لوحة بالدم على الفراش.. آخر ما تبقى من رضيع طوخ

لوحة بالدم على الفراش.. آخر ما تبقى من رضيع طوخ
- الرضيع أنس
- الرضيع انس
- طوخ
- جريمة طوخ
- أمن القليوبية
- مباحث القليوبية
- الرضيع أنس
- الرضيع انس
- طوخ
- جريمة طوخ
- أمن القليوبية
- مباحث القليوبية
بقعة من سوائل التحلل، بلون أحمر شديدة القتامة، ورائحة كريهة، كل ما تبقى من الرضيع "أنس" الذى لم يتجاوز عمره 4 أشهر، بعد أن مات جوعا بسبب إهمال والديه، اللذان تركاه وحيدا على فراشه الصغير داخل شقة أسرته بعزبة الفقهاء بمركز طوخ في القليوبية.
المعاينة والتحريات أكدت أن سوائل التحلل التى انسابت من جسده، طبعت على ملاءة السرير حركات الرضيع الأخيرة، وجمدت لحظة وفاته، بحركة مقاومة عاجزة وواهنة، ليبقى المشهد الأخير في عمره القصير، مجرد لوحة مرسومة بسوائل التحلل والقيح، لرضيع بلا ملامح، ارتخت أوصاله في فراشه وهنا، بينما كان ينزف آخر لحظات حياته، وهو يتوق ربما لشربة ماء أو جرعة لبن من صدر أمه.
لقى الرضيع "أنس"، حتفه قبل 3 أيام داخل شقة أسرته في عزبة الفقهاء بمركز طوخ بمحافظة القليوبية، بعد ان قضى 3 أيام وحيدا دون طعام أو شراب، ولم يكتشف أحدا وفاته إلا بعد مرور 9 أيام، وهى الواقعة التى قررت فيها النيابة العامة حبس والديه 15 يوما، بتهمة إهماله حتى الموت، ما يعنى اتهامهما بالقتل العمد.
تفاصيل مروعة كشفتها تحقيقات النيابة العامة في القضية، لم تتوقف عند حد واقعة وفاة الطفل، بل فضحت جحود والدى الطفل وتعمدهما الكذب، خلال التحقيقات، من أجل التنصل من تهمة التسبب في وفاة الرضيع، بخلاف تكرار الواقعة من قبل وترك المجنى عليه وحيدا، وإنقاذه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، وادعاء الأم أنها كانت تطمئن على رضيعها من خلال ابنة جارتها، وهو ما لم يحدث.
وتضمنت التحقيقات المزيد من الروايات الكاذبة، إذ أقر الأب أن زوجته تركت مسكنهما دون الرضيع مصطحبة شقيقًا له عمره 3 سنوات، على إثر ما وقع من خلاف بينهما، ثم ترك هو المسكن على عجلة من أمره للحاق بعمله تاركًا المجني عليه وحيدًا على مظنة عودة أمه إليه، دون أن يخبرها أو أيٍّ من ذويه المقيمين بذات العقار بذلك، ومكث تسعة أيام بمحل عمله دون الاطمئنان على حال المجني عليه، حتى اتصل بزوجته خلال عودته لمسكنه يوم 26 أكتوبر الجاري، لاستطلاع أمرها والرضيع، فعلم منها أنها تركته له ليرعاه، فعاد إلى المسكن وتبين وفاته.
لكن الام ذكرت في التحقيقات، أن زوجها أخذ الرضيع عنوة منها أثناء مغادرتها المسكن على إثر خلافهما، وأنها لم تطمئن على حاله خلال الأيام التسعة حتى وفاته إلا من خلال جارة لها طلبت منها إرسال ابنتها لاستطلاع أمر الرضيع، مؤكدة أنها وزوجها دائما الخلاف، وأنها اعتادت ترك مسكن الزوجية وابنيها الرضيعَ وشقيقَه بإرادتها تارةً أو عنوةً تارةً أخرى.
بدت رواية الأم مكذوبة، إذ تبين للنيابة أنها تقوم بتسجيل المكالمات، وعندما استمعت النيابة إليها كانت هناك محادثة بينها وزوجها أخبرها فيها بتوجهه عائدًا إلى مسكنهما، وسألها عن الرضيع فأجابته أنها تركته ليرعاه ولا تعلم عنه شيء، ثم التفتا في حديثهما إلى أمور أخرى غير مكترثين بحال الرضيع.
أسرة المتهمة حاولت هى الأخرى نفى التهمة عن ابنتهم، إذ أكدوا اعتيادَهما تركَ مسكنهما وابنيهما فيه على إثر ما يقع بينهما من خلافات، مؤكدة أن الأم المتهمة حاولت الاطمئنان على الرضيع خلال الأيام التسعة الأخيرة التي تركته فيها من خلال ابنة جارة لها، فسألت النيابة العامة الطفلة -عمرها أربعة عشر عامًا- التي نفت ادعاء المتهمة وذويها وأنها لم يُطلب منها الاطمئنان على الرضيع.