ضريح "الوايلي" الضائع.. حفيد السيد البدوي تحركت جثته ليلا "فعملوا له مولد"

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

ضريح "الوايلي" الضائع.. حفيد السيد البدوي تحركت جثته ليلا "فعملوا له مولد"

ضريح "الوايلي" الضائع.. حفيد السيد البدوي تحركت جثته ليلا "فعملوا له مولد"

شارع طويل ممتد بمنطقة الوايلي، يضيق ثم يتسع، ثم يضيق إلى حد يجعل عرضه لا يتخطي حاجز المتر الواحد، بيوت متراصة إلى جوار بعضها، جدرانها أكل عليها الدهر وشرب، تساقط الطلاء منها يثبت أنها عتيقة، ارتفاعها لا يزيد عن ١٠ أمتار، فأغلبها لا يتخطى حاجز الثلاثة أدوار.

الدخول إلى الشارع يتطلب الترجل، حيث لا يمكن لأى وسيلة مواصلات أن تدخل إلى هذا الشارع الضيق، الذى يكاد يتسع لفرد واحد فقط يسير على قدميه، التعرف على ضريح الشيخ حسين الوايلي، بمنطقة الوايلى، لم يكن بالشئ السهل، لا أحد يعرف من هو صاحب الضريح، فقط عند السؤال عنه تكون الإجابة: "فيه ضريح قدام شوية قصاد ورشة النجارة، يمكن يكون هو اللي أنت بتدور عليه".

لا أحد هنا يدرك من هو صاحب الضريح، وما قصته، وهل له كرامات تستوجب إقامة ضريح له أما لا، الجميع يعرف فقط أن هذا الموقع يضم بين جوانبه أحد الصالحين.. الضريح دائم الغلق، لا يفتحه خادمه إلا في حالة وجود زيارة، بحثنا عن مكان حارس الضريح، ففتح لنا الباب الخشبي المتهالك.

لم يكن الدخول إلي الضريح بالشئ السار، لوجود أتربة كثيرة تقابل الزائر، كما أن أكواب الشاي الفارغة توجد بكثرة، وإلى جوارها "كاتل شاي"، موضوع أعلى سجادة خضراء صغيرة، تعتبر هي الوحيدة في المساحة الشاسعة للضريح.

أرضية المقام تكسوها أكوام من الأتربة، خلف بابه الخشبي، يتم تجميع القمامة، وما تبقي من تنظيف الضريح، ويبدو أنها ظلت لفترة طويلة خلف الباب حتى تراكمت بهذا الشكل.

"بفتحه لما بيكون فيه زيارة بس"، هكذا بدأ خادم الضريح كلامه بالحديث عن الظروف الخاصة التي يفتح فيها أبوابه، كاشفا أن الضريح، مدفون به أحد أولياء الله الصالحين، الذي انحدر من نسل السيد البدوي، وجاء إلى القاهرة منذ ما يزيد عن ٨٠٠ عام، وتوفي بالمنطقة، فقام الأهالي ببناء ضريح له، نظرا لأنه كان يتمتع بكرامات كثيرة، وأنه عرف تلك المعلومات التي يعتبرها مؤكدة من معلقة في القلعة -على حد قوله-.

غزال أحمد البالغ من العمر ٦٤ عاما، هو خادم الضريح، وورث تلك المهنة عن أجداده، ولأن الضريح ملاصق لمنزله، فأصبح فى كنفه هو وعائلته، يتولون رعايته ونظافته على فترات متباعدة، حيث أن حالة الضريح لا تدل على أنه يتم تنظيفه يوميا.

ويروي "عم غزال" بعضا من كرامات السيد الوايلي، فيقول: "كراماته كتير، هو مكنش مدفون في منتصف الأوضة بالشكل ده، لا ده كان مدفون في الركن اليمين لما تدخل من الباب، لكن فجأة جدي صحي راح يفتح الضريح لاقاه غير مكانه وبقى في منتصف الغرفة، هلل وكبر والكل عرف إن الراجل ده فعلا له كرامات، وبقى يتعمل له مولد كل سنة في الميعاد اللي نقل فيه نفسه".

وعن مراحل التحضير لمولد الوايلي، يقول خادم الضريح: "بنعمل ليلة كبيرة وبنجيب أنوار وشموع، وبنفرش الشارع من قصاد المقام بالسجاد الأخضر، والناس بتيجي من كل مكان علشان يتباركوا بسيدنا الشيخ"، متابعا: "فيه رجل أعمال غني، عرض عليا إنه يشتري الضريح، ويطوره ويبني فوقه عمارة، لكن أنا رفضت لأني خفت إنه يهد الضريح".

خالد محمد أحد سكان المنطقة، قال: "طلعنا لاقينا الضريح ده كده، منعرفش عنه غير إن اسمه الشيخ حسين الوايلي، غير كده منعرفش، أما المولد بتاعه فبيكون حاجة رهيبة، لأن له مريدين كتير، تقريبا كده والله أعلم يعرفوا عنه حاجات إحنا ما نعرفهاش"، موضحا أن هناك الكثير من أنصار الشيخ، يأتون من بلاد متعددة، ويتقربون للإمام من خلال التدحرج بداخل ضريحة، والتمسح به وتقبيل أعتاب الضريح.

واستنكر خالد، كل هذه الأعمال مؤكدا أنها لا تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، وأنها جاءت مع الفاطميين كنوع من البدع، لكن قلدهم المصريين ولا زالوا يحتفظون بتلك الموروثات الخاطئة، بحسب قوله.


مواضيع متعلقة