كريم يتحدى الشيطان ويهزم الإدمان: أبويا علمني الترامادول وأنا صغير

كتب: أسماء زايد

كريم يتحدى الشيطان ويهزم الإدمان: أبويا علمني الترامادول وأنا صغير

كريم يتحدى الشيطان ويهزم الإدمان: أبويا علمني الترامادول وأنا صغير

"رحلتى كانت مؤلمة، لأن اللى دخلنى المخدرات أبويا"، كريم الذى يبلغ من العمر 32 عاما، قاده والده نحو تعاطى المواد المخدرة، وهو فى المرحلة الابتدائية، ولم يتجاوزعمره 10 سنوات.

الشاب الذى تعافى من الإدمان منذ 4 سنوات و9 شهور، يروي لـ"الوطن"، حكايته التي بدأت منذ تركه المدرسة فى المرحلة الابتدائية ليعمل على عربة فول فى الشارع، كانت تدر عليه مكسبا كبيرا رغم صغر سنه، ما شجعه أكثر على البقاء والاستمرار فى العمل على العربة.

وصل كريم الليل بالنهار، يعمل دون راحة، إلى أن أصابه التعب الذي وجد المسكن له عند أبيه: "والدى كان أول شخص أعطانى الترامادول، لأنه كان يتعاطاه، ولما كنت أقوله أنا تعبان من وقفة الشارع، كان يدينى الترامادول، علشان أعرف أسهر وأطبق، كنت داير 4 صنايعية"، واستمر حياته على نفس الحال فترة، إلى أن انفصل والديه عند بعضهما، وقرر العمل لساعات أطول حتى يتحمل مصروفات المنزل.

لم يجد أمامه بدا للهروب من المشاكل الأسرية، إلا أن يبحث عن أصدقاء يفرغ معهم كبته، وانتهت رحلة بحث كريم، إلى التعرف على أصدقاء يتعاطون المواد المخدرة بجميع أنواعها، حتى وصل إلى تعاطى الهيروين عند سن 25 عاما، عاشهم ضائعا لم يسأل عنه والده يوما بل تزوج مرتين وثلاثة.

المخدرات وهمته والسجن فوقه

كريم كان يتوهم أن المواد المخدرة هى التى ستجعله يسيطر على الجميع وستخلق منه رجلا، حتى فاق على السجن والحبس أكثر من مرة، بسبب التعاطى وافتعال المشكلات خاصة بعد زواج والدته هى الآخرى.

يقول: "كنت أتعاطى 6 حبات ترامادول يوميا، وكنت أنفق يوميا 160 جنيها على المخدرات من 10 سنوات، كل اللى كنت بكسبه كنت بضيعه على المخدرات، خربت بيتى بإيدي، واشتغلت 10 سنين والمحصلة صفر"، مشيرا إلى أنه قرر التعافى الإدمان حين رأى أمه تنهار على حالته.

باع عفش بيته وسرق بالإكراه

بدأ كريم طريق العلاج من قعدة مع أمه: "كنت شبه مساحة الأرض، أمى كانت تبكى علىَ ليل نهار، حتى قررت أفيق خاصة بعدما بعت عفش بيتى، أنبوبة، ثلاجة، ووصلت عند مرحلة السرقة بالإكراه لتوفير مصاريف المخدرات".

رحلة التعافي بدأت من مستشفى العباسية، عندما قرر أن يبدأ مشوار جديد مع الحياة، مشيرا إلى أن تعامل الأطباء والممرضين فى المستشفى شجعه على العلاج، مؤكدا أنه تعالج فى سرية تامة وبالمجان، وسط اهتمام كبير من قبل المعالجين، قائلا: "خرجت للدنيا بصورة تانية، ووقعت حاجات كتيرة من على أكتافى، وحسيت بطوق اتفك من على رقبتى".

"مودة" لتجاوز المشكلات الأسرية

وبعد رحلة تعافي استمرت 4 سنوات، قرر كريم الزواج، وفي البداية التحق هو وزوجته بمشروع مودة لتثقيف الأزواج بالحياة الأسرية، وكيفية تجاوز المشكلات الأسرية والحد من الطلاق، ونوعية الحوار والتفاهم.

ويعمل الشاب حاليا بإحد محلات الملابس فى سوق غزة، وطلب من صاحب العمل عدم ترك أى أموال أمامه لتلاشى الأفكار التى من الممكن تعود بى إلى الإدمان، خاصة أن "الفلوس" كانت عامل مساعد فى إدمانه .

يعمل صندوق مكافحة وعلاج الإدمان على تقديم الخدمات العلاجية لمرضى الإدمان وسط اتخاذ جميع الإجراءات للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، إلى جانب تقديم خدمات الدعم النفسي للمتعافين من تعاطى المخدرات.

وتدعم وزارة التضامن المتعافين من الإدمان من خلال اشراكهم بمشروع مودة الذى يهدف إلى حماية كيان الأسرة المصرية، من خلال دعم الشباب المقبل على الزواج بالخبرات والمعارف اللازمة لتكوين الأسرة، وتطوير آليات الدعم والإرشاد الأسرى، من بينها أسس اختيار شريك الحياة، وحقوق وواجبات الزوجين، والمشكلات الزوجية والاقتصادية للأسرة، وكيفية إدارتها، ونريد الوصول لأكبر عدد من الشباب.


مواضيع متعلقة