سابقة تاريخية.. إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية مهدد بالتأخير

10:32 ص | السبت 31 أكتوبر 2020

بات التأخر في إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية في حكم المؤكد في ظل المتغيرات التي فرضها فيروس كورونا، نتيجة التغير في إجراءات التصويت، ليكون من الصعب إعلان الفائز بالانتخابات الرئاسية مستحيلا عقب انتهاء الاقتراع، والتي كانت عادة تعلن بعد نحو ساعة.

ففي انتخابات الرئاسة 2016، أعلن وقتها مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، النصر في الساعة 2:30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بعدما أظهرت النتائج الأولية فوزه بـ270 صوتا في المجمع الانتخابي، أي الرقم المطلوب لكي يفوز المرشح بمنصب رئيس الولايات المتحدة.

انتخابات 2020 تأتي بالمخالفة لتقاليد الماضي في استخدام البريد للتصويت

لكن انتخابات 2020 يبدو الأمر فيها مختلفا، إذ كان التصويت بالبريد مقيدا في الماضي لحالات محددة مثل المرضى، لكنه بات متاحا في غالية الولايات الأمريكية بسبب الوباء.

وتشير الأرقام إلى أن ربع عدد المصوتين في الانتخابات الرئاسية 2016 صوتوا عبر البريد، لكن هذه المرة من المتوقع أن يصوت على الأقل 80 مليونا عبر البريد وهو رقم ضعف الانتخابات السابقة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام أمريكية.

ومن بين أسباب طول وقت التصويت الطوابير الطويلة المتوقعة في ظل الإجراءات الاحترازية التي جرى فرضها للوقاية من الفيروس القاتل، إذ أنه لن يسمح إلا بأعداد قليلة للدخول إلى مراكز الاقتراع في المرة الواحدة.

معضلة في 3 ولايات رئيسية بسبب التصويت بالبريد

ولا تسمح 3 ولايات متأرجحة حيوية، وهي بنسلفانيا وميشيجن وويسكونسن، ببدء عد الأصوات عبر البريد حتى يوم الانتخابات نفسه. ودليل على ذلك، قال وزير خارجية ولاية كاليفورنيا، أليكس بادلا، هذا الأسبوع إن مسؤولي الانتخابات في المقاطعات الثماني والخمسين للولاية سيعملون ليل الثالث من نوفمبر على فرز الأصوات، لكن هذه العملية لن تنتهي في الليلة نفسها. وأضاف بادلا أنه بموجب القانون، يتاح لمسؤولي الانتخابات في الولاية ثلاثين يوما بعد الانتخابات لفرز البطاقات والتأكد من صحتها.

وأشار المسؤول الذي يعتبر رئيس موظفي الانتخابات في كاليفورنيا، أنه يسمح لمسؤولي انتخابات المقاطعات بفتح مغلفات الاقتراع بالبريد ومعالجتها قبل يوم الانتخابات، ولكن لا يمكن الإعلان عن النتائج أو مشاركتها مع الجمهور حتى إغلاق جميع صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات، مضيفا أنه عادة ما تتضح الصورة الأولية للنتائج ليلة الانتخابات، لكن في حال كانت النتائج متقاربة سيتطلب الفرز والتأكد من صحة الأصوات أيامًا أكثر.

وأكد بادلا أن هذه الأيام ضرورية لفحص جميع بطاقات الاقتراع بعناية من قبل مسؤولي انتخابات المقاطعات، للتأكد من أن الشخص الذي صوت مسجل وأنه لم يدل بصوته عن طريق البريد أو في مكان اقتراع آخر في يوم الانتخابات.

ويجب على مسؤولي انتخابات المقاطعات تقديم تقرير بنتائجهم النهائية للانتخابات الرئاسية إلى وزير خارجية الولاية بحلول الأول من ديسمبر وانتخابات الكونجرس والمجالس المحلية بحلول الرابع من ديسمبر، على أن يصدق عليها في الحادي عشر من ديسمبر، لتكون جاهزة في اجتماع الهيئة الانتخابية بعدها بثلاثة أيام.

التصويت المبكر بدأ في سبتمبر والحسم ينتظر "الثلاثاء الكبير"

وبدأ الأمريكيون في التصويت في الانتخابات الأمريكية منذ سبتمبر الماضي، فيما يعرف بالتصويت المبكر، لكن اليوم الحاسم في الانتخابات هو الثالث نوفمبر المقبل، الذي يصوت فيه العدد الأكبر منهم. وتغلق أولى محطات الاقتراع عند الساعة السابعة مساءً بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي.

وبعد إغلاق صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة في يوم الانتخابات، تبدأ عملية فرز الأصوات، الأمر الذي قد يتوقع أن يستغرق أياما وربما أسابيع. وعادة ما ينتظر الأمريكيون وسائل الإعلام للإعلان عن النتائج الأولية،وبناءً عليها يعلن المرشح الفائز انتصاره، ولا ينتظر الإعلان الرسمي الذي يصدر بعد يوم أو أيام.

وفي انتخابات عام 2016، أعلنت النتائج الرسمية بعد مرور يوم على التصويت. ويتيح القانون الفيدرالي حتى 8 ديسمبر للولايات لحل الخلاف بشأن ممثليها في المجمع الانتخابي الذي يختار الرئيس.

وفي تحصيل حاصل، يجتمع أعضاء المجمع الانتخابي في شهر ديسمبر، من أجل التصويت على اختيار الرئيس الأمريكي القادم، وحدث في الماضي أن خان بعض أعضاء الحزب مرشحه وصوتوا للمرشح الآخر.