فريد الأطرش.. هرب من الاعتقال في سوريا وأصبح "ملك العود" بمصر

كتب: حاتم سعيد حسن

فريد الأطرش.. هرب من الاعتقال في سوريا وأصبح "ملك العود" بمصر

فريد الأطرش.. هرب من الاعتقال في سوريا وأصبح "ملك العود" بمصر

يعد فريد الأطرش، واحدا من قامات الموسيقى في الوطن العربي، ومن أكبر فناني الزمن الجميل، ونجح في الغناء والتلحين بفضل موهبته الموسيقية النادرة، وكذلك في السينما المصرية بالتمثيل، منتجا عددا من الأفلام.

 

وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه فريد الأطرش طوال مشواره الفني، إلا أن حياته كانت مليئة بالمعاناة والصعوبات منذ طفولته، فلم يمهله القدر أن يرى والده، وكان مهددا بالاعتقال وعائلته من قبل الفرنسيين في سوريا، ما جعل والدته تأخذه وإخوته للهرب إلى مصر.

فريد الأطرش يستقر في القاهرة

وفي القاهرة، استقرت عائلة "الأطرش" الأم وأبنائها الثلاثة فريد وفؤاد وأسمهان، وعاشوا في بيت عبارة عن حجرتين صغيرتين، وكانت حالتهم فقيرة للغاية، واضطرت والدته للنزول للعمل، تلبية لاحتياجات أبنائها، وبدأت الغناء في مسارح روض الفرج بتلك الفترة، وغيروا اسم عائلتهم؛ حتى لا يتعرف عليهم أحد.

ومع تقدم عمر فريد الأطرش، التحق بمعهد الموسيقى، ونظرا لضيق الحال، كان يدرس الموسيقى بجوار عمله بمجال تجارة الأقمشة، حتى يأتي بمصروفاته، وبعد فترة التحق بفرقة بديعة مصابني، إلا أن ذلك العمل لم يكن يدر عليه المال الذي توقعه، فبدأ بالعمل في محطة شتال الأهلية، حتى جاء موعد امتحانه في المعهد، ولكنه أصيب بزكام في ذلك الوقت، ما جعله يرسب في الامتحان ويفصل.

وبعد ذلك، اتجه فريد الأطرش للعمل بالإذاعة المصرية، وبدأ مشواره الفني والسينمائي مع مطلع الأربعينات، بفيلمي "عريس من إسطنبول، وانتصار الشباب"، اللذان وضع لهما الألحان والموسيقى التصويرية، ومع شهرة وتهوج نجمه أصيب بجلطة في الشريان التاجي، استمرت معه لمدة ثلاث سنوات، ما جعل العديد من الأطباء يتوقعون وفاته في غضون خمس سنوات على الأكثر، ولكنه عاش بعد إصابته 17 عاما.

فريد الأطرش وأسمهان 

ومن المحطات المليئة بالمعاناة في حياة فريد الأطرش، علاقته بشقيقته أسمهان، فكان دوما ما يخاف عليها ومرتبط بها بشكل كبير، لدرجة أنه في بداية حياتهما الفنية سعى كثيرا لإبعادها عن عالم الفن والمشاركة به، لدرجة جعلته يزوجها، لكنها انفصلت عن زوجها، وبدأت مشوارها الفني وحققت فيه النجاح.

وتأثر فريد الأطرش، نفسيا، بعد وفاة أسمهان بشكل غامض؛ إذ علم بخبر وفاتها حينما كان يشارك برهان في سباق الخيل، في نفس اللحظة التي علم بها بفوزه في السباق.

وظلت الإشاعات التي لاحقت وفاة أسمهان، وتعاونها مع المخابرات البريطانية، من الأشياء التي نغصت حياة "الأطرش"، وظل يعاني منها لسنوات، بالرغم من نجاحه في السينما والغناء.

وانتهت رحلة فريد الأطرش الموسيقية في 26 ديسمبر عام 1974، حينما كان في لبنان، عقب إصابته بأزمة قلبية مفاجأة، نقل على أثرها إلى المستشفى في بيروت، ولكنه فارق الحياة عن عمر ناهز 64 عاما، تاركا إرثا فنيا ظل حيا حتى الآن، ويشاهده ويستمع إليه الجمهور في كافة أنحاء الوطن العربي.

 

 

 


مواضيع متعلقة