فورين بوليس: السودان يقرر نتيجة حرب تيجراي.. والسد الإثيوبي في الصورة

فورين بوليس: السودان يقرر نتيجة حرب تيجراي.. والسد الإثيوبي في الصورة
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تحليلا مساء أمس حول تطورات الحرب في إقليم تيجري الواقع شمال إثيوبيا، والذي تصاعد لتتداخل فيه أطراف إقليمية في مقدمتها إريتريا والسودان.
وتحت عنوان "السودان يقرر نتيجة الحرب الأهلية الإثيوبية"، رأت المجلة أن السودان يمكنه الاستفادة من الصراع القائم حاليا بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية وحكومة إقليم تيجراي ليحقق هدفه باستعادة منطقة "الفشقة" المتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا، إذا تؤكد الأولى أنها تتبع سيادتها بموجب اتفاق أبرم عام 1902.
ولفتت المجلة إلى أن جبهة "تيجراي" استطاعت السيطرة على مواقع لقوات الجيش الفيدرالي الإثيوبي في الشمال، ولديها قوات مدربة جيدا لكنها تفتقر إلى الأسلحة الثقيلة، والمنفذ الوحيد لإقليم التيجراي لاستقدام أسلحة يمكن أن يكون فقط من خلال الأراضي السودانية، لأن الحدود الأخرى مع إريتريا، حيث العداء التاريخي بين الطرفين.
وأشارت المجلة إلى أن هذا الأمر تحول إلى ورقة بيد السودان يمكن استخدامها بشأن وضع منطقة الفشقة، وفي نفس الوقت التفاوض بشأن اشتراطات السودان فيما يتعلق بتقاسم مياه النيل وأزمة السد الإثيوبي.
إلا أن تحليل المجلة يرى أن السودان قد يتردد في خطوة دعم إقليم التيجراي، لأنه في المقابل يمكن لإريتريا ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن يدعمون بعض المجموعات المتمردة في السودان أو المعارضين السابقين.
كما لفت التحليل إلى أن الحكومة الإثيوبية في الوقت ذاته يمكنها طلب استخدام الأراضي السودانية لمحاصرة قوات التيجراي، وهذا أمر أيضا بيد السودان، لكن هذا سيخضع لحسابات تتعلق بإمكانية سيطرة السودان على الفشقة المتنازع عليها أو تقاسم مياه النيل في ضوء أزمة السد.
ويرى تحليل "فروين بوليسي" في المقابل أن "أبي أحمد" ربما يكون لديه صعوبة في إمكانية التنازل عن "الفشقة" للسودان، كونها ستثير غضب عرقية الأمهرة، وأضافت أن هذا الأمر سيشبه بدرجة كبيرة سيطرة "التيجراي" على أراضي الأجداد لعرقية الأمهرة، ما قد يدفع الأمهرة بدورهم إلى الصدام مع أبي أحمد.
وحذرت المجلة من إمكانية أن يتفاقم الصراع في "تيجراي" ليكون صراعا إقليميا واسع حال تداخلت أطراف إقليمية جديدة في هذه الحرب.