وزير الأوقاف: الإسلام حرر المعتقدات من الإكراه ولا يريدها حرب عقائد

كتب: سعيد حجازي

وزير الأوقاف: الإسلام حرر المعتقدات من الإكراه ولا يريدها حرب عقائد

وزير الأوقاف: الإسلام حرر المعتقدات من الإكراه ولا يريدها حرب عقائد

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الإسلام حرر المعتقدات من الإكراه ولا يريدها حرب عقائد، ولا يجوز التعرض لمعتقدات الآخرين بسوء، وأمر الآخرة إلى الله وحده، فالتعبير عن الرأي لا يعني احتكار الحقيقة ولا النيل من حريات الآخرين فأنت حر ما لم تضر، والحرية المطلقة فوضى مطلقة ويجب أن نحافظ على شعور الآخرين بقدر ما نحب أن يحافظوا على شعورنا والعاقل يفكر قبل أن يتكلم والأحمق يتكلم دون أن يفكر.

وأكد وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد الإسماعيلي بمحافظة الإسماعيلية اليوم، والتي جاءت بعنوان "أدب الحوار والتعبير عن الرأي"، أن ديننا هو دين الحكمة والعقل والمنطق والإنسانية والأدب والذوق والرقي والحوار الهادف واحترام الآخرين حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".

أنت حر ما لم تضر والحرية المطلقة فوضى مطلقة ويجب أن نحافظ على شعور الآخرين بقدر ما نحب أن يحافظوا على شعورنا

ويقول أيضا: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن"، مشيرا إلى نموذج للحوار في القرآن في قصة سيدنا إبراهيم حيث حاور أبيه بالحجة والإقناع قال تعالى: "واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا".

المنطق المختل دليل على حمق صاحبه شتان بين التعبير عن الرأي والانفلات القيمي والأخلاقي

فكرر سيدنا إبراهيم عليه السلام لفظة "يا أبت" أربع مرات للتلطف والأدب في الخطاب، وزيادة في التلطف لم يقل يمسك عذاب من الجبار وإنما قال "من الرحمن"، وأجاب على تهديد والده له "لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا" بمنتهى الأدب والرقي "سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا"، وظل على عهده إلى أن نهي عن ذلك، حيث يقول الحق سبحانه: "وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم".

وأضاف: بما أن الجزاء في الدنيا والآخرة من جنس العمل، لقي سيدنا إبراهيم من أدب ولده إسماعيل ما فاق أدبه هو مع والده، على نحو ما صوره لنا القرآن الكريم في سورة الصافات، حيث دعا سيدنا إبراهيم ربه أن يرزقه الولد الصالح فمن عليه الحق سبحانه وتعالى بسيدنا إسماعيل، ثم بشره بسيدنا إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب.

حلقات السباب والفحش لا يمكن أن تكون رأيا ولا أن تسمى رأيا

وفي شأن ولده إسماعيل يقول الحق سبحانه على لسان سيدنا إبراهيم: "رب هب لي من الصالحين * فبشرناه بغلام حليم * فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين".

ونلاحظ أن سيدنا إسماعيل قد خاطب والده بنفس اللفظ والأدب الذي خاطب به سيدنا إبراهيم والده "يا أبت"، فهم كما قال الحق سبحانه: "ذرية بعضها من بعض"، وفي الأثر: افعل ما شئت كما تدين تدان .

وأكد وزير الأوقاف في خطبته أن الإسلام حرر المعتقدات من الإكراه ولا يريدها حرب عقائد، وأنه لا يجوز التعرض لمعتقدات الآخرين بسوء ، وأمر الآخرة إلى الله وحده.

ليس من الحرية الاعتداء على حرية الآخرين أو إيذاء مشاعرهم

كما بين أن التعبير عن الرأي لا يعني احتكار الحقيقة ولا النيل من حريات الآخرين ، فأنت حر ما لم تضر ، والحرية المطلقة فوضى مطلقة ، ويجب علينا أن نحافظ على شعور الآخرين بقدر ما نحب أن يحافظوا على شعورنا . والعاقل يفكر قبل أن يتكلم ، والأحمق يتكلم دون أن يفكر ، فالمنطق الرشيد دليل على عقل صاحبه ، والمنطق المختل دليل على حمق صاحبه . وشتان بين التعبير عن الرأي والانفلات القيمي والأخلاقي

أما حلقات السباب والفحش فلا يمكن أن تكون رأيا ولا أن تسمى رأيا ، وليس من الحرية الاعتداء على حرية الآخرين أو إيذاء مشاعرهم. وختم وزير الأوقاف خطبته بقوله : إن كل ما يدعو إلى البناء والتعمير وحماية الأوطان يتسق مع حرية التعبير عن الرأي ، وكل ما يدعو إلى الهدم أو التخريب لا علاقة بحرية الرأي أو بالقيم الإنسانية ولا بالأديان ولا الوطنية.


مواضيع متعلقة