الانتخابات الأمريكية تشهد تقطيع وسرقة اللافتات أيضا

الانتخابات الأمريكية تشهد تقطيع وسرقة اللافتات أيضا
تشهد انتخابات الرئاسة الأمريكية الجارية ظاهرة تقطيع وسرقة اللافتات الانتخابية أيضا، على غرار ما يحدث في الانتخابات في البلدان النامية والديمقراطيات الناشئة، وذلك بحسب تقارير استندت إلى وقائع سجلتها الشرطة الأمريكية، بل وألقت القبض على متهمين فيها.
ففي بعض الأحياء التي ربما يكون التعبير والإفصاح عن الرأي فيها غير آمن، لجأ البعض إلى إتلاف لافتات أو سرقة اللافتات الانتخابية للطرف الآخر، وذلك حسبما رصد تقرير لجريدة الشرق الأوسط، حيث أنه "في بعض أحياء مدينة هيوستن بولاية تكساس، رصدت مراكز الشرطة بلاغات من بعض السكان يشتكون فيها من تزايد سرقة اللافتات والإعلانات للمرشحين الانتخابيين من أمام منازلهم، إذ أعلن مركز شرطة مقاطعة نورث أوكريدج بهيوستن رصد العديد من حالات السرقة في المدينة، واعتراف كثير من الأشخاص المقبوض عليهم بأفعالهم".
وقد دفعت هذه الحالة بعض الناخبين إلى رصد الظاهرة وتصويرها وبثّها عبر مقاطع فيديو على موقعي "تويتر" و"فيس بوك"، كما أن أحد المؤيدين للرئيس ترامب تعهّد عبر حسابه على "تويتر" بالتبرع لصالح حملة ترامب أضعاف ما كان يتبرعه في السابق، وذلك في كل مرة سيتم سرقة اللافتات من أمام منزله، قائلاً: "في كل مرة تأتي بها عزيزي السارق لسرقة لافتة تأييد الرئيس ترامب، سوف أتبرع لصالح حملته وأشتري لافتات أكثر، لذا أدعوك أن تكف عن السرقة لأنني لن أمتنع عن تأييدي للمرشح الجمهوري". وفي ولاية بنسلفانيا، تواجه ثلاث فتيات تهما بسرقة الإعلانات وتهما أخرى ذات صلة، بعد أن قالت الشرطة إنه تم ضبطهن يسرقن 13 لافتة على الأقل تدعم ترمب وبنس في مدينة بلاكلي".
عبدالجواد: الشكوى منها مؤشر على تزعزع ثقة ترامب وأنصاره في فرص فوزه
ومن ناحيته، يقول الدكتور عاطف عبدالجواد، الخبير في الشؤون الأمريكية، لـ"الوطن": "إن ظاهرة تقطيع وسرقة اللافتات الانتخابية في الانتخابات الأمريكية ليست ظاهرة واسعة الانتشار ولكنها حالات فردية استثنائية ومتفرقة، ولكن الاهتمام بها والتركيز عليها والشكوى من وقوعها مؤشر على تزعزع ثقة الرئيس ترامب وأنصاره في فرص فوزه".
وأضاف الخبير المقيم في الولايات المتحدة: "هذه اللافتات لم يعد لها الأهمية التي حظيت بها سابقا بسبب كثافة الاعتماد اليوم على وسائل الإعلام الاجتماعي ومواقع الإنترنت الأكثر شيوعا، حيث تصبح اللافتات أمام المنازل مجرد بيان من صاحب المنزل بتأييده لمرشح ما، ولا تؤثر في توجهات جيرانه أو المارة العابرين الذين قد تكون لهم توجهات مختلفة".
ويلفت الخبير في الشؤون الأمريكية، النظر هنا إلى أن "الشكوى من السرقة تأتي بالدرجة الأولى من أنصار الرئيس ترمب وليس من أنصار الديموقراطي بايدن. ونلاحظ أيضا أن عددا كبيرا من لافتات التأييد لترمب ملونة باللون الأزرق وهو اللون المميز للحزب الديموقراطي، لأن الجمهوريين يستخدمون الأحمر تاريخيا وتقليديا".
وتابع: "اختيار اللون الأزرق قد يكون محاولة من أنصار ترمب لإحداث بلبلة وجذب انتباه الناخب لأن من المفترض أن تكون لافتة ترامب باللون الأحمر"، قائلا: "الشكوى من اختفاء لافتات ترامب هي أشبه بشكوى أنصار فريق كرة قدم هزم في المباراة ويبرر الهزيمة بأن اتجاه الريح كان معاكسا لفريقه المفضل".