دعوات لمشاركة مواطني العالم في التصويت في الانتخابات الأمريكية

دعوات لمشاركة مواطني العالم في التصويت في الانتخابات الأمريكية
- انتخابات الرئاسة الأمريكية
- بايدن
- ترامب
- مواقع التواصل
- التصويت في الانتخابات
- انتخابات الرئاسة الأمريكية
- بايدن
- ترامب
- مواقع التواصل
- التصويت في الانتخابات
نتيجة للاهتمام العالمي بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، الذي ربما لا تحظى به أي انتخابات أخرى، والشعور المتزايد بتأثير نتائجها على بقية أنحاء العالم، ظهرت دعوات على مواقع التواصل من جانب مهتمين بهذه الانتخابات خارج أمريكا، تجمع ما بين الفكاهة والجد، بإتاحة التصويت فيها، لمواطني بقية دول العالم أيضا، ليكون لهم رأي أيضا في هذا الرئيس، الذي تؤثر توجهاته وسياساته على الكثير من شئون العالم.
وعلى سبيل المثال، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد محمود، أحد من أيدوا هذه الدعوات، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بما أننا مهتمون بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية بهذا الشكل، وهي تؤثر على صميم حياتنا إلى هذا الحد، فلماذا يُحرم سكان بقية أنحاء العالم من المشاركة في التصويت فيها أيضا".
محمود: السياسة الخارجية الأميركية تخترق الشأن الداخلي للكثير من دول العالم
وأضاف "محمود" لـ"الوطن"، تعليقا على هذه الدعوات، "إن دعوة البعض على وسائل التواصل إلى التصويت في الانتخابات الأمريكية، هزل يعكس أكثر الحقائق جدية في العالم، فالسياسة الخارجية الأمريكية، تخترق الشأن الداخلي للكثير من دول العالم، والرضا الأمريكي عن هذه الدولة أو تلك هو المفتاح لحصولها على استثمارات وقروض ورضا المؤسسات المالية العالمية، وغضبها يعني الحصار الاقتصادي إلى حد تعريضها للاختناق".
وأضاف: "بعبارة أخرى فإن الولايات المتحدة تعني الأمم المتحدة، وتعني المجتمع الدولي، وسياساتها تجاه دولة تعني شهادة حياة أو موت هذه الدولة، وأبرز مثال علي ذلك هو حصار الولايات المتحدة للسودان التي حين صنفتها واشنطن إرهابية في حادثين لم تكن للسودان ناقة ولا جمل فيها، ماتت السودان تقريبا إكلينيكيا ولم تعد للحياة إلا حين تم الرضا عنها".
الغمري: لا زالت أمريكا أكبر قوة في العالم عسكريا واقتصاديا وماليا وهي ورئيسها مؤثرين في أشياء كثيرة
ومن ناحيته، قال عاطف الغمري، المحلل السياسي والخبير في الشئون الأمريكية، لـ"الوطن": "إن افتراض تصويت شعوب العالم في الانتخابات الأمريكية، رغم أنه لن يتحقق، إلا أنه يعكس أشياء واقعية وهي أنه لازالت أمريكا ورئيسها مؤثرين في أشياء كثيرة في العالم، حيث أن أمريكا قوة كبرى بلاشك وأكبر قوة في العالم عسكريا واقتصاديا وماليا، ولها نفوذ على دول كثيرة".
وأضاف: "مثلما يحدث في الأمم المتحدة، عند التصويت على قرارات فإن أمريكا يمكن أن تشتري أصوات دول صغيرة أو متوسطة لتعطي صوتها في الاتجاه الذي تريده، وبالتالي فالنفوذ الأمريكي موجود بكثرة وقوة، والولايات المتحدة تكسب كثيرا من الجانب الاقتصادي بالتصدير لدول أخرى وعندما تواجه الميزانية الأمريكية عجزا مثلا فإنها تطلب أمريكا من بعض الدول أن تشتري منها طيارات بمليارات الدولارات، وبالتالي هناك مداخل كثيرة جدا لأن يستنزف الأمريكان الكثير من الدول".
وأشار إلى أن "هذا يؤكد أن الدعوة لمشاركة شعوب العالم في التصويت في الانتخابات الأمريكية لها أساس في الواقع، ويمكن ترجمتها في الرغبة في ان تكون هناك نوع من العلاقة التبادلية بين دولهم وأمريكا، وأنهم يريدون أن يستفيدوا من أمريكا مثلما تستفيد أمريكا منهم، وأن يؤخذ رأيهم أيضا".
وأضاف: "المقصود هنا بعبارات أخرى أن يكون لدى دول العالم الأخرى صوت في إدارة العالم والتأثير عليه، مثلما فعلت بعض دول آسيا وأمريكا اللاتينة التي أقامت قاعدة اقتصادية قوية جدا في الداخل وإلى جانبها قدرة عسكرية، ونوعت علاقتها الدولية على غير ما كان يحدث سابقا حيث كانت الدول ترهن إرادتها لأمريكا".
ما يحدث في مصر في السنوات الأخيرة يمكن أن يجعلها شريكة في إدارة النظام الدولي
واعتبر "الغمري" أن ما يحدث في مصر في السنوات القليلة الأخيرة، يشبه ما حدث في هذه الدول الآسيوية، حيث بدأنا ننشئ اقتصادا قويا ونعدد مصادر التسليح، على عكس ما كان عليه الحال سابقا، عندما كان سلاحنا يأتي كله من أمريكا فقط، وأصبح هناك تنوع في علاقتنا السياسية بمختلف دول العالم، واكتمال هذه الخطوات على نفس النمط الذي حدث في دول آسيا وأمريكا اللاتينية، هو الذي يمكن أن يجعل مصر شريكة في إدارة النظام الدولي".
وتابع: أمريكا الآن بها انقسام داخلي رهيب جدا ما بين المجموعة التي لا تتخيل العالم بدون سيطرة وهيمنة أمريكا على العالم، ومجموعة أخرى بدأت تستوعب التحولات التي بدأت تحدث في العالم من صعود قوى أخرى، ويطالبون بالتخلي عن العنجهية الأمريكية والنظر للدول الأخرى وعلاقتنا معها وما تريده، وهو ما يُعززه امتلاك هذه الدول لأدوات القوة الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والعسكرية، وهي الأمور التي ستجعل لهذه الدول صوتا فعلا، وإن لم يكن صوتا بالمعنى الحرفي في الانتخابات الأمريكية.