كمامات وديسك لكل طفل.. فصول كفر الشيخ في أول يوم دراسة

كتب: سمر عبد الرحمن

كمامات وديسك لكل طفل.. فصول كفر الشيخ في أول يوم دراسة

كمامات وديسك لكل طفل.. فصول كفر الشيخ في أول يوم دراسة

أطفال صغار تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات ونصف و10 سنوات، استيقظوا مبكراً وحملوا حقائبهم مسرعين إلى مدارسهم، مرتدين "كمامات" بأشكال وخامات مختلفة، ربما بينهم من لا يدرك بعد سبب ارتدائها، لكن أغلبهم يعرفون أنها وسيلة للوقاية من عدوى فيروس "كورونا" الذي اجتاح العالم.

بمجرد أن وطأت أقدامهم لحضاناتهم ومدارسهم، وجدوا وضعاً مختلفاً عن ذي قبل، فالحضانات والمدارس بكفر الشيخ، خصصت "ديسك" لكل طفل، بدلاً من جلوس طفلين و3 في "التختة" الواحدة، طوال الأعوام الماضية، وهو ما جعل الأطفال يشعرون بثمة شئ مختلف عن الأعوام الماضية.

"ماما صممت تلبسني الكمامة علشان أحافظ على نفسي، وقالتلي حماية لبلدك علشان كورونا، وروحت المدرسة لقيت شيئاً مختلفاً عن السنوات الماضية، قاعد لوحدي في الديسك، صاحبي اللي كان قاعد معايا من سنتين في نفس الديسك، بقى قاعد قصادي"، بهذه العبارات لخص الطفل "عبد الله فتحي"، التلميذ بالصف الرابع الإبتدائي اليوم الدراسي الأول.

وقال "عبد الله" إن مدير المدرسة ومعلميها استقبلوهم بأعلام مصر، فضلاً عن تخصيص الحصة الأولى للتعريف بفيروس "كورونا"، وتابع: "المدير والمدرسون استقبلونا بأعلام مصر، والحصة الأولى كانوا بيعرفونا يعني أيه كورونا، احنا نعرف أنه فيروس بيموت الناس، لكن هما عرفونا أكتر، وطرق الوقاية منه، واحنا هنحافظ على نفسنا من انتقال العدوى، وهنحافظ على بلدنا".

علامات الاستغراب بدت واضحة على الطفل "أحمد نشأت"، 7 سنوات، مقيد بالصف الثاني الإبتدائي في إحدى مدارس كفر الشيخ، بداية من استيقاظه مبكراً، وحالة التأهب التي لاحظها في منزله، وحتى انتهاء يومه الدراسي الأول، فالوضع لم يكن كالعام الماضي، إجراءات كثيرة مر بها التلميذ، قبل دخوله من بوابة المدرسة، بدأت بقياس درجة الحرارة، والتأكيد على عدم لمس الأشياء.

وعبر عن استغرابه بقوله: "لقيت حاجة غريبة، مش عارف أيه هي، من أول ما صحيت ماما وبابا يقولولي بلاش تلمس أي حاجة، ولا تتبادل أدواتك مع زملائك، روحت المدرسة، لقيت جهاز حطوه على دماغي لقياس درجة الحرارة، والميس نبهت علينا بعدم لمس أي شئ وتطهير أيادينا، وكمان ظبطت لي الكمامة، لكن أنا متضايق منها، حاسس مش قادر آخد نفسي، بس بأحاول أتعود عليها".

لم يختلف حال الطفلة "رودينة محمد"، التلميذة بالروضة الثانية، كثيراً عن زملائها، لكن ربما لم تعرف الطفلة، التي لم يتعد عمرها سنوات، معنى ارتداء قطعة قماش "كمامة" على وجهها طوال ساعات اليوم الدراسي، الأمر الذي جعل والدتها تستغرق وقتاً طويلاً في الشرح لها لتوعيتها بأهمية عدم نزعها، إلا حينما تعود للمنزل.

وتحدثت الأم لـ"الوطن" قائلةً: "مكنتش مستوعبة الكمامة القماش أنها لازم تفضل بيها من أول خروجها من البيت حتى عودتها، قالتلي خنقتني ياماما، لكن أنا خدت وقت طويل علشان أفهمها أن الكمامة دي حماية ليها، وحماية لاصحابها اللي حواليها في ظل انتشار الفيروس، وقولتلها نزليها وكلي السندوتشات، وطهري أيدك والبسيها تاني، وعملتلها بروفات كتير لحد ما اتعلمت".

وتزينت مدارس كفر الشيخ، لاستقبال طلابها، في أول أيام العام الدراسي الجديد، اليوم السبت، وقامت بعض المدارس بتحضير بالونات خاصة في قاعات الأطفال، فضلاً عن تخصيص "ديسك" لكل تلميذ، مع اتباع الإجراءات الاحترازية، التي أكدت عليها الوزارة قبل بداية العام الدراسي الجديد.


مواضيع متعلقة