رئيس أرمينيا: تركيا تحاول تشكيل "شبكة شريرة" من المرتزقة والجهاديين

رئيس أرمينيا: تركيا تحاول تشكيل "شبكة شريرة" من المرتزقة والجهاديين
- أرمين سركيسيان
- أرمينيا
- أذربيجان
- ناجورنو كاراباخ
- التدخل التركي
- أرمين سركيسيان
- أرمينيا
- أذربيجان
- ناجورنو كاراباخ
- التدخل التركي
أكد رئيس أرمينيا، أرمين سركيسيان، دعم روسيا لبلاده وأن موسكو ستقف إلى جانب أرمينيا كحليف إستراتيجي إذا وقع أي هجوم عليها، مشيرا إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين كان واضحا بأن بلاده ستحترم أي اتفاقية بينها وبين أرمينيا.
وقال سركيسيان - في حوار خاص لجريدة "الأهرام ويكلي" نشر في عددها الصادر اليوم الخميس - إن العلاقات بين أرمينيا وروسيا كانت، ولا تزال، أعمق بكثير من الأحداث السياسية على السطح الراهن "لقد بنينا صداقتنا وشراكتنا على أسس قوية ذو ثقة بين البلدين تعود إلى عدة قرون وأرمينيا هي الضامن الأمني لناغورنو كاراباخ".
وأوضح بأنه في سياق نزاع ناغورنو كاراباخ، تعتبر روسيا وسيطًا موثوقًا به ونشطًا بين الأطراف المتصارعة، "فتلعب موسكو دورًا حاسمًا هنا، وقد أظهرت التزامها بإيجاد حل سلمي بالتدخل في الاتفاقية الأولى لوقف إطلاق النار تحت رعايتها وفي حضور وزير خارجيتها سيرجي لافروف يوم 10 أكتوبر الجاري والتي سرعان ما تم اختراقها من قبل الأذريين".
وأشاد رئيس أرمينيا أيضا بوساطة الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون في الاتفاقية الثانية لوقف إطلاق النار بين البلدين والتي جاءت بعد أسبوع فقط من الأولى. "هذا أيضا تم اختراقه بعد دقائق من تفعيله".
وحول الدول الأخرى الداعمة لأرمينيا؛ أكد الرئيس سركيسيان بأن الأمر لا علاقة له بحسابات رياضية، "فهناك دول كثيرة داعمة لأرمينيا وبطرق مختلفة، فنحن لدينا جيش من ملايين الأصدقاء حول العالم يدعموننا في حربنا ضد الأرهاب الدولي والتي تدعمه الدولة التركية بكل ما لديها من أسلحة، هذا عار، فالعدوان العسكري والتدخل السياسي المباشر والسلوك المدمر لتركيا، الداعمة الأكبر لأذربيجان، والتي سعت إلى تشكيل "شبكة شريرة" ضد الأرمن بارسال مرتزقة وجهاديين حقيقة مثبتة لا جدال فيه، فوجود هؤلاء يؤدي الى اشعال النار في المنطقة بأكملها وما وراءها".
وأكد الرئيس الأرمني بأن التدخل التركي يؤدي أيضا إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، وناشد المجتمع الدولي بالرد الفوري ودعم إقامة اتفاقية سلام طويلة الأمد في هذه المنطقة من خلال ترويض الطموحات الخبيثة لتركيا التي تحث أو تؤثر سلبا على سلوك دولة أذربيجان كذلك.
وبشأن مدى نجاح عملية تبادل الأسرى وجثث الجنود بين الطرفين في ظل الهدنة الإنسانية، أكد الرئيس سركيسيان بأن ذلك لم يتم لأنه تم اختراق الاتفاقيتين وقد صعب ذلك مهمة منظمة الصليب الأحمر الدولي؛ حيث أن معظم جثث الجانب الآذري هي من الجهاديين المرتزقة التي جلبتهم تركيا للدعم في القتال، "ولذلك من مصلحة العدو فشل عملية وقف إطلاق النار وبالتالي فشل تبادل جثث الجنود للتغطية على إفصاح أو فضح هوية هؤلاء المرتزقة أمام المنظمة الدولية، "ويعتقد رئيس أرمينيا بأن الهدف الأساسي لهذا العدوان هو التطهير العرقي، فهي السياسة التي اتبعتها الدولة العثمانية ضد الأرمن أوائل القرن العشرين".
وعن مدى صحة تكهنات الدولة التركية بأن الصراع الدائر حاليا له طابع ديني، نفى رئيس أرمينيا ذلك بشدة وقال إن تركيا تدعي حتى بأنها دولة ديمقراطية وأنها ليست موطنًا لآلاف السجناء السياسيين. "إنها تدعي أنها لا تتدخل في شؤون سوريا أو ليبيا أو العراق أو أي دولة أخرى، فهي جزء لا يتجزأ من العالم المتحضر! من ذا الذي يهتم بما تدعيه تركيا؟ هل الإدعاءات كافية لإصدار أحكام سليمة؟ الأفعال تتحدث عن نفسها، والادعاء يجب أن يكون مبني على دليل، والقول بأن هناك بعدًا دينيًا في هذا الصراع يشبه قول اللا شىء! لم يظهر الأرمن أبدًا أى استياء أو تعصب تجاه الأديان الأخرى. لقد تم استبعاد البعد الديني من هذا الصراع منذ بدايته".
وتابع رئيس أمينيا قائلا: "لدى أرمينيا والأرمن الاحترام الكامل لجميع الأديان والمعتقدات، وقد أظهرنا بوضوح ارتباطنا بالقيم الإنسانية، بما في ذلك التسامح واحترام الأديان والثقافات والأعراق الأخرى، وما إلى ذلك. لا أعلم، و لم أر أي مواطن أرمني يكره ممثلي ورجال دين من الديانات الأخرى المختلفة. لماذا ينبغي لنا أن نكرههم؟ فعلى مدى ألفي عام، شهدت الأمة الأرمنية حروبًا وصراعات ونزوحًا وحتى إبادة جماعية، لكنها لم تكن أبدًا متعصبة دينيا، بالرغم من أننا نرى تلك الظاهرة الآن على ساحة القتال تجاهنا. لكنك ستجد دائمًا من يريد إشعال الكراهية وتأجيج التصعيد الحالي، مثلما تفعل تركيا الآن، فهذا الادعاء هراء وخال تماما من الصحة".
وردا على سؤال حول هل هناك حلول مقترحة لإيقاف الحرب في القوقاز؛ قال الرئيس سركيسيان إن الحل الفوري لوقف الحرب هو الالتزام بنظام وقف إطلاق النار وتحقيقه بجدية من قبل الوسطاء والأطراف، ويمكن التحقق من ذلك عن طريق وضع فريق لمراقبة الدولة التي تخترق الاتفاقية ومن الحلول المقترحة أيضا اعتراف المجتمع الدولي بناجورنو كاراباخ كجمهورية، فهذا حل أمثل، لوقف القتال الدامي الذي تدعمه تركيا بشدة، "وفيما يتعلق بدور الأرمن في المهجر في الصراع الحالي؟ أكد الرئيس الأرمني بأن الجاليات الأرمنية في معظم بلدان العالم تعمل على لفت انتباه شعوب البلدان التي يعيشون بها بتنظيم حشود ومظاهرات سلمية لتعريفهم بحقيقة القضية والنزاع الدائرهناك، "كما يقدمون مساعدات إنسانية ومادية".