تحويلات مالية مشبوهة وعمليات انتحارية.. فرنسا في مرمى إرهاب الإخوان

كتب: محمود طولان

تحويلات مالية مشبوهة وعمليات انتحارية.. فرنسا في مرمى إرهاب الإخوان

تحويلات مالية مشبوهة وعمليات انتحارية.. فرنسا في مرمى إرهاب الإخوان

شهدت فرنسا في الآونة الأخيرة، أحداث عنف وعمليات إرهابية ارتكبها عدد من المتطرفين، ما دفع فرنسا لرفع حالة الأستعداد والتأهب الأمني، سواء داخليا لحماية منشأتها ومواطنيها، أو خارجيا لحماية سفاراتها في المدن المختلفة حول العالم.

كشفت مصادر لـ"الوطن"، أن الجماعة الإرهابية اتبعت خطة على مدار السنوات الأخيرة، تغلغلت خلالها بفرنسا، التي تصنف كدولة "علمانية"، تسمح لجميع الأديان والطوائف بممارسة شعارئهم دون قيد، شرط أن تفصل بين تعاليم الكنيسة أو المسجد وتعاليم الدولة.

وقالت المصادر، إن تنظيم الإخوان يتبع خطة التوسع في فرنسا عبر المساجد والمدارس والمعاهد الثقافية، وتدير الشبكة اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا والذي يمتلك إمكانيات مادية هائلة، نتيجة التمويلات والمساعدات  الخيالية التي يحظى بها من  قطر وتركيا.

وأضافت المصادر، في عام 2018، بلغ تمويل مدرسة الأئمة من مؤسسة قطر الخيرية إلى 750 ألف يورو، كما تم  تحويل 600 ألف يورو من حساب مصرفي بريطاني إلى مركزا إسلاميا في مدينة مرسيليا.

عمليات التحويل المالية تتم بطرق غير شرعية

وأشارت المصادر، إلى أن عمليات التحويلات المالية داخل الجماعة في فرنسا تمت بطرق غير قانونية، مما لفت انتباة السلطات الفرنسية، وسعت لتحديد المشاريع التي موّلها صندوق الهبات التابع لجماعة الإخوان بواسطة هذه الأموال، كما شملت التحقيقات الكشف عن تهم تتعلق بالاختلاس في الأموال التابعة للمعهد.

وأوضحت، أن السعي دائما للدخول في مواجهة مع فرنسا كان من جانب الإسلام السياسي الرديكالي، وذلك بعد أن تمكن من إرساء منهجه بين أوساط عديدة في المجتمع خلال العقود الثلاثة الماضية، كما ساعد في ذلك نجاحه في غرس مناهج الحاكمية الإسلامية لمنتسبيه وتعزيز نزاعات الانفصال لديهم، كما أخرجت جماعة الإخوان الإرهابية من عرفوا بالمقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش الإرهابي بسوريا والعراق والتي كانت فرنسا أحد روافدهم.

32 عملية إرهابية على فرنسا في ثلاث سنوات فقط

وتابعت: ما لبثت أن لاحظت فرنسا حجم الكارثة التي حلت بها بعد إحباطها أكثر من 32 عملية إرهابية في ثلاث سنوات فقط، لتقرر بعد ذلك إغلاق عدد كبير من المراكز والمنشأت التي سيطرت عليها تلك الجماعات المتطرفة، فأغلقت أكثر من 250 مركز ومدرسة.

وقالت المصادر، إن الجماعات المتطرفة سعت على مدار الثلاث سنوات الأخيرة،  في تعزيز نزعات الأنفصال لدى منتسبيها ما يعرف بـ"الانعزالية وعدم الاندماج مع المجتمع"، ونجحت هذه الإستراتيجية في تجنيد عدد كبير من الأرهابيين الفرنسييين الذين انتسبوا لتنظيم داعش فيما بعد.  

وأكدت المصادر، أن نظرية الانعزال والانغلاق التي اتبعتها الجماعة أدت إلى خروج أكثرمن 50 ألف طفل مسلم من المدارس الفرنسية، ولجأت عائلاتهم إلى تعليمهم في المنزل ضمن مناهج تعزيز الانفصال الشعوري عن فرنسا لصالح الانتماء للمشاريع الأممية الإسلامية.

أردوغان يسعى لنزع فتيل الإرهاب في باريس 

وقالت المصادر، إن أردوغان وأجهزته اتبعوا خطة استغلال المزاج الانعزالي للمسلمين في فرنسا، إضافة إلى سقطات  تصريحات المسؤوليين الفرنسيين حول الإسلام، ومحاولاته الدائمة في إشعال الأوضاع من خلال نظرية القيم والحريات التى لا تُراعي خصوصية إيذاء مشاعر مليار ونصف مسلم، ليقوم بتصدير هذه الفكرة،  في محاولات لنزع فتيل الإرهاب بباريس، بهدف الوصول لسياساته وتحقيق أهدافه، دون بذل أي مجهود.

وأوضحت أن الرئيس التركي، بدلا من أن يخوض معركته مع فرنسا في ساحات القتال، راح ينقلها للداخل الفرنسي تحت ستار الدين، لكي يختصر الطريق في الحصول على مكاسبه، دون اعتبار أن هناك 10% من سكان فرنسا مسلمين، وهناك عشرات الألاف منهم يمثلون الأجيال القادمة والتي ستستغلها هؤلاء الجماعات كأدوات حرب على باريس.

وأردف: التنظيم يستقطب عشرات الأشخاص داخل المجتمع الفرنسي، إضافة إلى استغلال المهاجرين في أنشطة متطرفة تمس الأمن القومي لفرنسا، كما يستغلون الأئمة الذين ينتمون لدول أجنبية من الخارج من اجل استقطاب الشباب، موضحا أن هؤلاء الأئمة مجندين إلى جماعة الإخوان في دولهم.


مواضيع متعلقة