"عباس" يقضي 6 سنوات في الشارع بلا مأوي: "مليش حد يسأل عني"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

"عباس" يقضي 6 سنوات في الشارع بلا مأوي: "مليش حد يسأل عني"

"عباس" يقضي 6 سنوات في الشارع بلا مأوي: "مليش حد يسأل عني"

بعد أن فارق والديه الحياة، ولحق بهما شقيقه الوحيد، في عام واحد، كان عام حزن لما فيه من أحداث مؤلمة، بدأت بالموت وانتهت بالرصيف، كانت أياما قاية على الأربعيني، عباس مرسي، من منطقة شبرا، بعدما مات ذويه في عام واحد، وطرده صاحب الشقة التي كان يقطنها، ولم يجد سوى الشارع مأوى له.

 

بداية المأساة

بدأت مأساة عندما بلغ "عباس" سن الـ 40 عاما، وهنا بدأت حياته تنقلب رأسا على عقب، فبعد أن كان له 4 حوائط يظلهم سقف يحميه، أصبح مشردا، يتجول في الشوارع صباحا، يقتات من بقايا المطاعم، والقمامة، وينام بجوار أحد المساجد دون ستره تحميه من برد الشتاء القارس، أو جو، الصيف الحار: "صاحب الشقة طردني علشان مكنتش بدفع الإيجار، ومنعني أدخل البيت تاني، ومكنش قدامي حل غير الشارع، ونزلت بطقم واحد بس فضلت لابسه طول المده دي، لحد ما داب على جسمي"

أقاربه اتصلوا بدار المشردين لايداعه لديهم

6 سنوات مرت على هذا الحال، قضاها الأربعيني، دون أن يدري أن العمر قد مر به واقترب من الخمسون عاما، لا يملك أحلاما، لم يتزوج، وبدأ يتأقلم على حياة الشارع، إلى أن قام أحد أقاربه بالاتصال بمؤسسة معانا لإنقاذ إنسان: "قرايبي قالولي مينفعش تفضل في الشارع كل ده، خايفين عليك من الكلاب، أنت لازم تروح دار إيواء مشردين، وكلموا الدار فعلا وجم خادوني، ومن وقتها وأنا هنا من حوالي 3 سنين، كنت الأول في الدقي وبعد كده جيت هنا، من 4 أيام".

يعيش الأربعيني في هدوء تام وسط رفاقه ممن أدار لهم الزمن ظهره وغدر بهم الأقربون، حياة لم يكن يتوقعها حيث إن لم يخطر بباله أن حياته بالشارع ستتغير ويكون له مأوي:"الحياة هنا رحمتني من الشارع وبهدلته، وبأكل 3 وجبات في اليوم منهم وجبة الغداء بتكون لحمة أو فراخ، مكنتش أحلم بده، أنا كنت بأكل رغيف عيش في اليوم من الزبالة أو من مطعم بروحله آخد منه أكل من غير فلوس".


مواضيع متعلقة