"الفيل" عرض مسرحي في شوارع فلسطين لمواجهة الاستخفاف بـ كورونا

"الفيل" عرض مسرحي في شوارع فلسطين لمواجهة الاستخفاف بـ كورونا
- كورونا
- عرض مسرحي
- مسرح في الشارع
- فلسطين
- كورونا في فلسطين
- كورونا
- عرض مسرحي
- مسرح في الشارع
- فلسطين
- كورونا في فلسطين
بعظمة وشموخ راكبًا على فيله الضخم يسير بين شوراع مخيم جنين شمال الضفة الغربية الفلسطينية، لا يلتفت لأصوات شعبه ولا لمحاولاتهم لفت انتباهه لشكواهم من فيله والدمار الناجم عنه في البلاد، يظن الحاكم أن صياحهم تشجيعًا له ومحبة، فيرفع إحدى يديه ليشكر شعبه على كل تلك المحبة التي يعتقدها هو، والفيل يطلق صوته العالي ويدب بقدميه على الأرض لتهتز من تحته.
مشاهد لعرض "الفيل" جسدها مسرح الحرية في شوارع جنين الفلسطينية، مستوحاة من رواية "الفيل يا ملك الزمان" للكاتب السوري سعد الله ونوس، وتدور أحداثها حول ملك يمتلك فيلا مزعجا وضارا ويرمز للقوة، في محاولات من شعبه لتقديم شكوى عما يبدر من الفيل في البلاد لكن لا أحد يجرؤ على الاعتراف له بسبب حب الملك الشديد للفيل.
وبعد عدة أفكار توصل أفراد الشعب إلى تقديم شكواهم من خلال جذب انتباه ملكهم بالفنون والألعاب، إلا أنه في كل مرة تسيطر عليهم حالة من الخوف، لتبدأ مفارقات مضحكة ومبكية في كيفية عرض مشكلاتهم، وبمعالجات للرواية أجراها المخرج أحمد طوباسي والكاتبة شذى يونس، تم تحويل العمل ليتحدث عن جائحة كورونا ودور الإعلام والدولة الفلسطينية معها.
على الرغم من أن المسرح ليس من أولويات الشعب الفلسطيني بسبب الأوضاع غير المستقرة، إلا أن العرض كان مقربا من الجمهور وتفاعل معه بشكل كبير، حسبما وصف مصطفى شتا، المدير العام لمسرح الحرية، قائلا "مافيش وقت للسعادة عندنا"، مضيفًا أن فلسفة العرض تحمل عنوان "إذا ما بدك تيجي على المسرح بيجي هو لعندك".
وعن اختيار رواية "الفيل يا ملك الزمان"، قال "شتا" لـ"الوطن"، إن العرض المسرحي عمل إسقاطا على الفيل بأنه كورونا وأن السلطة بشكل عام لأي بلد هي الحاكم، بأنها لم تتعامل بجدية مع فيروس كورونا، ودائمًا هناك حالة من الاستخفاف في معالجة الوضع، مضيفًا أن الفيل حيوان ضخم والناس تراه لطيفا على الرغم من كونه مدمرا وقويا، وهو نفس الحال في كورونا باعتبارها فيروس ضخم وخطير والسلطة تتعامل معه باستخفاف.
بسبب الإغلاق الكامل في فلسطين منذ شهر مارس إلى يونيو، تدرب مسرح الحرية على العرض "أونلاين"، "المسرح من أدوات المقاومة" هكذا عبر "شتا" عن دور المسارح رغم قلة عددهم في الضفة الغربية، ومنذ نشأة مسرح الحرية عام 2006 كان مفهومه المقاومة الثقافية في سياق النضال الوطني من أجل الحرية ونيل الاستقلال، "أغلب أعمالنا في إطار سياسي نقدي متعلقة بقضايا الاحتلال".
في تاريخ الثورة الفلسطينية كانت الثقافة والفنون حاضرة دائما بقوة إلى جانب الثورات، واستشهد "شتا" بفرقة "العاشقين" الفلسطينية التي انطلقت في بيروت مع مقاومة الاحتلال والتصدي له عام 1982، ودائمًا ما تتعرض المسارح للاضطهاد ويعتبرها الاحتلال تهديدا عليهم، "المسرح بيأكد وجودنا على هذه الأرض".