نائب رئيس مجلس الدولة: الأنبياء مصابيح الهدى.. والإساءة إليهم انحطاط

كتب: محمد عيسى

نائب رئيس مجلس الدولة: الأنبياء مصابيح الهدى.. والإساءة إليهم انحطاط

نائب رئيس مجلس الدولة: الأنبياء مصابيح الهدى.. والإساءة إليهم انحطاط

قال المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي، نائب رئيس مجلس الدولة، إنّ المجتمع الدولي والتشريعات الوطنية استقرت على حق الإنسان في حرية التعبير، لكن مهما كانت حرية التعبير مقدسة فلا بد لها من ضوابط تنظم ممارستها، حماية للمجتمعات من الفتن والصراعات واحترام الشعوب لثقافة تقاليدها الدينية.

وأضاف خفاجي، في دراسة عنه بعنوان "الحماية الواجبة لسيرة الأنبياء دراسة مقارنة بين الشرائع والتشاريع"، أنّ الحاجة لتلك الضوابط تزيد، عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الأديان والمقدسات وسيرة الأنبياء، وعندما يتكون المجتمع الدولي من عدة ثقافات وأديان وقوميات فيلزم احترام عقائد البشر ومعتقداتهم وهويتهم الدينية.  

وتابع الدكتور محمد خفاجي أنّ الأنبياء هم صفوة الخلق اختارهم الله عز وجل ليكونوا مصابيح الهدى للبشرية وحفظهم الله عما لا يليق بمكانة من يتلقى مثل هذه الأمانة، فهداهم للخيرات وعصمهم من المنقصات وهم القدوة والمثل.

الدكتور خفاجي: الإساءة للرسل انحطاط أخلاقي 

وأشار الدكتور محمد خفاجى إلى أنّ الإساءة للأديان والمقدسات والرموز الدينية ليست مخالفة للقوانين الوطنية والتشريعات الدولية فقط، وليست مخالفة لضوابط حرية التعبير فحسب، بل هي في جوهرها انحطاط أخلاقي وحضاري، ذلك أنّ الإساءة للأنبياء أو للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه تمس عقيدة كل مسلم وهي من قضايا الاتفاق عند جميع المسلمين، لأنها من الأصول الكلية فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعني تعظيم الله وتعظيم رسوله الكريم، ولا يختلف في ذلك المسلم المثقف عن العامي، ولا الإسلامي مع العلماني، كما لا يختلف فيها السني مع الشيعي، ولأن توقير رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه والذود عنه مكانته إلى يوم الدين من صميم العقيدة.

ولفت إلى أنّ إساءة الغرب للأديان لم تقتصر على الدين الإسلامي والرسول الكريم على غرار ما حدث في فرنسا حديثا فحسب، بل امتدت إلى الدين المسيحي، فالذاكرة الدولية تستحضر بعض الأعمال المدعى بأنّها فنية والتي أساءت لرسول الرحمة والإنسانية محمد صلى الله عليه وسلم منها - قبل واقعة فرنسا اكتوبر 2020 - إنتاج فيلم كرتونى هولندي يحتوي على مشاهد إباحية عن زوجات النبي وآل البيت يسخرون فيه من النبي الكريم، وفي أعمال أخرى تعدت أثارها للدين المسيحي ففي سنة 1996 حكمت المحكمة الأوروبية بعدم قانونية عرض فيلم يسئ للسيد المسيح عليه السلام، وفى 11 أبريل سنة 2007 قررت إحدى صالات العرض للأعمال الفنية في حي مانهاتن في نيويورك، إلغاء عرض لعمل نحتي من الشوكولاتة يجسد السيد المسيح عاريا والذي نحته الفنان كوزيمو كافا لارو، وقد سماه: إلهي الحو. فاحتج أتباع المذهب الكاثوليكي فاضطر جيمس نوليس رئيس مجلس إدارة فندق روجر سميث لإلغاء العرض الذي كان مقرراً أن يعرض في إحدى قاعات الفندق وقال روجر: "قمنا بإلغاء العرض ونؤكد على التزام الفندق بالمسئولية".

نائب رئيس مجلس الدولة: الإساءة للنبي محمد لا تغطيها حرية التعبير 

وأوضح الدكتور محمد خفاجى أنّه يمكن القول أن قضاء المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قد استقر على أنّ الحق في حرية التعبير حتى في الدول العلمانية ليس مطلقاً والدول ملزمة بوضع قيود على تلك الحرية في حالة الإساءة للأديان والمساس بسيرة الأنبياء على نحو يؤذى السلام الدينى بين البشر، ففي أكتوبر 2018 قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بأنّ إهانة رسول الإسلام محمد لا تغطيها حرية التعبير.

وجاء في حيثيات الحكم أنّ التشهير بالنبي محمد يتجاوز الحدود المسموح بها للنقاش الموضوعي ويمكن أن يثير التحيز ويعرض السلم الديني للخطر وأن هذه الإهانة من المرجح أن تثير استياءً مبررًا لدى المسلمين، وتصل إلى حد التعميم دون أساس واقعي. وكان ذلك بسبب مواطنة نمساوية تدعى (ECHR) عقدت ندوتين في عام 2009 أساءت فيها للنبى محمد بأنه يحب القاصرات.

وأدانتها محكمة نمساوية بتهمة الاستخفاف بالعقائد الدينية في عام 2011 وغرمتها 480 يورو ، وهو حكم تم تأييده من محكمة الاستئناف في فيينا في ديسمبر 2011 وأيدته المحكمة العليا فى النمسا وهو ما لاقى تأييدا من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ، وقد وازنت المحكمة بعناية حقها في حرية التعبير مع حق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية بهدف الحفاظ على السلام الديني في النمسا.


مواضيع متعلقة