"شاب" يتطوع بسيارته لمساعدة أخيه في مطعم متنقل بالإسكندرية

"شاب" يتطوع بسيارته لمساعدة أخيه في مطعم متنقل بالإسكندرية
قرر التحدي وإثبات النجاح، وعدم التواكل وترديد عبارات مثل "مفيش شغل، عايز مرتب عالي، عايز أشتغل بشهادتي"، حيث تحولت طاقته إلى شيء إيجابي في إقامة مشروع صغير يساعده في مواكبة الظروف الحياتية، وعدم الاعتماد على المصروف من الأهل والأقارب، ليتحول إلى منتج بدلا من مستهلك، ويحقق قصة نجاح لم تكن تأتي إلا بالسعي والمجهود.
عمر عيسي 27 سنة، من محافظة الإسكندرية، أحد هؤلاء الذين رفضوا السير مع التيار، والجلوس في انتظار فرصة العمل المناسبة، وحوّل الفشل الذي لازمه بعد تخرجه إلي طاقة إبداعية جعلته يقف علي كوبري ستانلي ببعض السندوتشات لبيعها للمارة، حيث يقوم بإعدادها منزليًا بمساعدة والدته التي تقف بجواره منذ بداية مشروعه الذي اعتبره بداية النجاح.
يقف الشاب غير مكترث بنظرات البعض له، معتبرًا أن ذلك في سبيل توفير النفقات بدلا من الاعتماد علي الغير: "زيي زي أي شاب بعد التخرج كنت فاهم إن الدنيا هتبقي وردي لكن لاقيت الأمور مقفله قصادي، أنا خريج تجارة، وملقتش فرصه كويسة، فقررت أشتغل أي حاجه لحد ما الأمور تتعدل".
رأي العشريني، أنه لا سبيل له سوى القيام بعمل مشروع خاص يضمن له الدخل الذي ينئ به عن البطالة، وهنا وقف أمام عقبة أزمة الأموال لبدء المشروع: "والدتي ساعدتني بالفلوس، وأخويا لما لاقاني نفسي أعمل حاجه لنفسي، سابلي العربية بتاعته، علشان أبدأ المشروع بتاعي، وعندي طموح إن يكون عندي سلسلة مطاعم".
كلمت نجار يعملي خشب على الإزاز
عن فكرة المشروع، يقول العشريني إنه لم يجد سوي الوجبات السريعة أمامه لتحقيق حلمه الذي طال انتظاره، ومن هنا كانت البداية، حيث قرر تحويل سيارة أخيه إلى مطعم متنقل للوجبات السريعة: "كلمت نجار علشان يعمل مطبخ صغير في شنطة العربية، ويحط خشب على الإزاز ويحوله لرفوف علشان أحط عليه السندوتشات للناس، بعمل أكل حلو وحادق، جبنة ومربي وكل المنتجات الصحية، وبقي ليا زباين من كل مكان بيستنوني يوميا".
كنت سالف فلوس وقبول الناس للفكرة خلاني أتشجع
منذ أسبوع مضي بدأ "عمر" مشروعه بمائة رغيف عيش، وسرعان ما ضاعف كمية العيش بعد الإقبال عليه في أول يوم عمل:"مكنتش مصدق الإقبال يكون بالشكل ده، ومبسوط بردود فعل الناس على الأكل، وأمي بتساعدني في إني أجهز الأكل".
وأضاف: "في البداية كنت متوتر، وخايف جدا، لأني كنت سالف من أمي فلوس، لكن قبول الناس للفكرة خلاني أتشجع، وأحس إني صح"
ووجه "عمر" رسالة إلى الشباب قائلا:"مفيش حاجه إسمها مفيش شغل، لازم كل واحد مننا يشوف مجال ينجح فيه مش شرط نفس مجال دراستنا".