رحالة مصري يوثق رحلته داخل مقابر إندونسيا: بيطلعوا الجثث يرقصوا معاها

كتب: حسن شحاته

رحالة مصري يوثق رحلته داخل مقابر إندونسيا: بيطلعوا الجثث يرقصوا معاها

رحالة مصري يوثق رحلته داخل مقابر إندونسيا: بيطلعوا الجثث يرقصوا معاها

"هياكل عظمية، وجماجم، وطقوس غريبة"، مناظر قد تبدو مرعبة على البعض، لكنها كانت محببة إلى قلب الرحالة المصري أحمد شاهين، ابن محافظة الإسكندرية، بعدما حول أزمة احتجازه 6 أشهر في إندونسيا، إلى رحلة سياحية داخل جزر تحتفظ بالجثث، كإحدى معتقداتها الدينية.

وبدأ "شاهين"، الذي يعمل كفني شبكات، والمتزوج من أمريكية الجنسية، رحلة السفر خارج مصر، للعمل منذ ما يقارب الـ5 سنوات: "سنة واحدة فقط، كانت كفيلة بزيادة دائرة معارفي خصوصا في دول آسيا، وهنا كانت بداية السفر الترحالي، للاستمتاع بجمال الدول الأخرى، ومعرفة أهم معالمها".

"حسيت نفسي قريب منهم وبقدر أكل زيهم"، بتلك الكلمات وصف "شاهين" حبه لتجربة بعض تقاليدهم وأكلاتهم: "لقيت نفسي بقدر أكل اليرقات والجراد والتعابين والجراد والفئران الجبلية والسناجب، أكلات كتير وغريبة على التقاليد المصرية، قدرت أكلها، لأني كنت معتقد دايما أن كل واحد اتولد على حاجة واتعود عليها فبيعتبر أي حاجة تانية غريبة زي ما هما استغربوا الفسيخ ومقدروش يأكلوه، لكن لو جربت الحاجة دي تقدر تعملها".

صدمة كادت تنهي رحلة "شاهين" قبل تحويلها لرحلة سياحية

ذهاب "شاهين" إلى إندونسيا، كان بهدف اكتشاف معالمها والاستمتاع بها، لكن سرعان ما قلبت كورونا الأمور رأسًا على عقب بعد انتشارها، ليصبح حبيسًا داخلها، لا يستطيع العودة، كما ازدادت الامور سوءً بطرده من أماكن السكن الخاصة به لأيام خوفا من المرض، رغم وجود أموال تكفي إقامته: "كل الأزمات دي تسببت في مراودة فكرة الذهاب لاكتشاف السياحة السوداء لذهني طوال الوقت، والتي سمعت عنها قبل مجيئ".

وعن سبب تسميتها بالسياحة السوداء، رد صاحب الـ31 عاما، قائلا: "ده بسبب قلة عدد الأشخاص اللي بيزوروا الأماكن دي، لما تمثله من رعب وطقوس غريبة لا يتحملها الجميع".

رحلة "شاهين" داخل مقبرة كوبورن تورونيام

لم يكن وصول الرحاله المصري إلى مقبرة كوبورن تورونيام بالأمر السهل، حيث قام بحجز التذاكر، ثم استقل مركب للوصول إلى الجزيرة التي يقوموا فيها بوضع الأموات.

"الجزيرة للرجال فقط"، بحسب "شاهين": "دخول تلك المقبرة مخصص للرجال فقط، لأن في اعتقادهم أنه في حالة ذهاب امرأة إلى هناك تحل عليهم اللعنة المتمثلة في الكوارث الطبيعية من زلازل وبراكين.

تقديم القرابين سواء أموال أو فواكه، من ضمن الطقوس الضرورية قبل خولهم المقبرة حتى لا يعرضوا للأذى، بالإضافة إلى قيامهم بالصلاة.

أما بالنسبة للبنت المتواجدة على مدخل المقبرة بكامل جسدها، روى "شاهين": "لقيت فيه ناس كتير لسه محتفظين بأجزاء من أجسادهم، بس كان أبرزهم البنت دي، كانوا بيقولوا وقتها أنها ميته جديد بكورونا، علشان كده لسه جسمها متحللش".

استغرق "شاهين" قرابة الساعة ونصف داخل المقبرة، أمسك خلالها بالجماجم والهياكل العظمية، موثقًا كل ذلك بعدسة كاميرته التي اكتسف خلالها معالم المقبرة الهندوسية الموجودة في جزيرة بالي، والتي تتميز بالطقوس الغريبة من بينها احتفاظ الجثث بكافة متعلقاتهم الشخصية، بحسب "شاهين": "سكان القبيلة هناك مش بيدفنوا الميتين، بيستنوا لغاية ما تيجي ماية المطر يغسلوهم بيها، ويلفوهم بقماش ويحطوهم داخل حجره مصغره من الخوص، ويسيبوهم لغاية ما يتحللوا وياخدوا الهياكل العظمية والجماجم بتاعتهم".

"الجماجم ليها مكان مخصص بتتجمع كلها فيه"، هكذا حكى "شاهين" "الطقوس دي عبارة عن معتقد ديني عندهم بأنهم ميدفنوش الموتى، وبياخدوهم يحطوهم جنب شجرة ريحتها نفاذة لدرجة بتغطي على ريحة الموتى، كما أن البعض منهم قال، أن السكان بيأكلوا قطعة صغيرة من لحم الجثة، علشان يبقوا على تواصل جيد معاهم".

رحلة "شاهين" داخل مقبرة سالاويسب

حب "شاهين" للمغامرة والسياحة السوداء، جعله لا يكتفي بالذهاب إلى مقبرة واحدة، بل قرر زيارة منطقة أخرى تدعى سالاويسب: "في المكان ده بيطلعوا الجثث تحتفل معاهم".

طقوس تدعى "Ma'nene"، بحسب الاسم الذي أطلقته عليه قبيلة "تانا توراجا"، وفقا لما رواه "شاهين": "القبيلة دي بتعتمد على وضع مواد تحنيط بدائية على الجثث، ويضعوها داخل صناديق، ثم يقوموا بإخراجها في أعيادهم، ويلبسوا الجثث بدل وفساتين ونظارات ويحطولهم مكياج، وكمان بيشربوهم مواد كحولية وسجائر، ويتصوروا ويرقصوا معاهم، وبعد ما يخلصوا الاحتفالات بيشيلوهم في الصناديق تاني ويحتفظوا بيهم، وبيرشوا حاجات بتطلع ريحه تغطي على ريحة الموتى".


مواضيع متعلقة