"مسنة" تستغيث بمحافظ الشرقية: "استروني في آخر أيامي"

"مسنة" تستغيث بمحافظ الشرقية: "استروني في آخر أيامي"
استغاثت السيدة المسنة "منى ع. ع."، 59 سنة، بمحافظ الشرقية، الدكتور ممدوح غراب، لتوفير مسكن لها ضمن الشقق المخصصة للأسر الأولى بالرعاية، لحمايتها من التشرد في الشوارع، خاصةً وأنها تعاني من عدة أمراض.
تحدثت "منى" لـ"الوطن" قائلةً إن "صاحب الشقة طردنا بسبب تراكم الإيجار، ومفيش مكان أعيش فيه"، مشيرةً إلى أن إحدى الأسرة عرضت عليها استضافتها في منزلها بقرية "العصلوجي"، التابعة لمركز الزقازيق.
وتابعت بقولها: "مينفعش أعيش معاهم على طول، البني آدم تقيل، كل اللي عاوزاه 4 حيطان أعيش فيهم بدل الشارع"، واختتمت استغاثتها لمحافظ الشرقية بقولها: "كنت عايشة كويس، بس الدنيا جارت عليا، استروني في آخر أيامي".
وكانت السيدة الخمسينية قد جمعت بعض ملابسها داخل كيس بلاستيك، وغادرت منزل ابنتها في القاهرة، بعد أن مكثت فيه أكثر من شهرين، حتى لا تعيش عالة على زوج ابنتها، ويتحمل تكلفة الإنفاق على طعامها وعلاجها.
خرجت "منى" من المنزل، وقررت التوجه إلى مسجدي "الحسين" و"السيدة نفسية"، على أمل أن تجد أمام أي منهما مساحة صغيرة تتخذها مأوى لها، وفي الطريق استقلت سيارة أجرة "ميكروباص"، لتجد نفسها في محطة قطارات "رمسيس"، لا تدري إلى أين ستكون وجهتها، لتجلس على أحد المقاعد المخصصة للاستراحة داخل المحطة.
وتابعت حديثها لـ"الوطن" بقولها: "العمال في المحطة شافوني وصعبت عليهم، سألوني لو كنت محتاجة حاجة، قلت لهم هاقعد شوية أرتاح وهمشي"، وبعد فترة جلس شاب صغير السن إلى جوارها، وتحدث معها وعرض عليها توصيلها إلى أي مكان تريده فأخبرته بأنها ليس لها مأوى، وتركت منزل ابنتها وشقيقتها، حتى لا تثقل عليهما، فصورها في مقطع فيديو ونشره على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأكملت "منى" قصتها أن ما حدث بعد انتشار الفيديو، "جاءت لي ست وقالت لي إنها من محافظة الشرقية، وعايشة في القاهرة، وطلبت مني أروح معاها في بيتها، هتستضيفنى لحد ما ألاقي مكان، فقلت لها أنا مش عايزة أتقل على حد، لكنها أصرت".
وأضافت: "شباب من قرية العصلوجي شافوا الفيديو بتاعي على فيسبوك، وتوصلوا مع الست اللي أنا كنت عندها، وجه اثنين، واحد منهم أخو صديق ابني الكبير، والتاني صاحبه، وخدونى معاهم لحد ما يشوفوا لي مكان ويحلوا مشكلتي".
وأجهشت "منى" بالبكاء وهي تروى تفاصيل معاناتها، قائلةً: "أنا مواليد مدينة الزقازيق، وبعد ما تزوجت روحت عشت في القاهرة، وبعد 3 سنين حصل خلاف عائلي واتطلقنا، ورجعنا لبعض تاني بس هو اتجوز وساب لي الشقة وعاش مع مراته الجديدة في شقة تانية، لكن مكنش راضى يدفع إيجار الشقة اللى أنا فيها".
اثنان من أبنائها تحملا مسئولية الإنفاق عليها بعد تخرجهما: "كان ابني يدفع الإيجار ويوفر لي كل احتياجات البيت من أكل وشرب وغيره، كنت باشتري الدوا من معاش المطلقات اللي حصلت عليه، كنا عايشين ومستورين وابني عمره ما كل أو مل من مصاريف البيت، ومراته كانت بتعاملني أحسن معاملة".
ولكن بعد أزمة "كورونا"، وتراكم الديون على ابنها، ازداد الوضع سوءاً: "بعت الأجهزة الكهربائية والمفروشات اللي في البيت، علشان أسدد بعض ديونه، ومنها إيجار الشقة، لكن صاحب لشقة مانتظرش ندفع باقي المبلغ وطردنا".
وأضافت "منى" أنها توجهت للإقامة لدى ابنتها، مشيرةً إلى أنها وزوجها لم يقصرا معها، لكنها شعرت بأنها حمل ثقيل عليهما، فقررت ترك المنزل: "عندي مشاكل صحية كتير، وباحتاج لعلاج كتير، ومش عايزة أبقى حمل على حد".