البابا يفتتح مزار "مارمرقس" بعد تجديده وتطييب رفات مؤسس الكنيسة

البابا يفتتح مزار "مارمرقس" بعد تجديده وتطييب رفات مؤسس الكنيسة
افتتح البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ظهر اليوم، مزار القديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية، بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وذلك بعد تجديده للمرة الأولى منذ تأسيسه بيد البابا كيرلس السادس عام 1968م على خلفية إعادة رفاته من روما في العام ذاته.
وقال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إنه تقدم خورس الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس موكب البابا تواضروس الثاني، المتجه إلى منطقة المزار، وهم يرتلون ألحان استقبال البطريرك، ولدى وصول البابا أزاح الستار عن اللوحة التذكارية التي تؤرخ لتجديد مزار "الكاروز" ثم قام بوضع الأطياب والحنوط على المقبرة التي تحوي رفات القديس مارمرقس وسط التماجيد وألحان الفرح، كما تمت قراءة السنكسار يوم 30 بابه الموافق 9 نوفمبر، وهو تذكار ظهور رأس مارمرقس وتكريس كنيسته بالإسكندرية.
وأضاف حليم، أنه شارك في الافتتاح وتطييب الرفات من أساقفة الكنيسة، "الأنبا دانيال أسقف المعادي سكرتير المجمع المقدس، والأنبا إرميا الأسقف العام، والأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس قطاع مصر القديمة وأسقفية الخدمات، والأنبا ميخائيل الأسقف العام لقطاع حدائق القبة والوايلي ووكيل الكلية الإكليريكية".
و"مارمرقس" هو مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأول بابوات الكنيسة، وأحد السبعين رسولًا وكان اسمه أولا يوحنا.
وبحسب السنكسار الكنسي، فإن مرقس كان بيته أول كنيسة مسيحية حيث فيه أكلوا الفصح وفيه اختبأ الرسول بعد المسيح، ويشير السنكسار إلى أن هذا القديس ولد في ترنا بوليس (من الخمس مدن الغربية بشمال أفريقيا) من أب اسمه أرسطو بولس وأم أسمها مريم، إسرائيلي المذهب، ولقب بمرقس بعد نزوح والديه إلى أورشليم.
ويذكر السنكسار أن مرقس ذهب ليبشر بالمسيحية في الإسكندرية سنة 61 ميلادي، وعندما دخل المدينة انقطع حذاؤه وكان عند الباب إسكافي اسمه إنيانوس، فقدم له الحذاء وفيما هو قائم بتصليحه جرح المخراز إصبعه فصاح من الألم وقال باليونانية "اس ثيؤس" (يا الله الواحد) فقال له القديس مرقس: "هل تعرفون الله؟"، فقال "لا وإنما ندعو باسمه ولا نعرفه"، فتفل على التراب ووضع على الجرح فشفي للحال، ثم أخذ يشرح له من بدء ما خلق الله السماء والأرض فمخالفة آدم ومجيء الطوفان إلى إرسال موسى وإخراج بني إسرائيل من مصر وإعطائهم الشريعة وسبي بابل ثم سرد له نبوات الأنبياء الشاهدة بمجيء المسيح فدعاه إلى بيته وأحضر له أولاده فوعظهم جميعا وعمدهم.
ويتابع السنكسار: "أنه حينما كثر عدد المسيحيين في المدينة أراد الوثنيين قتله، فرسم إنيانوس أسقفا وثلاثة قسوس وسبعة شمامسة ثم سافر إلى الخمس المدن الغربية وأقام هناك سنتين يبشر ويرسم أساقفة وقسوسًا وشمامسة، وعاد إلى الإسكندرية فوجد عدد المسيحيين قد ازدادوا وبنوا لهم كنيسة في الموضع المعروف ببوكوليا (دار البقر) شرقي الإسكندرية على شاطئ البحر وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 ميلادي وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون "جروا الثور في دار البقر" فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه وفي المساء أودعوه السجن، وفي اليوم التالي (30 برمودة) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى توفي، وأخذ المسيحيين جسده إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة".