يوسف القعيد عن جمال الغيطاني: الناس كانوا فاكرينا إخوات (حوار)

يوسف القعيد عن جمال الغيطاني: الناس كانوا فاكرينا إخوات (حوار)
صداقة متينة وممتدة جمعت الكاتبين الكبيرين يوسف القعيد، وجمال الغيطاني، تعود بداياتها إلى ستينيات القرن الماضي، واستمرت حتى آخر يوم في حياة الكاتب الراحل جمال الغيطاني، الذي رحل في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر 2020.
قال الكاتب يوسف القعيد، إنّ صداقته وأخوته المتينة مع الغيطاني بدأت حول الأستاذ نجيب محفوظ، بدأت الصداقة أو الإخوة المتينة، وقال في حواره لـ"الوطن"، إنّ تشابههما الاجتماعي كان له دور أيضا في صداقتهما: "كنا متشابهين في الملامح أيضا، والناس كانوا فاكرينا إخوات"، كما كان لحضور نجيب محفوظ الأستاذ والأب عاملا مهما في تقوية هذه الرابط، وإلى نص الحوار..
متى بدأت علاقة الصداقة؟
التقينا في مقهى ريش خلال ندوة لنجيب محفوظ، حيث كان اللقاء الأولى حول الأستاذ منذ 1969، كنت مجندا في الجيش وجمال كان صحفي مراسل حربي في جريدة الأخبار، تشاركنا في مشروع نشر مع صديق ثالث اسمه سمير ندا، ودفع كل منا مبلغ مالي، ونشر جمال مجموعته القصصية الأولى "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، ونشرت أنا رواية "الحداد" في مشروعنا المسمى "كتاب الطليعة".
وأنشأنا المشروع آنذاك نظرا لوجود أزمة نشر خانقة وقتها، ومجموعة جمال أحدث ضجة وقتها وتطورا رهيبا في كتابة القصة بالعالم العربي كله وليس في مصر وحدها.
ما أسباب استمرار صداقتكما؟
التشابه الاجتماعي بيننا عمّق صداقتنا، هو كان قادما من أسرة فقيرة من وجه قبلي، وأنا من أسرة فقيرة من وجه بحري، وكنا شباب نحاول ونكتب ونقرأ سويا، وكنا اصدقاء لأستاذنا نجيب محفوظ، وكان بيته أول بيت زرته في القاهرة، ولم يكن عندي مكتبة، فوقتها كنت في الجيش، وكانت مكتبته هي مكتبتي، فأنا زرته فى بيته الكائن وقتها في الجمالية، (وكان أعزبا) وعرفت أهله، وشقيقيه إسماعيل وعلي، ووالديه، وشقيقته، أي حدثت معرفة عائلية، إضافة إلى تجمعنا حول نجيب محفوظ الذي لعب دور الأب الأساسي الذي يجمعنا حوله وقتها.
ألم تخلق طبيعة العمل والاهتمامات تنافسا بينكما؟
عملنا في الصحافة والأدب لم يخلق تنافس بيننا، فجمال كان يكتب قصة قصيرة وأنا أكتب رواية، ولم يكن كتب روايته المهمة بعد "الزيني بركات"، بيننا إخوة وملامحنا كانت قريبة من بعضها لدرجة أنّ بعض الناس كان يعتقدون أنّنا أشقاء.
ما هي أبرز أعماله في رأيك؟
جميع أعماله مميزة، لكن رواية "الزيني بركات" كانت فتحا في كتابة الرواية العربية لم يسبقه إليه أحد، فهي رواية تراثية تتناول شخصية تاريخية كانت موجودة في أرض الواقع (الزيني بركات بن موسى)، وتعتبر الرواية عمل عمره الأساسي، وكان يقرأها لنا فصلا بفصل كلما انتهى منه، ولمجموعة من الأصدقاء قبل الطبع.
حدّثنا عن تجربته في تأسيس صحيفة أخبار الأدب؟
*هو مؤسس أهم صحيفة ثقافية في تاريخ الصحافة الأدبية في مصر والعالم العربي كله، ومستمرة حتى الوقت الحالي، هو صاحب فكرتها ومؤسسها، وأول رئيس تحرير لها، وبعد أن عمل في الأخبار مراسلا حربيا، وقدم عملا متميزا في عمله كمراسل عسكري، فكر في صحيفة أدبية، وكنا نعتقد أنّ المسألة صعبة، وقتها عرض الفكرة على الأستاذ محمود أمين العالم، رئيس مجلس إدارة الأخبار، والذى وقف مع الفكرة وأيّدها، وصدرت في 1993 ومن بعدها دعمها موسى صبري، واستمرت إلى الآن.
كيف يمكن تقدير جمال الغيطاني؟
جمال الغيطاني يستحق أن يكون له متحف خاص به في القاهرة، وأطلق اسمه على شارع في الجمالية (غير الذي كان يسكن فيه)، وهناك وعد من المحافظة بأن يكون هناك متحفا باسم جمال الغيطاني، ومحافظ القاهرة الأسبق جلال السعيد، قرر بعد رحيل الغيطاني تخصيص مكان ليتحول إلى متحف يضم متعلقاته ومكتبته، ووعد بأنّه سيكون قرب متحف نجيب محفوظ، لكن هناك إجراءات على حد علمي لم يتم الانتهاء من تسليمها.
ماذا يمكن أن تضيفه شخصيا إلى المتحف؟
عندى أوراق كثيرة بخط يده، وإهداءات على كتبه وصور مشتركة وغيرها.