"عنق الزجاجة" تسقط ضحاياها على أبواب اللجان.. و"التعليم": لا شكاوى من الامتحانات

"عنق الزجاجة" تسقط ضحاياها على أبواب اللجان.. و"التعليم": لا شكاوى من الامتحانات
"عنق الزجاجة" هو المسمى الشائع عن الثانوية العامة، فهي المرحلة التي يخرج فيها الطالب من ضيق "المدرسة" إلى فضاء "الكلية" التي يحلم بها، وهي "البعبع" الذي يخشاه الأهالي والتلاميذ، ويتلذذ بها المدرسون، ودوما ما تأتي امتحاناتها بما لا يشتهي الطلاب.
إلا أن هذا العام شهد تفشي غير مسبوق لظاهرة "تسريب الامتحانات" على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكررت لليوم الرابع على التوالي، وعلى الرغم من ذلك، لم يتمكن قطاع ضخم من الطلاب الوصول للإجابات، حتى إن عددًا كبيرًا من الطلاب أصيبوا بحالات انهيار شديدة، وإغماءات بسبب صعوبة امتحان اللغة الإنجليزية "النظام الحديث"، اليوم.
وسادت حالة من الحزن الشديد بين طلاب الإسكندرية، ووصفوا الامتحان بأنه "طويل ومعقد" وبه أسئلة غير واضحة، وانتابت الطالبات حالة من البكاء الشديد، وارتسم الحزن على وجه أولياء الأمور، تأثرًا بأبنائهم.
واشتكى الطلاب بمدرسة الفنون بالأقصر من صعوبة امتحان اللغة الإنجليزية، خاصة قطعة الترجمة، وطول الأسئلة ووجود بعضها من خارج المنهج، حيث تجمهر العشرات من أولياء الأمور أمام لجان الامتحان بعد انهيار أبنائهم وبكائهم، وسط حالات الإغماء بين الطلاب، مناشدين وزير التربية والتعليم بضرورة إعادة الامتحان، أو استخدام أقصى درجات الرأفة أثناء مرحلة التصحيح.
وتكرر المشهد بلجان مدرستي البداري وديروط بأسيوط، حتى مزق بعض الطلاب ورقة الأسئلة، ودخل آخرون في حالات إغماء.
ودارت مشادات أمام لجنة خديجة يوسف بأسيوط بين أولياء الأمور وأمن اللجان على خلفية منع محاولة أولياء الأمور دخول اللجنة عقب انتهاء الامتحان للاطمئنان على أبنائهم، خاصة بعد سماعهم صراخ الطلاب داخل اللجنة.
وشهدت العديد من اللجان في الهرم وفيصل والزمالك والجيزة ووسط البلد والمعادي، بكاء الطلاب عقب أدائهم للامتحان، فيما سيطرت حالة من الاستياء والغضب الشديدين أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة في عدد من مدارس محافظة الغربية، لصعوبة أسئلة القصة والقواعد التي تم تناولها داخل الامتحان، على خلاف ما أكده بعض الطلاب بمدرسة بسيون الثانوية بنات، أن الامتحان سهل وفي مستوى الطالب المتوسط.
ووسط صرخات وبكاء طالبات الصف الثالث الثانوي بالسويس، حاولت إحدى الطالبات بلجنة مدرسة العاشر من رمضان، حسب تأكيدات شهود عيان، الانتحار بإلقاء نفسها من شرفة اللجنة، لولا تدخل المراقبين والطلاب في الوقت المناسب وإنقاذها.
ونظم العشرات من الطلاب، عقب انتهاء الامتحان، وقفة أمام مديرية التعليم، احتجاجًا على صعوبة الامتحان، مؤكدين أنه غير مطابق للمنهج وما تم دراسته طوال العام.
في المقابل أكد عدد من الطلاب بمحافظة المنوفية أن الامتحان "سهل" وفي مستوى الطالب المتوسط، بينما اشتكى آخرون من طول الامتحان ووجود جزئيات غامضة في قطعة الترجمة والاختيارات، فضلًا عن استنكارهم تسريب الامتحان عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
في سياق مواز، أكد تقرير اللجنة الفنية لواضعي أسئلة امتحانات الثانوية العامة، أن امتحان اليوم مطابق للمواصفات ولا أخطاء فيه، كما أنه يقيس المستويات العليا في التفكير والفهم والتطبيق والتذكر والتي تناسب الفروق الفردية بين الطلاب، وفقًا للمواصفات التي وضعها المركز القومي للامتحانات.
وأوضح عدد من مديري غرف العمليات لمديريات التربية والتعليم في مختلف المحافظات عدم تلقيهم أية شكاوى من الامتحان.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمود أبوالنصر، وزير التعليم، أن الوزارة تواجه حربًا إلكترونية شرسة، مشيرًا إلى احتمالية وقوف أنصار تنظيم الإخوان وراء عمليات التسريب، واستطرد بالقول " لكن لا يوجد ما يؤكد ذلك حتى الآن".
وقال أبوالنصر، إنه بمقارنة بين حالات الغش هذا العام والعام الماضي، في امتحانات الثانوية خلال 2013 شهدت ضبط 1100 حالة خلال الأربعة أيام الأولى، بينما لم يتجاوز عددها هذا العام 11 حالة فقط.
وأوضح أن 11 طالبًا من الثانوية العامة، حرموا من أداء امتحان اليوم بعد محاولاتهم للغش، مؤكدًا أنه لو تكرر نفس الموقف سوف يتم حرمانهم من امتحانات العام الحالي تمامًا، محذرًا الطلاب من دخول اللجان بالهواتف المحمولة.