10 أيام من الوعود الكاذبة تلقاها سائق "توك توك" الذي أعاد 9000 دولار

كتب: محمد أباظة

10 أيام من الوعود الكاذبة تلقاها سائق "توك توك" الذي أعاد 9000 دولار

10 أيام من الوعود الكاذبة تلقاها سائق "توك توك" الذي أعاد 9000 دولار

لم يكن "عم محمد" سائق الـ"توك توك" البسيط، ينتظر أي مقابل لأمانته، بعدما أعاد 9 آلاف دولار أي حوالي 140 ألف جنيه إلى صاحبها الذي فقدها في "توك توك" عم محمد، الذي كانت قصته الأبرز بين وسائل الإعلام خلال الـ10 أيام الماضية، واستضافته البرامج التليفزيونية الشهيرة ولقى خلالها وعودًا كثيرة ما كانت لتغير طباع الرجل الأمين في موقفه شيئًا، لكنها مكافأة لموقفه النبيل.

تبخرت تلك الوعود في الهواء عقب "أخذ اللقطة" حسبما يصف محمد الشقراني صاحب الـ45 عامًا، على الرغم من أن قصة ابن مدينة سمالوط باتت معروفة للجميع، وديونه التي تبلغ 9 آلاف جنيه يسدد منها شهريًا حوالي 900 جنيه، وذلك بعدما أجرى عملية في ظهره نتيجة عمله "شيال باليومية" فتراكمت عليه الديون، وأصبح يعيش على الحصير بلا عفش في منزل يفتقر لأساسيات الحياة.

ونتيجة لأمانته، لم يحصد "أبو محمود" نظير موقفه الشهم سوى علبة حلوى ثمنها 75 جنيهًا من أحد مرشحي مجلس النواب، و500 جنيه أعطاهم له صاحب معرض بمنطقته وفي حفلة معلنة، ولم يجني أي شئ من وعود التليفزيون الضخمة بالنسبة له والتي كانت ستغير حاله للأفضل، أو على الأقل تسدد ديونه.

"كله ضحك على الدقون"، بنبرة حزينة يعبر سائق "التوك توك" عن حاله بعدما خدعه الكثير بوعود وهمية، أحدهم ذو منصب هام أكد أنه سيجهز منزله بالأجهزة الكهربائية ولم يجده بعد ذلك، وآخر وعده بمبلغ مالي 20 ألف جنيه لتسديد ديونه، "كلام في الهوا"، واختفى من المشهد مسؤولو محافظته سواء المحافظ أو رئيس مدينة سمالوط.

"الغنا غنى النفس" هو مبدأ يطبقه "عم محمد" في الحياة، تسابق مع الوقت ليعيد مال ضائع إلى صحابه، "كنت خايف صاحب الفلوس يجرى له حاجة"، وكل هذا دون أن ينتظر شيئًا من أحد، لكنه كان يأمل أن يكون نصيبه من التكريم متساويًا مع بائع الفريسكا وسيدة القطار، خاصًة وأن موقفه النبيل لا يقل شهامة عن موقفهم.


مواضيع متعلقة