زهى السعدي.. قصة الطبيبة الوحيدة في مستشفى العزل لمصابي كورونا بعدن

كتب: محمد علي حسن

زهى السعدي.. قصة الطبيبة الوحيدة في مستشفى العزل لمصابي كورونا بعدن

زهى السعدي.. قصة الطبيبة الوحيدة في مستشفى العزل لمصابي كورونا بعدن

في أوج انتشار فيروس كورونا المستجد في اليمن، لم يكن هناك سوى مستشفى واحد قيد الخدمة في مدينة عدن، جنوب البلاد، والتي يقطنها أكثر من مليون نسمة.

في حين غادر معظم الأطباء المدينة بسبب الوباء ومنهم من غادر بسبب ظروف الحرب الدائرة منذ عدة أعوام والبعض الآخر لم يتمكن من ممارسة عمله نظرا لعدم توفر معدات الوقاية.

زهى السعدي طبيبة يمنية حديثة التخرج في كلية الطب، وتعمل طبيبة مقيمة في العنايه المركزة منذ 3 سنوات، نشأت في أحضان أسرة بسيطة تعيش في قلب مدينة عدن جنوب اليمن. كانت الطبيبة الوحيدة بين طاقم الأطباء في مستشفى العزل وعملت دون أي كلل بينهم لدرجة أنها كانت تعمل بنفس طاقة الأطباء الرجال وأكثر.

"يعتقد البعض أن إجابتي ستكون متلخصة في شعوري بالفخر، لكن في الحقيقة إن شعور الخوف هو ما كان يسيطر عليّ في ذلك الوقت، وشعوري حاليا لايزال الخوف مصاحبا بالإجهاد النفسي الكبير الذي سيصاحبني لزمن ليس بالقليل، لكن في المجمل ما يهمني أنني لم ولن أشعر بالذنب تجاه واجبي وبذلت ما بوسعي"، بحسب حديث الطبيبة اليمنية زهى السعدي لـ"الوطن".

تؤكد السعدي أن التجربة كانت نقطة تحول في حياتها، حيث حولتها إلى شخص أقوى وأكثر مسؤولية تجاه من حولها كطبيبة، فكانت تجربه قاسية مخيفة مليئة بالتحدي في ظل الشعور بالمسؤولية وعدم توفر الإمكانيات الطبية في بلد منهك بسبب الصراع، قائلة: "كانت تجربة لا أتمنى أن يعيشها أحد ولكنني إن وضعت بنفس الموقف مجددا لن أتردد".

تسترجع السعدي أصعب المواقف التي تعرضت لها أثناء تواجدها بالمستشفى: "عندما كان يموت مريض أمامي بعد انتهاء أسطوانة الأكسجين وعدم وجود بديل لها، لم يكن أمامي سوى أن أجثو أمامه باكية وهو يحتضر".

وتتابع الطبيبة اليمنية: "كنت مصرة على تواجدي بين المصابين بسبب إحساس المسؤولية وبعدما رأيت أول مريض لي يعاني اتخذت وعدا على نفسي بأن أكمل حتى النهاية".

وعن نشاطها الحالي قالت الطبيبة اليمنية: "حاليا منقطعة عن جميع الأعمال وفي فترة نقاهة نفسية، لكنني أحاول دائما أن أعطي من وقتي وجهدي في أعمال تطوعية أحبذ ألا أذكرها بالتفصيل هنا".

واختتمت زهى السعدي حديثها لـ"الوطن": "الصعوبات التي نواجهها كثيرة أهمها هشاشه البنية التحتية للتعليم والطب وعدم توفر الإمكانيات وانعدام الأمان".


مواضيع متعلقة