سرقة 24 سنة من الابتسامات.. الباقي من سعادة أسرة فتاة المعادي مجرد صور

كتب: ماريان سعيد

سرقة 24 سنة من الابتسامات.. الباقي من سعادة أسرة فتاة المعادي مجرد صور

سرقة 24 سنة من الابتسامات.. الباقي من سعادة أسرة فتاة المعادي مجرد صور

24 عامًا من عمر أسرة انتهوا غدرا عند لحظة توقف قلب مريم "فتاة المعادي" لتتوقف معه فرحة "اللمة"، وينتهى سباق اقتناص لحظات السعادة بصور تجمع الابتسامات، وتبدأ مرحلة جديدة من لملمة آلام تنزفها الألبومات كلما مرت على أعين أبطالها بذكريات حفرت في قلوبهم جروحًا بالغياب. 

في منطقة المعادي وتحديدا شارع 9 كانت القصة مستترة خلف جدارن منزل يعرف حفظ الأسرار، يعيشون حياة عادية، فالأسرة التي مارست الحياة بعفوية وجدت نفسها أمام نوع آخر من الأحداث لتتحول القصة الهادئة لجريمة وبحث عن حقوق و"حرقة قلب" لفقدان "فتاة الأسرة الوحيدة" (مريم) ابنة الـ24 ربيعا بعد محاولة سرقتها وسحلها في الشارع في أثناء عودتها من العمل.

لحظات صعبة تمر على والدين تحولت أيقونات منزلهم من صورًا تجمعهم يقف فيها الأب إلى جانب أبنائه أو يجلس معهم في أحد المطاعم، إلى فتاة وحيدة تعتلى صورتها شارة سوداء، وتتحول حياتهم من "الهدوء" لمطالب بالقصاص من لصوص حقائب اليد السارقين من أرواحهم ومن أعمارهم ابنة، مختلسين الابتسامات من أوجه أسرتهم.

ووسط الألم لا يرغب الدكتور محمد علي، الأستاذ في جامعة مصر الدولية والد "فتاة المعادي"، إلا في الاحتفاظ بخصوصية ابنته وتجنب التصريح عن الحادث: "مش هقدر اتكلم، وأرجو قبول خصوصية الحادث وابنتي"، بحسب تصريحات سابقة لـ"الوطن".

مناسبات متفرقة جمعت الأسرة التي وثقت لحظات سعادتها بعدسات كاميرات هواتفهم، متشبثين بسعادتهم كما تشبثت "مريم" بحياتها لنحو نصف ساعة في انتظار سيارة الإسعاف قبل رحيلها، وبعد تجمعاتهم السعيدة ينتظرون اجتماعهم الكامل الأخير لكن هذه المرة ستبقى الذكرى منحوتة في قلوبهم دون كاميرات، ودون ابتسامات، فزهرة العائلة مستلقية على خشبة ولا شواهد سوى دموعهم.

"ضحك ولعب وعناق وتشبث" مشاعر يودعها "ياسين" الأخ الأصغر صاحب النصيب الأكبر من الاهتمام والتصوير وتبادل الابتسامات والعناقات، لتقف براءة استيعابه للأحدث ما بين صورة خفيفة الظل يستلقيان فيها إلى جانب بعضهما البعض على الحشائش في نادي أو حديقة، لمشهد حُملت فيه أخته على الأكتاف، ومن عناق خاص بهما في صورة تجمع الأسرة لفراغ في الصورة مكان حب بقى في قلبه لكنه لم يعد موجود.

أما "عمر" (الأخ الأكبر) فبعد أن كانت تقف إلى جوار كتفه في الصور، وجد نفسه يحملها عليه في موكب جنازتها. مودعا أخته الكبيرة إلى قبرها بعد أن كان يعد نفسه من أجل أن يودعها عروسًا لمنزل زوجها.


مواضيع متعلقة