7 كلمات ورسالة عمرها 4300 يوم.. قصة كشف لغز جرائم سفاح الجيزة

كتب: جيهان عبد العزيز

7 كلمات ورسالة عمرها 4300 يوم.. قصة كشف لغز جرائم سفاح الجيزة

7 كلمات ورسالة عمرها 4300 يوم.. قصة كشف لغز جرائم سفاح الجيزة

لم يكن الإيقاع بـ سفاح الجيزة سهلا، كان المتهم بخبرته المتراكمة في الإفلات من جرائمه على مدار 5 سنوات، وما تخللها من سلسلة معقدة من الجرائم، قادرا على مناورة المحققين والإفلات من إثبات الاتهام عليه، لكن مواجهته برسالة عمرها 4300 يوم مسجلة على هاتف زوجة صديقه القتيل، كانت هي "القشة التي قصمت ظهر البعير". 

"قبضوا عليا ومش عارف واخديني على فين" كان نص الرسالة التي أرسلها المتهم من هاتف صديقه، لزوجته، حتى تتجه للبحث في اتجاه آخر، لكن أسرة القتيل طوال تلك السنوات لم تمل من تقديم البلاغات التي أثارت الشكوك حول المتهم الذي كشفت التحريات عن أنه كان آخر شخص شوهد مع المجني عليه .

مواجهة المتهم بالرسالة لم تفقده السيطرة على أعصابه، وقال إنه لا شأن له بها، لكن انتحاله صفة القتيل واسمه وإصراره على دخول السجن باسم القتيل، دفع المحققين لمحاصرته بالأسئلة وتضييق الخناق عليه وإبلاغه بأنه متهم بقتل صديقه وإخفاء جثته، خاصة مع توالي المفاجآت التي كشفت عن أن أملاك القتيل نقلت لملكية القاتل.

انهار المتهم واعترف بجريمته، وأرشد عن مكان دفن الجثة داخل شقته ببولاق، وخلال استخراج الجثمان جرى العثور على هيكل عظمي تبين أنه لزوجته، ليفقد المتهم السيطرة على أعصابه تماما ويقر بقتلهما.

وتبين أن المتهم وراء غياب زوجته لوجود خلافات بينهما، وبعرضه على النيابة العامة، في عام 2015، أخلي سبيله.

كما تبين من التحريات أن المتهم مقيد الحرية لتنفيذ عقوبة الحبس لمدة سنة بسجن الاستئناف منتحلاً اسم صديقه رضا، عقب قيامه بقتله بدافع التخلص منه، لسابقة قيام المجني عليه بتحويل مبالغ مالية له لاستثمارها في مجال شراء وبيع الشقق السكنية، ونظراً لتعثره مالياً بالتزامن مع عودته من الخارج، وخشية افتضاح أمره عقد العزم على قتله، حيث تقابل معه بشقة الأخير، وأعد له طعاما دس به مادة سامة، وعقب تناوله تعدى عليه بالضرب بقطعة حديدية عثر عليها بالشقة، فأودى بحياته، وقام بوضع جثته داخل حقيبة كبيرة الحجم، ونقلها إلى شقة أخرى ملك المجني عليه كانت بحيازته.

كما اعترف المتهم بقيامه عقب ذلك بقتل زوجته، وقرر أنه نظراً لسابقة وجود خلافات بينهما لاستيلائها منه على مبالغ مالية، عقد العزم على قتلها، حيث أعد مادة سامة قام بدسها لها في الطعام خلال تواجدهما بمحل إقامتهما، ونقلها إلى الشقة السابق دفن جثة صديقه بها، وقام بدفنها أسفل أرضية إحدى غرفها.

وكان قطاع الأمن العام، تحت إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، قد كشف لغز الجرائم بعد مرور 5 سنوات على تلك الجرائم، وتبين أن المتهم قتل صديقه ودفنه في شقة بمنطقة بولاق الدكرور، واستولى على مبالغ ماليه منه وانتحل صفته، وكشفت تحريات المباحث عن أن المتهم قتل زوجته ودفنها بجوار جثة صديقه.

وانتقلت قوات الأمن إلى مكان الجثتين، بصحبة فريق من نيابة الهرم، وبدأت القوات في استخراجهما بحضور طبيب شرعي.

وكشفت الأجهزة الأمنية، عن ورود المحضر رقم 4332 إداري بولاق لسنة 2015، والخاص بتغيب المهندس رضا محمد عبداللطيف، 48 عاما، بعد عودته بأيام من عمله في السعودية.

وقال شقيق المجني عليه، إنه يبحث عن سر اختفاء شقيقه، وبالصدفة أشار عليه أحد أصدقائه بالبحث عنه في السجون، ربما يكون محبوسا على ذمة إحدى القضايا.

وأضاف بالكشف على اسمه تبين أنه محبوس في سجن الاستئناف على ذمة قضية سرقة في الإسكندرية، وتبين أن زوجته تقوم بزيارته، وبالحصول على عنوان زوجته التي تقوم بزيارته، تبين أنها مقيمة في الإسكندرية.

وقام فريق بحث باصطحاب المتهم "الذي انتحل اسم صديقه" وبإرشاده جرى العثور على هيكلين عظميين لسيدة ورجل، وجرى نقلهما إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة العامة، والتي قررت إجراء تحليل البصمة الوراثية للهيكلين للتوصل لهوية الضحيتين، كما قررت التشريح لمعرفة سبب الوفاة وصرحت بالدفن.


مواضيع متعلقة