عائد من "كورونا" يروي معاناته.. شوفت الموت بعيني وخسرت 10 كيلو

كتب: سمر عبد الرحمن

عائد من "كورونا" يروي معاناته.. شوفت الموت بعيني وخسرت 10 كيلو

عائد من "كورونا" يروي معاناته.. شوفت الموت بعيني وخسرت 10 كيلو

لحظات صعبة كادت تودي بحياته، عاشها الشاب "مصطفى عنز"، البالغ من العمر 25 عاماً، من أبناء محافظة كفر الشيخ، عقب إصابته بفيروس "كورونا"، مما دفعه إلى أن يروي معاناته خلال تلك التجربة القاسية، داعياً المواطنين إلى توخي الحذر، وأخذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية اللازمة، لتجنب إصابتهم بالعدوى.

تحدث الشاب العائد من "كورونا"، بعد تعافيه، لـ"الوطن" قائلاً: "شعرت بارتفاع في درجة الحرارة، وذهبت إلى أحد الأطباء في مدينة بيلا، فأكتشفت إصابتي بالتهاب بسيط في حلقي، وأخذت مضادات حيوية، وانخفضت درجة الحرارة، ثم عادت للارتفاع مرة أخرى"، وتابع بقوله: "من هنا بدأ الطبيب يشتبه في إصابتي بكورونا، ونصحني بالتوجه إلى مستشفى العزل، خاصةً بعد معاناتي من ضيق في التنفس".

وتابع "عنز" قائلاً: "أصابني الرعب والهلع، وتوجهت إلى عيادة طبيب آخر، إخصائي أمراض صدرية، طمأنني في البداية، وطلب مني إجراء بعض التحاليل، التي أثبتت إصابتي بفيروس كورونا، لتبدأ رحلتي مع هذا الفيروس اللعين".

وأضاف: "قُمت بعزل نفسى منزلياً، وتم توفير كافة المستلزمات الطبية اللازمة، وبدأت فى أخذ كورس علاج مُكثف مرة أخرى، وظلت درجة حرارتي تترواح بين 39 و40 درجة  لمدة 20 يوماً، وهاجمني الالتهاب الرئوى المُزدوج، وأُصبت بضيق في التنفس مع اليوم الـ17 من المرض، بسبب وجود تجلطات فى الرئة".

كما أشار إلى إصابته بالسعال، وفقدان حاستي التذوق والشم، بالإضافة إلى الشعور العام بالتعب والإجهاد، وآلام في الحلق والظهر والعضلات، مما أدى إلى فقدانه حوالي 10 كيلوجرامات من وزنه، خلال فترة شهر تقريباً.

واستطرد بقوله: "شوفت الموت بعيني في هذه الأيام، وتوقعت أن تكون نهايتي بسبب هذا الفيروس اللعين، ولكن رحمة الله، عزّ وجل، وسعت كل شيء"، مشيراً إلى أنه استمر على هذا الوضع لما يقرب من 8 أيام، إلى أن بدأ يشعر بتحسن طفيف مع بداية اليوم التاسع، بعد ثبوت إصابته بفيروس "كورونا".

وتابع الشاب المتعافي من "كورونا" قائلاً: "كانت التجربة مريرة وقاسية جداً، استمرت شهراً من المُعاناة، وهاجم فيها الفيروس كل جزء من جسدي، بجانب حالة الخوف والقلق والاكتئاب التي أصابتنى، ولكن ثقتى فى الله عز وجل كانت تُحسن من نفسيتي، وبدأنا إجراءات العلاج، والحمد لله عافاني الله، رغم استمرار بعض التوابع".

وأضاف: "كنت أشعر بالخوف الشديد على أسرتي أكثر من خوفي على نفسي، وتلقيت دعماً معنوياً من كافة الأهل والأصدقاء والمعارف، حيث كانوا على تواصل دائم معي ومع الأسرة عبر الهاتف المحمول، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم أشاهد الشارع منذ 45 يوماً".

وأشار "عنز" إلى أن الأطباء تعجبوا من مُعاناته بسبب هذه الأعراض الشديدة، رغم صغر سنه، مؤكداً أن هذا يدل على أن الفيروس اللعين من المُمكن أن يُصيب الشباب بأعراض شديدة، فهو لا يُفرق بين شاب أو شخص مسن، موضحاً أن بعض التوابع، التي ما زال يشعر بها، بعد شفائه، تشمل ألم في الصدر والضلوع، والكحة الخفيفة، والصداع، والشعور بالإرهاق، والهبوط، مشيراً إلى أن الأطباء أبلغوه بأن هذه الأعراض ستستمر من شهرين إلى 3 شهور.

ووجَّه الشاب عدة نصائح للمواطنين لتجنب الإصابة بفيروس "كورونا"، قائلاً: "رسالتي إلى المواطنين بالابتعاد عن أي زحام أو تجمعات أو أفراح أو مآتم أو أي مناسبات أخرى، وعدم السلام بالأيدى أبداً، ومنع العناق والقُبلات، والالتزام بارتداء الكمامات والقفازات، واستخدام الكحول في تطهير الأيدي بصفة مُستمرة، مع ضرورة الابتعاد عن أي شخص على الأقل مسافة مترين أثناء الجلوس معه، والتوكل على الله قبل أي شيئ"، واختتم بقوله: "خدوا حذركم، وخلوا بالكم من نفسكم، المرض خطير".


مواضيع متعلقة