"بضاعة أتلفتها الأمطار".. خسائر بالجملة لتجار "سوق الورق" بالإسكندرية

كتب: محمد أباظة

"بضاعة أتلفتها الأمطار".. خسائر بالجملة لتجار "سوق الورق" بالإسكندرية

"بضاعة أتلفتها الأمطار".. خسائر بالجملة لتجار "سوق الورق" بالإسكندرية

دائمًا ما يتضرر التجار وأصحاب المحال بالإسكندرية بحلول فصل الشتاء وهبوط الأمطار، فبعض الشوارع يصعب السير فيها، وأصحاب محلات يضطرون لغلق باب رزقهم بسبب حالة الطقس، وآخرون يرفضون الغلق ويمكثون في محلاتهم خوفًا على بضاعتهم من التلف والغرق، على رأس هؤلاء أصحاب محلات سوق الورق بالمنشية بحي الجمرك وهم أكثر المتضررين كل عام بسبب الأمطار الغزيرة وسوء الصرف الصحي بالمنطقة.

فكل عام ومع دخول فصل الشتاء تغطي مياه الأمطار أرصفة شوارع حي سوق الورق، والأدوات المكتبية من كتب وكراسات وهدايا تسبح في المياه، وهو ما يؤكده أحمد عبد المنعم 31 عامًا وأحد العاملين بحي السوق منذ 20 عامًا، عن الأضرار التي يتعرضون لها كل عام، "لو عربية عدت بس.. الميه بتعوم المحلات".

الصرف الصحي السيئ في المنطقة، دفع "أحمد" وزملاءه للاستعداد بأدواتهم المتاحة في مواجهة الطقس السيئ، وذلك من خلال "مساحات وأسياخ حديد" في يد كل عامل بالشارع طيلة فصل الشتاء، لإزاحة مياه الأمطار وتنظيف الشارع وتسليك بلاعات الصرف التي تحتاج ساعات لتصفية المياه، بعد غياب دور المحليات في تنظيف الشوارع الرئيسية والتأخر في الاستجابة لأصحاب المحلات بالشوارع الداخلية.

من داخل شوارع خلفية وعبر ما يشبه المناورات يصل العاملون في سوق الورق إلى محلاتهم، بعد أن غرق الشارع الرئيسي وأصبح السير فيه أشبه بمهمة مستحيلة، ومن التاسعة صباحًا حتى الثامنة مساءً ينتظرون في محلاتهم، إلا أن الانتظار هنا ليس للزبائن المستحيل حضورهم في الوقت الحالي، لكنه بسبب المياه حتى يتم تصفيتها بالكامل في البلاعات، خوفًا من أن تدخل المحلات وهم غير موجودين بها فتغرق بضاعتهم.

الخسارة في سوق الورق تكون كبيرة في الشتاء، وقدرها بعض التجار بأكثر من 200 ألف جنيه حصيلة خسارة العام الماضي، ما بين كراتين الكراسات والأدوات المكتبية وماكينات التصوير التي اتلفتها المياه، حيث كانت تصل المياه إلى الأرفف العلوية داخل المحلات، وهو ما يخشاه أحمد وزملاؤه في الشارع من أن يتكرر هذا العام.

تأخر أجهزة المحليات عن إغاثات أصحاب محلات سوق الورق، فضلا عن الصرف الصحي السيئ، هو ما دفعهم للعمل بأنفسهم في كسح الشارع من المياه، وتركيب صدادات حديدية أمام كل محل ويصل ثمن الواحدة منها 1000 جنيه، حيث إن أي أمطار وإن كانت خفيفة تغلق الشارع وتعيق الحركة ووصول عربات البضاعة إليهم، حسبما ذكر "أحمد": "بقالنا يومين ما بعناش حاجة".


مواضيع متعلقة