في ذكراه.. قصة البابا يوساب الأول البطريرك الـ52 للكنيسة الأرثوذكسية

في ذكراه.. قصة البابا يوساب الأول البطريرك الـ52 للكنيسة الأرثوذكسية
يحيي الأقباط في صلواتهم بالكنائس الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، بحسب "السنكسار الكنسي"، ذكرى وفاة البابا يوساب الأول، البطريرك الثاني والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية.
و"السنكسار" هو كتاب يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
فحسب التقويم القبطي، يوافق اليوم الإثنين، 23 بابه لعام 1737 قبطي، ويدون "السنكسار"، أنَّه في مثل هذا اليوم عام 849 ميلادي، توفي البابا يوساب الأول، البطريرك الثاني والخمسون من بطاركة الكرازة المرقسية.
ويذكر السنكسار، أن هذا البطريرك كان ابناً وحيداً لأبويه في مدينة منوف بمحافظة المنوفية، ومات أبواه وهو طفل فاهتم بتربيته رجل غنى، عاش يوساب عنده سعيداً، ولما كبر اشتاق إلى حياة الرهبانية فذهب إلى البابا مرقس الثاني، وأطلعه على رغبته، ففرح به وأرسله إلى دير مكاريوس ببرية شيهيت.
ويشير السنكسار، إلى أن الراهب يوساب ظل يعيش حياة الزهد والنسك والتقشف، ورسمه البابا مرقس الثاني قساً وخدم معه في البطريركية مدة من الزمان ثم عاد إلى البرية، وبعد وفاة البابا سيمون الثاني البطريرك الحادي والخمسون، اختاره الأساقفة بطريركاً عام 831 ميلادي.
ويوضح السنكسار، أن هذا البطريرك اهتم ببناء الكنائس وتعليم الشعب، ولكنه دخل في مشاكل بسبب "أسقف مصر وأسقف تانيس (تانيس: مدينة قديمة بمحافظة الشرقية تسمى حالياً صا الحجر)"، أتعبا شعبيهما جداً فاستغاثوا بالبابا فنصح هذين الأسقفين أن يترفقا بالشعب، ولما لم يلتزما بنصيحته، عقد مجمعاً وقطعهما، فذهبا إلى الوالي ولفقا تهماً كاذبة على البطريرك، فأرسل الوالي أخاه مع بعض الجنود لإحضار البطريرك واستمع اليه وتقبَّل الوالي كلامه وأكرمه وكتب له فرماناً لئلا يعارضه أحد في رسامة أو عزل ولا في أي عمل يعمله.
وأقام البابا يوساب الأول على الكرسي البابوي نحو ثمانية عشر عاماً قبل أن يتوفى.
ويستخدم "السنكسار" التقويم القبطي والشهور القبطية "13 شهرًا"، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو "نسئ" يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية.
و"السنكسار"، بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.