2020 تترك بصمتها على المغرب بأزمة "الكركرات".. ومخاوف من حرب وشيكة

2020 تترك بصمتها على المغرب بأزمة "الكركرات".. ومخاوف من حرب وشيكة
قبل نهاية عام 2020 بما حمل من كوارث يبدو أن هذا العام لا يريد المغادرة قبل إشعال نزاع جديد هذه المرة في المغرب ضمن أزمة جبهة البوليساريو أو الصحراء الغربية مع إعلان الأخيرة إنهاء وقف إطلاق النار المعلن منذ 30 عاما، ردا على عملية عسكرية أطلقتها "الرباط" عند معبر الكركرات الحدودي مع موريتانيا الوقع ضمن المنطقة العازلة.
ويقع "الكركرات" في مساحة جغرافية تتبع المنطقة المسماة بـ"الصحراء الغربية" والتي تطلق عليها "الأمم المتحدة" توصيف أنها "إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي"، الأزمة التي يعود تاريخها فعليا إلى عام 1975 عندما وقعت إسبانيا قبل خروجها من الصحراء الغربية اتفاق مدريد مع المغرب وموريتانيا، التي على إثرها اقتسمتا الدولتان الصحراء الغربية، قبل أن تنسحب "نواكشوط" لاحقا منها.
يقع الكركرات في المنطقة العازلة للصحراء الغربية
إلا أنه في المقابل، رفض أبناء الصحراء الغربية الاتفاق وشكلوا جبهة البوليساريو وهو اختصار إسباني للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لتدخل بالفعل في نزاع مسلح مع المغرب وموريتانيا حيث انسحب الأخيرة عام 1979 بموجب اتفاق أبرم مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي تمثل البوليساريو غير المعترف بها.
وقد استمرت الحرب بين الجمهورية الصحراوية والمغرب نحو 16 عاما قبل أن يتم توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار عام 1991، في وقت استطاع المغرب السيطرة على 80% تقريبا من مساحة الصحراء الغربية باعتبارها أراضي مغربية يجب الاعتراف بسيادة الرباط عليها.
عملية عسكرية للمغرب ضد "البوليساريو" والأخيرة تنسحب من وقف
وقبل أيام خرجت وزارة الخارجية المغربية في بيان يحمل توضيحا بشأن شن عملية عسكرية عند "الكركرات"، وأن العمليىة العسكرية ردا على ما وصفته بـ"الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لميليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء".
وأشارت إلى أن "البوليساريو" وميليشياتها التي تسللت إلى المنطقة منذ 21 أكتوبر 2020، قامت بأعمال عصابات هناك، وبعرقلة حركة تنقل الأشخاص والبضائع على هذا المحور الطرقي، وكذا التضييق باستمرار على عمل المراقبين العسكريين للمينورسو. في المقابل ردت جبهة البوليساريو بتعليق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ 30 عاما.
دعم خليجي لتحركات "الرباط".. ومصر: نراقب الوضع
واكتسب التحرك المغربي دعما خليجيا خصوصا من السعودية والإمارات، فيما صرح أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنَّ سامح شكري وزير الخارجية، تبادل الاتصالات مع كل من صبرى بوقادوم وزير الشؤون الخارجية بالجمهورية الجزائرية الشقيقة، وناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي بالمملكة المغربية الشقيقة، وذلك في إطار متابعة تطورات الأوضاع بمنطقة الكركرات.
وأضاف "حافظ"، أنَّ مصر مستمرة في متابعة مستجدات الموقف عن قرب، وإجراء الاتصالات اللازمة بما يحفظ الاستقرار انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه أشقائها العرب وبما يصون مصالحهم ويجنب المنطقة أي توتر.
وتؤمد تقارير عدة من بينها "دويتشه فيله" أن أزمة "الكركرات" تثير مخاوف بشأن إمكانية اندلاع نزاع أوسع مع تعليق البوليساريو العمل بوقف إطلاق النار.