فريدمان: ترامب جعل الكذب شيئا طبيعيا في الولايات المتحدة

فريدمان: ترامب جعل الكذب شيئا طبيعيا في الولايات المتحدة
قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، إن الفترة الرئاسية لدونالد ترامب جعلت الكذب شيئا طبيعيا في الولايات المتحدة، وتابع الكاتب في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إنه تم تطبيع الكذب على نطاق لم يحدث من قبل، وإذا لم يتشارك الأمريكيون الحقائق لن يستطيعوا هزيمة فيروس كورونا، ولا الدفاع عن الدستور ولا طي صفحة زعيم سيء.
وتابع إن الحرب من أجل الحقيقة هي حرب للحفاظ على الديمقراطية، فمن المستحيل الحفاظ على مجتمع حر عندما يشعر القادة ووسائل الإعلام بحرية نشر الأكاذيب دون أي عقوبات، ودون الحقيقة لا يوجد طريق متفق عليه للمضي قدما.
وأوضح الكاتب أن الحقيقة هي مصدر الترابط بين أفراد الشعب الأمريكي، وترامب لم يرغب أبدا في الالتزام بذلك، مثلما فعل وطلب ذلك من رئيس أوكرانيا وتوريط نجل جو بايدن في قضية فساد، ومثلما قاله بشأن فيروس كورونا أو حول نزاهة الانتخابات، وكاد أن ينجح في ذلك، فهو أثبت على مدى سنوات أنه يمكنك الكذب عدة مرات في اليوم، بل عدة مرات في الدقيقة، وليس فقط الفوز في الانتخابات بل ربما بإعادة الانتخاب، ولذا علينا أن نضمن أن أمثاله لن يظهروا مرة أخرى في السياسة الأمريكية.
وأوضح الكاتب أن الأعضاء الكبار في الحزب الجمهوري لم يهتموا بأكاذيب ترامب، طالما أنه حافظ على القاعدة التصويتية نشطة، ولم تهتم شبكة فوكس نيوز أيضا بذلك، طالما بقي مشاهديها يتابعونها وارتفع تصنيفها، وبالكاد اهتمت الشبكات الاجتماعية الكبرى، طالما أبقى ترامب مستخدميها على الإنترنت وأصبحت أعدادهم في تزايد، ولم يهتم العديد من ناخبيه، طالما أنه عين قضاة مناهضين للإجهاض، فهم "مؤيدين للحياة"، لكنهم ليسوا دائما من المؤيدين للحقيقة، ولكل تلك الأسباب، فإن الكذب الآن أصبح صناعة تنمو وتتضاعف.
واقترح الكاتب أن تتبنى كل مؤسسة إخبارية ذات سمعة طيبة، وخاصة التلفزيون ومواقع "فيس بوك" وتويتر ما أسماه "قانون ترامب"، ويعني إذا نطق أي مسؤول بكذب واضح أو ادعاء خالٍ من الحقائق، فينبغي إنهاء المقابلة على الفور، تماما كما فعلت العديد من الشبكات مع مؤتمر "ترامب" الصحفي الذي كان مليئا بالكذب بعد الانتخابات الأسبوع الماضي، وإذا كان المعارضون يصرخون ضد "الرقابة"، فعليهم أن يصرخوا مرة أخرى مطالبين بالحقيقة.
وأوضح فريدمان أن ذلك يجب أن يصبح الوضع الطبيعي الجديد، فالسياسيون بحاجة إلى أن يكونوا خائفين في كل مرة يذهبون فيها لمقابلة تليفزيونية بأن المقابلة لن تكتمل إذا كذبوا، وفي الوقت نفسه، يجب تدريس "كيفية التثبت من المعلومات" ضمن المناهج الدراسية، وكيفية تحديد إذا كان هناك شيء تقرأه على شبكة الإنترنت صحيحاً، ولا يجب أن يتم منحك شهادة الثانوية دون ذلك، وتابع إن الأمريكيين بحاجة إلى إعادة وصم الكذب والكذابين بالعار قبل فوات الأوان.