ناقد فني: لا تظلموا ما وراء الطبيعة.. ليس رعبا ولا يشبع المدمنين

كتب: إنجي الطوخي

ناقد فني: لا تظلموا ما وراء الطبيعة.. ليس رعبا ولا يشبع المدمنين

ناقد فني: لا تظلموا ما وراء الطبيعة.. ليس رعبا ولا يشبع المدمنين

بين السخرية والمقارنة، كان حال قطاع كبير من محبى سلسلة ما وراء الطبيعة، بعد مشاهدة المسلسل المعروض بنفس الاسم حاليا على شبكة "نتفلكس"، إذ انتقد فريق مشاهد الرعب معتبرا أنها إما مضحكة، أو ينقصها الكثير من التقنيات التى تجعلها مقنعة، مقارنة بالأفلام والمسلسلات الغربية.

وانتقد فريق آخر، وصف المسلسل بأنه أول إنتاج مصرى فى مجال الرعب، في ظل وجود كم كبير من المسلسلات والأفلام السينمائية التى كانت تيمتها الرئيسية "الرعب"، يعود تاريخ عدد غير قليل منها إلى نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي.نحن خارج المنافسة

"المقارنة بين الإنتاج المصرى والأجنبى فى مجال الرعب، ليست فى صالحنا أبدا، وهو سبب عدم الرضا الحالى لدى بعض متابعى مسلسل (ما وراء الطبيعة)"، كلمات بدأ بها الناقد الفنى عصام زكريا، والمدير الفنى للدورة 36 لمهرجان الإسكندرية السينمائى، تحليله لأسباب انقسام الجمهور حول المسلسل.

يشدد "زكريا" على أن السينما المصرية أو حتى المسلسلات لا يمكن أن تقارن أو تدخل فى منافسة مع الإنتاج الغربى سواء الأوروبى أو الأمريكى: "هناك بلاد يمكن أن تنافس السينما الأمريكية فى مجال الرعب، مثل السينما الإسبانية واللاتينية بشكل عام، لكن نحن لسنا أقوياء سواء سينمائيا أو دراميا فى مجال الرعب أو الفانتازيا أو الموسيقى أو حتى البوليسى، لكننا قد نقارن أنفسنا بهم فى المجال الكوميدى أو الاجتماعى".

ويرجع الناقد الفني، السبب الأساسى في عدم قدرة صانعي الفن في مصر على مجاراة نظرائهم حول العالم في مجال الرعب، إلى أنها تحتاج إلى مذاكرة وفهم للقواعد الخاصة بها، والالتزام بتلك القواعد دون أى "فذلكة" أو استسهال فى التنفيذ.

"ما وراء الطبيعة" ليس رعبًا

يرفض "زكريا" وصف "ما وراء الطبيعة"، بأنه مسلسل الرعب، لأن ذلك يظلمه بشكل كبير: "هو ليس مسلسل رعب، بل توليفة تجمع بين الكوميديا، والاجتماعيات، وبعض الخلفيات التاريخية، فلا داعى للقول بأنه يتجاوز تاريخ السينما والتليفزيون فى مجال الرعب، ومتابعو المسلسل الذين قالوا لم نشعر بالرعب، هم أساسا أشخاص مدمنون للسينما الرعب الأمريكية، لذا يقوموا بعقد المقارنات".لا يشبع المشاهد مدمن

يحلل الناقد الفني تلك المقارنات من منظور نفسى، قائلا: "من انتقد المسلسل، بالضبط مثل من يتناول كل يوم قرصين أسبرين، لذا عندما يتناول قرص واحد، فيسشعر تلقائيًا بعدم التأثير، وهو ما حدث مع المسلسل المصرى، فهؤلاء الأشخاص يريدون أشياء على نفس المستوى، تضخ الأدرينالين فى نفوسهم وأجسادهم، وهو سر نجاح أفلام الرعب لأنها أشبه بالإدمان".

ويؤكد عصام زكريا أنه حتى إذ تم تقليد تأثيرات الرعب الأمريكية، فسيظل المنتج "مش حلو"، لأن الرعب الأمريكى امتداد للرعب الأوروبى، متأثرًا بطبيعة المدن هناك، والغابات والبيوت، والأساطير التى تسيطر عليهم.

ويضيف: "نحن لدينا كثير من المشكلات التى علينا التغلب عليها قبل أن نقول أن لدينا رعب، وهى المضمون، والتقنيات والتكنينكات التى تقدم بها تلك الأعمال، وعدم الاقتصار على التيمة المعروفة بأن الجن تلبس روح إنسان، وخصوصا النساء، والهدف هو الحب، أو عدم التدخل فى الاختصاصات الإلهية، وتلك التيمات موجودة فى الغرب، لكنها أقوى وأعمق فى مناقشة الصراع بين الخرافة والعلم، والتنويعات فيها كثيرة".ميزة في "ما وراء الطبيعة"

ويشير الناقد الفني إلى أن أهم ميزة فى "ما وراء الطبيعة"، أن المخرج وفريق العمل وضعوا الأشياء والظواهر التى يتناولها المسلسل فى المنطقة الرمادية دون الإجابة عن سؤال هل لها تفسير علمى، أم أنها ظواهر خارقة للطبيعة غيبية، مؤكدا: "أنا أعتقد أن هذه ميزة، تحسب للمسلسل".

 


مواضيع متعلقة