نزوح آلاف الإثيوبيين إلى السودان هربا من المعارك في إقليم تيجراي

نزوح آلاف الإثيوبيين إلى السودان هربا من المعارك في إقليم تيجراي
- إقليم تيجراي
- إثيوبيا
- السودان
- رئيس الوزراء الأثيوبي
- إقليم تيجراي
- إثيوبيا
- السودان
- رئيس الوزراء الأثيوبي
بعد تقارير عن نزوح آلاف الإثيوبيين إلى السودان هربا من القتال الدائر شمالي البلاد، نفت مصادر في الجيش السوداني فرار جنود إثيوبيين عبر الحدود إلى أراضيهم، بحسب قناة "سكاي نيوز".
وعبر آلاف الإثيوبيين إلى الأراضي السودانية، اليوم الثلاثاء، هربا من المعارك الدائرة في إقليم تيجراي الإثيوبي المتاخم لولايتي القضارف وكسلا السودانيتين، وفق ما أفاد مسؤول سوداني.
وقال السر خالد مدير مكتب معتمدية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية، لـ"فرانس برس": "منذ الأمس واليوم (الاثنين والثلاثاء) عبر إلى منطقة حمداييت السودانية بمحاذاة ولاية كسلا، ألفا إثيوبي. نقوم بإجراءات حصرهم وتسجيلهم".
ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، الثلاثاء، إلى "وقف فوري للأعمال الحربية" في تيغراي، المنطقة التي تسعى للانفصال في إثيوبيا، حيث تشن أديس أبابا منذ 4 نوفمبر عملية عسكرية واسعة النطاق.
وقال على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أشجع الأطراف على الحوار لإيجاد حل سلمي بما فيه مصلحة إثيوبيا"، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي، ومقره أديس أبابا، مستعد للمساعدة على حل الأزمة.
وأضاف: "أتابع بقلق تصعيد المواجهة العسكرية في إثيوبيا" مذكرا "بتمسك" الاتحاد الشديد بسيادة إثيوبيا الوطنية.
وتابع: "أدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية، وأطالب الأطراف باحترام حقوق الإنسان وضمان حماية المدنيين".
وأطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في 4 نوفمبر عملية عسكرية ضد سلطات منطقة تيجراي المنشقة شمالي البلاد، متهما إياها بأنها هاجمت قبل ذلك قاعدتين للجيش الفدرالي على أراضيها.
وفرضت أديس بابا تعتيما كاملا على العملية العسكرية الجارية، وقطعت شبكات الهاتف والإنترنت في منطقة تيجراي.
وشن الطيران الإثيوبي عدة غارات على مواقع في تيجراي، فيما تستخدم المدفعية الثقيلة في المعارك على الأرض.
وأعلنت مصادر عسكرية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز، سقوط مئات القتلى في الصراع. وقال مسؤول عسكري في منطقة أمهرة المجاورة، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 500 من قوات تيجراي بينما ذكرت ثلاثة مصادر أمنية أخرى أن الجيش الإثيوبي خسر المئات أيضا خلال دفاعه عن القاعدة.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الأرقام رغم أن دبلوماسيا قال أيضا إن هناك مخاوف من مقتل المئات.
وكثف رئيس الوزراء الإثيوبي حملته العسكرية في تيجراي، أمس الأحد، عبر شن ضربات جوية مكثفة، ما زاد المخاوف من تصاعد التوتر واندلاع حرب أهلية.
وتجاهل دعوات من الأمم المتحدة والحلفاء في المنطقة للتفاوض مع القادة المحليين في الإقليم، وهي موطن جماعة عرقية ظلت تقود الائتلاف الحاكم على مدى عقود إلى أن تولى آبي السلطة عام 2018.
وشن آبي حملة عسكرية الأسبوع الماضي في الإقليم، قائلاً إن القوات الموالية للقادة هناك هاجمت قاعدة عسكرية وحاولت سرقة بعض المعدات، متهماً القادة في تيجراي بتقويض إصلاحاته الديمقراطية.
ومنذ ذلك الحين، تقصف طائرات حربية حكومية أهدافا في المنطقة المتاخمة للحدود مع السودان وإريتريا، وتحدث العاملون في مجال الإغاثة أمس الأحد عن معارك عنيفة في عدة أجزاء من المنطقة لقي فيها ستة على الأقل مصرعهم وأصيب العشرات.
وعين أبي قادة جدد للجيش والمخابرات والشرطة الاتحادية ووزيرا جديدا للخارجية، وهي تغييرات يقول محللون إنها جمعت حلفاء مقربين في مناصب عليا مع تصاعد حدة الصراع.
ودعا في خطاب بثه التلفزيون المجتمع الدولي إلى "فهم سياق الأحداث والتجاوزات المستمرة" التي يرتكبها قادة منطقة تيجراي والتي دفعت الحكومة إلى إطلاق هذه العملية "لإنفاذ القانون".
لكن الزعماء في تيجراي يقولون إن آبي، وهو من الأورومو أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، استهدفهم بطريقة غير عادلة ضمن حملة على انتهاكات حقوق الإنسان والفساد في الماضي.
ويقول محللون إن قوات جبهة تحرير شعب تيجراي، وهي الجبهة التي تحكم المنطقة، هي قوات متمرسة على القتال في المعارك، وتمتلك مخازن ضخمة من المعدات العسكرية.
وبحسب المجموعة الدولية للأزمات، يصل عددهم مع حلفاء آخرين في المنطقة إلى 250 ألف مقاتل.
وكانت جبهة تحرير شعب تيجراي لعبت دورًا رئيسيًا في الائتلاف الحاكم في إثيوبيا قبل أن يتولى آبي السلطة في عام 2018، وأعلن عن إصلاحات سياسية شاملة فاز على إثرها بجائزة نوبل للسلام العام الماضي، ومع ذلك، فتحت تلك الإصلاحات مساحة لمظالم قديمة.