلى وقاية سريعة من المرض، فالمصل يمكن أن يُصف بأنه أحد مشتقات الدم التي تحتوي على الأجسام المضادة.
وأكد الحداد أن الجهود العالمية المبذولة حاليا لمواجهة كورونا، تسير في الاتجاهات الثلاثة، بين تجربة العقارات المستخدمة لعلاج أمراض أخرى وبحث فاعليتها أمام "كوفيد 19"، وثاني لتصنيع تلك أدوية ولقاحات خاصة لكورونا مثل لقاح جامعة أكسفورد، وثالثا هو العلاج ببلازما المتعافين.
كما ذكرت "فارماسيستس فارم جورنال"، أن المصل يستخدم كحل علاجي، أي دوره شبيه بالدواء، كونه يمنح للمريض المصاب، ولكنه ليس وقائيا مثل اللقاح الذي يعتبر بمثابة منظومة دفاعية استباقية، مشيرة إلى أنه إذا تم تطوير دواء أو مصل جديد قبل التوصل إلى لقاح، فإن الثلاثة يحتاجون إلى وقت للتطوير وهي نفس المراحل المشار إليها في الأعلى.