لماذا لم يصور المصري القديم نفسه بملابس الشتاء؟ باحث أثري يجيب
لماذا لم يصور المصري القديم نفسه بملابس الشتاء؟ باحث أثري يجيب
برع المصري القديم في مختلف العلوم، وفي مقدمتها علوم الفلك والطب، ونجح في تقسيم السنة إلى شهور، وكانت السنة منقسمة إلى ثلاث فصول هي "آخت" وتعني أفق أو بزوغ الشمس بالهيروغليفية، وفيه يتم تهيأة الأرض للزراعة والبذر، وفصل "برت" وهو الشتاء وهو فصل الإنبات، ثم فصل "شمو" وهو فصل الحصاد والجفاف، وهكذا تم تقسيم الفصول وفقًا للدورة الزراعية التي تعد أساس حياة المصريين منذ فجر التاريخ.
كان كل فصل من الفصول الثلاثة يحتوي على 4 شهور، يشمل فصل "آخت" شهور "توت" وهو الشهر الأول في السنة المصرية القديمة ينسب إلى الإله توت رب العلوم والفنون ومخترع الكتابة، ثم شهر "بابه" وهو الشهر الثاني ونسبة إلى حابى إله النيل، وشهر "هاتور" وهو الشهر الثالث وينشق من "حتحور" البقرة المقدسة وهي إله الجمال والخصب، وشهر "كيهك" وهو الشهر الرابع، وينشق من الاسم الهيروغليفي "كاهاكا" ويعنى الأفضل، وهو اسم العجل المقدس"أبيس".
ورغم أن المصري القديم عرف الفصول ودوّنها على المعابد والبرديات وعرف البرد والصيف والتقلبات الجوية، إلا أن هنا لغزًا ظل يحيرعلماء المصريات، وهو لماذا لم يصور المصري القديم نفسه وهو يرتدي ملابس ثقيلة في المعابد والمقابر وحتى التماثيل؟.
من جانبه قال بسام الشماع الباحث في علم المصريات، إن المصري القديم عرف الصوف، وبعض الملابس الصوفية لا تزال موجودة بمتحف النسيج حتى وقتنا هذا، كما كانت الملابس الكتانية بعضها ثقيل وبعضها بأكمام ولكن لم يصور المصري القديم نفسه بتلك الهيئة سوى في مشهد واحد.
وتابع الشماع: "تعددت الأراء، فالبعض رأى أن تلك الهيئة التي يتمنى على ان يكون فيها بالعالم الآخر في حياة مشمسة لا يوجد بها برد وهو رأي غير مرجح، خاصة وأن المصري القديم دون يومياته وما كان يعاني منه في تلك المشاهد، ومنها مشهد السرقة الشهير بأحد مقابر النبلاء بالأقصر، فهل تخيل السرقة في العالم الآخر؟ وهو أول من وصل للخلود والنعيم في العالم الآخر، الرأي الآخر رجح أن يكون السبب بأن هذا المظهر الذكوري هو رمز للقوة والعظمة لذا حين أرادت حتشبسوت الظهور بمظهر القوة ارتدت نفس الزي وجعلت تماثيلها بشكل ذكوري وهو الرأي الأقرب للحقيقة.
