أسباب عدم نجاح نواب الأقصر السابقين في نيل ثقة الناخبين مجددًا

أسباب عدم نجاح نواب الأقصر السابقين في نيل ثقة الناخبين مجددًا
- الاقصر
- برلمان الاقصر
- نواب الاقصر
- انتخابات الاقصر
- انتخابات مجلس النواب 2020
- الاقصر
- برلمان الاقصر
- نواب الاقصر
- انتخابات الاقصر
- انتخابات مجلس النواب 2020
شهدت الجولة الأولى فى انتخابات مجلس النواب بمحافظة الأقصر التي تضم 3 دوائر مفاجآت عديدة أبرزها خسارة جميع مرشحي حزب مستقبل وطن وجميع النواب السابقين لمقاعدهم.
كما شهدت الجولة مفاجأة أخرى بوصول مرشحي حزب الشعب الجمهوري لجولة الإعادة في دائرة إسنا ليضمن الحزب مقعد بالدائرة.
وفي الدائرة الأولى مركز وبندر الأقصر، استطاع المرشح بهاء أبوالحمد، فردي مستقل، الحصول على أعلى الأصوات وحقق 12.600 صوت لينافس المرشح الفردي المستقل عبدالرحمن بشاري الذى حقق هو الأخر المفاجأة في أول تجربة انتخابية له وحصل على 12.032 صوت.
وخسر مرشح حزب مستقبل وطن عبد النبي الرشيدي، وهو نائب سابق بدورة 2010 بفارق ضئيل ليحقق المركز الثالث فيما لما يحقق المرشح الآخر للحزب والنائب الحالي الطيري حسن عبده سوى 3 آلاف صوت فقط.
وتنافس في دائرة مركز وبندر الأقصر 33 مرشحا على مقعد واحد.
وفي الدائرة الثانية، دائرة أرمنت والقرنة، تكرر نفس مشهد الدائرة الأولى، وعاد النائب السابق بهجت الصن للأضواء بعد سنوات من الابتعاد ليصل لجولة الإعادة وحقق 12 ألف صوت فى مواجهة المرشح أحمد حمزة الذي حقق أعلى الأرقام بالدائرة وحصل على 15 ألف صوت.
وخسر مرشحو مستقبل وطن والشعب الجمهورى لمقاعدهم في برلمان 2015، حيث حصل النائب أحمد الفرشوطي على 2200 صوت فقط والنائب السابق محمد يس على 7 آلاف صوت.
وتنافس في دائرة القرنة وأرمنت 23 مرشحًا على مقعد واحد.
وفي الدائرة الثالثة بمركز إسنا لم يختلف الوضع عن الدائرتين السابقتين حيث عاد مرشح حزب الشعب الجمهوري تقادم العمدة، بقوة عقب خسارته في انتخابات مجلس الشيوخ الماضية ليصل لجولة الإعادة بحصوله على 12 ألف صوت في مواجهة المرشح باهي أمين مرشح حزب الشعب الجمهورى الذي حصل على 15 ألف صوت لتكون مواجهة بين أبناء الحزب الواحد على مقعد دائرة إسنا.
وخسر النائب الحالي خالد عبدالمنعم مجاهد بفارق 1000 صوت فقط عن صاحب المركز الثاني.
وتنافس في دائرة إسنا 20 مرشحا على مقعد واحد.
إفرازات الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب 2020 بالأقصر كشفت كما يتضح سابقًا خسارات لعدد من نواب المجلس السابق غير من ترشحوا بالقوائم، وكذلك عدم توفيق لأسماء معروفة في الوسط الاجتماعي، ولها حضورها في النقاشات المجتمعية بين أهالي الأقصر.
ولكن يبقى فشل نواب سابقين موضوعا استحق التمحيص كونه لافتًا للنظر إذ يبقى السؤال، لماذا فشل بعض النواب السابقين بالأقصر الذين نجحوا قبل 5 أعوام في الحصول على نفس حجم ثقة شريحة الناخبين التي حصدوها سابقاً؟
أحمد النواري، أحد المشاركين في العملية الانتخابية قال إن سقوط المرشحين السابقين في هذه الدورة من الانتخابات البرلمانية دل على تنامي الوعي لدى الناخبين، حيث إن عملية التقييم لأداء بعض النواب أسفرت عن حجب ثقة الناخبين عنهم، بالتالي توجيه الأصوات تجاه وجوه أخرى جديدة.
وأضاف "النواري" لـ"الوطن" أن فشل النواب السابقين في الحصول على ثقة أهالي الأقصر مجدداً لأسباب معينة ترتبط ارتباطاً مباشراً بوعوده وأدائه وعلاقته مع الناخبين التي شهدت تبدلًا في الشخصية حيث تغيرت معاملتهم للناخبين، وتنصل عدد منهم من الوعود وتنفيذ الشعارات التي نجحت على أساسها حملاتهم الانتخابية، والأخطر هو خذلان الإرادة المجتمعية في بعض المواقف الحاسمة والمفصلية، عن طريق مواقف قام بها المرشحون السابقون استاء منها الناخبون في وقتها وأشعلت غضبهم.
العديد من المواقف كانت حاسمة في تجدد اختيار أهالي الأقصر لنوابهم في دورة 2015 مجددًا، يأتي على رأسها مشكلة إنشاء كوبري يمر أعلى طريق الكباش أمام سنترال الأقصر القديم ليوصل إلى معدية الأهالي الكائنة أمام معبد الأقصر والتي أصبح المسير إليها بعد استكمال إحياء مشروع طريق الكباش غايةً في الإرهاق خاصة على كبار السن وذوي الإعاقة نتيجة المسافات الكبيرة التي يضطر الأهالي لقطعها للعبور من وإلى البر الغربي في ظل منع سيارات السيرفيس من السير على كورنيش النيل.
كما انتابت حالة من الغضب أهالي الأقصر من رد فعل نوابهم على قيام وزارة الآثار في مطلع العام الحالي بنقل 4 تماثيل كباش من بين تماثيل موجودة خلف واجهة معبد الكرنك.
معاذ محسن عضو تنسيقية الشباب بالأقصر في متابعة الانتخابات أكد لـ"الوطن" أن المواقف السابق ذكرها وغيرها والوعود التي لم تنفذ من أجل خدمة الأهالي في قراهم وريفهم بصفة خاصة قطعت حبل الوصل بين النائب والناخبين، فبعض النواب لم يُسمع عن نشاطهم طوال 5 أعوام، ولم نجد لهم حضوراً حقيقياً في المجلس من خلال طرح المشاريع والمقترحات، أو مناقشة التشريعات، أو حتى المشاركة في عمليات الرقابة والاستجواب.
وتابع "محسن" أنه شوهد عدد من النواب الذين لا ينتمون للأقصر يقفوا بجانب الأقصريين في اعتراضاتهم على سبيل المثال على نقل كباش الكرنك وهو الأمر الذي غاب عنه جميع نواب المحافظة السابقين وزد على ذلك غيابهم فيزيائياً عن مناطقهم، فعدد ليس بقليل لم يكن له مجلس يجتمع فيه أسبوعياً مع الناخبين، لم يكن يطلب منهم تقييماً له، ولم يكن ينسق معهم مواقفه في التصويت على بعض الأمور، بحيث يكون موقفه معبراً عن ناخبيه، مما زاد قناعة ناخبيه عدم تجديد اختيارهم له مرة أخرى.
وعطفاً على هذ النقطة، من الأهمية الإشارة إلى أنه في دورة مجلس النواب أعلنت اللجنة العامة المشرفة على الانتخابات حينها بمحافظة الأقصر عن فوز مرشح "المصريين الأحرار"، أحمد إدريس، بمقعد فردي الدائرة الأولى "بندر الأقصر"، بعدد أصوات 22 ألفًا و376 صوتًا، بينما حصل منافسه أشرف شكير مرشح الحزب "المصري الديمقراطي الاجتماعي" على 16ألفًا و 749 صوتًا.
وترشح "إدريس" في هذه الدورة ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر.
وفي الدائرة الثانية، وهي مركز الأقصر، فاز بالمقعد الفردي مرشح حزب "مستقبل وطن" الطيري حسن عبده، والذي حصل على أصوات بلغت 19 ألفًا و 633 صوتًا، بينما حصل في هذه الدورة فقط على 3 ألاف صوت.
وفي الدائرة الثالثة فاز بالمقعد الفردي مرشح "المصريين الأحرار" العمدة محمد ياسين، بإجمالي 20ألفا و917 صوتًا، وفي الدائرة الرابعة بالأقصر، دائرة مركز أرمنت، حصل مرشح الشعب الجمهوري أحمد حسن فرشوطي، على 23 ألفًا و443 صوتًا، أما الدائرة الخامسة والأخيرة وقتها والتي كان لها نصيب مقعدين بالمحافظة، هي دائرة إسنا، فاز المرشحان "عبد الرازق زنط" مرشح حزب المؤتمر بحصوله على 35 ألفًا و305 أصوات، و"خالد مجاهد" مرشح المصريين الأحرار، بحصوله على 28565 صوتًا، بينما لم يستطع جميع المرشحين السابق ذكرهم عدا "إدريس" الذي ترشح بالقائمة الوطنية في الوصول على أقل تقدير لجولة الإعادة من الانتخابات ومن ثم خرجوا بشكل مغاير عن مثيله الذي أهلهم لتمثيل أهالي الأقصر بالمجلس في دورته السابقة.
محمد راشد، أحد مراقبي أداء الناخبين بلجان متابعة الدعاية الانتخابية في الأقصر، أشار إلى أن سقوط النواب السابقين يعود إلى ازدياد وعي الناس قائلًا "هذا أمر لا جدال فيه، نعم هناك حالات ترى فيها تهاوناً مجتمعياً في البحث عن الأفضل، لكن أصبح هناك نسبة تزيد يوميًا لمن باتوا لا يقبلون بأن تسوق عليهم الشعارات، وأن يتم النكوص على الوعود التي يتلقوها مرة أخرى، وهذا يحسن من أداء النواب في الفترة الجديدة لأنهم أصبحوا يدركوا أن أدائهم النيابي لو أصبح مثل سابقيهم في المجلس سيبيتون خارجه في الدورة التالية حتى لو ازدادت شعارتهم تجملًا".
واستطرد "راشد" أنه في كل استحقاق انتخابي يتم إدراك أن الوعي المجتمعي لدى أهل الأقصر يتزايد، معتبرًا هذا واقع يدفع بالقطع للتفاؤل، كون تجربته تثبت بأنها تنضج وتتطور.