دفتر أحوال الوطن.. ظاهرة العثور على أطفال مجهولي النسب تصل قنا

كتب: رجب آدم

دفتر أحوال الوطن.. ظاهرة العثور على أطفال مجهولي النسب تصل قنا

دفتر أحوال الوطن.. ظاهرة العثور على أطفال مجهولي النسب تصل قنا

ظاهرة غريبة باتت تشهدها محافظة قنا، بشكل ملحوظ  في الفترة الأخيرة، وهى العثور على أطفال لقطاء حديثي الولادة داخل صناديق الزبالة أو على  أبواب المساجد وفي الزراعات وفي حشائش الحلف، من ضحايا العلاقات غير الشرعية، مما ينذر بكارثة اجتماعية  في مجتمعات مغلقة بعاداتها وتقاليدها، حتى أصبح الأمر طبيعيا يتحمل تبعاتها الأولى أقسام الشرطة وحضانات المستشفيات إلى أن يتم إيداعهم فى الأماكن المخصصة لرعاية الأطفال مجهولي النسب.

كل المعثور عليهم من "قطع اللحم" التي ولدت من رحم سيدات لا يعرفن حدود الله وحدود المجتمع، نتيجة نزوات غير شرعية مع عشاقهن، يتم قيدهم بحسب التحريات الشرطية كمجهولي النسب.

ترصد "الوطن"، انتشار تلك الظاهرة التي تفشت في الأونة الأخير بالوقائع التي عثر عليها خلال فترات متقاربة بشكل لافت للنظر، وسط دعوات استنكار من المجتمع القنائي.

فخلال الأسبوع الماضي عثر عمال النظافة بمجلس مدينة دشنا، في محافظة قنا، على طفلة رضيعة حديثة الولادة، على قيد الحياة، وسط صندوق قمامة بجوار موقف سيارات الأجرة، وتم إيداع الطفلة أحد المستشفيات.

وقال العمال، في بلاغ، بحسب مصدر أمني، إنهم أثناء عملهم في الفترة المسائية، لرفع تجمعات القمامة من الصناديق الخاصة، وخلال تواجدهم في منطقة مجمع مواقف قنا، سمعوا صوت بكاء الطفلة، وتم العثور عليها داخل صندوق قمامة، ملفوفة في قطعة قماش أبيض، ونقلوا الرضيعة إلى مستشفى دشنا المركزي، بقرية "فاو قبلي"، حيث تم إيداعها إحدى الحضانات ثم إلى دار الرعاية للأطفال اللقطاء.

وفي أول أيام انتخابات مجلس النواب بالمحافظة السبت الماضي، ضبط "عاطل" يدعى "رمضان أ. أ."، عاطل، مقيم بمركز الوقف، أثناء محاولته التخلص من طفلة حديثة الولادة بإلقائها في مقابر قرية "الحلفاية بحري"، بدائرة مركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا، معترفا أن الرضيعة ابنة عشيقته والتي حملت بها سفاحاً.

وتبين أنه أثناء سير أحد المواطنين بجوار المقابر، لاحظ وجود شخص نزل من سيارة "ميكروباص"، بعد صلاة العشاء، يحمل طفلة ملفوفة في قطعة قماش، وتوجه إلى المقابر، وأكد المواطن أنه بعد ما توجه المتهم إلى المقابر، قام بتتبعه، وتمكن من الإمساك به أثناء قيامه بإلقاء الطفلة من سور المقابر، والتف عدد من المواطنين حوله، حتى تم تسليمه إلى الشرطة.

وأكدت التحقيقات الأمنية، أن "العاطل" أتى بالطفلة الرضيعة بناءً على طلب من عشيقته، التي حملت بها سفاحاً، مستغلا انشغال الشرطة والمواطنين في الانتخابات، وتم إيداع الوليدة إحدى الحضانات بنجع حمادي، حتى عرض تقرير نهائي على الصحة، وإيداعها في قسم الأطفال اللقطاء في مدينة قنا.

في آخر سبتمبر الماضي عثر مجلس مدينة قفط، جنوب قنا، على طفل، عمره يوم واحد، على كوبري "موسى" على طريق القاهرة – أسوان الزراعي، كما عثرت الأجهزة الأمنية، على طفل رضيع ملفوف في قطع قماش بيضاء، داخل مقلب قمامة بجوار التأمين الصحي بمركز نجع حمادي، شمال محافظة قنا.

وفي ذات الشهر عثرت الأجهزة الأمنية بقنا، على طفلين حديثى الولادة، خلال 24 ساعة، الأول كان فى مركز قوص شمال محافظة قنا، والطفل الثانى فى مدينة قنا بجوار مسجد، وتم إيداعهما بحضانة مستشفى قنا العام، كما عثرت على جثة طفل رضيع ملقاة بالقرب من مصرف للزراعات بمركز قوص جنوب محافظة قنا.

وهناك الكثير من هذه الأطفال في دار رعاية الأطفال اللقطاء في الوحدة الصحية الأوروبية في مدينة قنا تتلقى الرعاية.

ويقول ممدوح سالم، أحمد العاملين في منظمات المجتمع المدني التي تخصص من أعمالها في حقوق الطفل، إن أسباب انتشار تلك الظاهرة يرجع إلى انهيار القيم الأخلاقية والسلوكية، وارتفاع نسبة الطلاق، بالإضافة إلى المغالاة في المهور وارتفاع أعداد العنوسة، والتفكك الأسري مما يزيد من غياب الرقابة الأسرية من الوالدين، كما أن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي أدى إلى نزوح الشباب والفتيات إلى التفكير في تكوين علاقات غير شرعية، والاتجاه للزواج غير الشرعي والعرفي.

وقال الدكتور راجي تاوضروس، وكيل وزارة الصحة بقنا، أن هناك مركز إيواء الأطفال المعثور عليهم بمركز الصحة الأوروبي، يسمى برعاية الطفل المعثور عليهم، وبه حتى الآن 14 طفلا على الأقل منهم 3 أطفال خلال هذا الشهر.

وكشف "راجي"، أن دار رعاية الأطفال اللقطاء، يظل فيها الرضيع المعثور عليه مجهول النسب لمدة عامين، وبعد ذلك تتبناهم دور رعاية الأيتام ومنها جمعية الأورمان، كما أن هناك مواطنين يرغبون في تبني اللقطاء، ويتقدمون بطلب بذلك، ويتم تشكيل لجنة من الصحة والشؤون الاجتماعية والنيابة لإنهاء الإجراءات، بعد أخذ اشتراطات على المتبني بالحفاظ عليه.

وقال اللواء أشرف الداودي، إنه وجه من قبل خلال زيارة للمركز بضرورة توفير كافة أوجه الرعاية للأطفال وتوفير الأدوية والمستلزمات الخاصة بهم وكذا توفير العدد الكافي من الممرضات والعاملات للمركز، مشددا على أنه لن يسمح بحدوث أي تقصير تجاه هؤلاء الأطفال، لافتا إلى أنه تم تكليف ادارة المتابعة والتفتيش بالمرور الدوري علي المركز لرصد أي مشكلات قد تتعلق بمركز الإيواء.


مواضيع متعلقة