المفارقة الثانية.. محمود ياسين بطل أفلام حرب أكتوبر يرحل في شهر النصر

كتب: سحر عزازى

المفارقة الثانية.. محمود ياسين بطل أفلام حرب أكتوبر يرحل في شهر النصر

المفارقة الثانية.. محمود ياسين بطل أفلام حرب أكتوبر يرحل في شهر النصر

استحوذ الفنان الراحل محمود ياسين على النصيب الأكبر، من بطولة الأفلام التي قدمت عن حرب أكتوبر المجيدة، متصدرًا القائمة بحوالي 8 أفلام توثق وتُخلد تلك اللحظة الفارقة من عمر الوطن، وبالمصادفة القدرية فارق الحياة في شهر الانتصارات الذي طالما ارتبط اسمه به، لتكون مفارقة ثانية في رحيل ياسين الذي تزامن مع فاروق شوشة اللذان اجتمعا في نفس يوم الوفاة وحب اللغة العربية.

ابن مدينة بورسعيد الباسلة، غادر الحياة صباح اليوم عن عمر يناهز 79 سنة، تاركًا إرثًا فنيًا حافلًا متوج بأعمال وطنية تعكس شجاعة وشهامة الجنود في مواجهة العدو.

"أغنية على الممر" يناير 1972

أول أفلام الفنان الراحل محمود ياسين عن حرب أكتوبر، وعرض بالسينمات في يناير 1972، بالتزامن مع حرب الاستنزاف، واحتل الفيلم المركز رقم 66 في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية، حسب استفتاء النقاء بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائي بالإسكندرية عام 1896.

وحصد الفيلم عدة جوائز أهمها جائزة مهرجان "كالروفي فاري" في تشيكوسلوفاكيا، وجائزة مهرجان "طشقند" من أوزباكستان، ودارت أحداثه حول 5 جنود محتجزين في ممر بالصحراء بعد استهداف جميع زملائهم بالكتيبة واستشهادوهم جميعًا، ثم انقطع التواصل عن الجنود الخمسة، وركزت الأحداث على حياة كل منهم، وتم استهداف ثلاثة منهم واستشهدوا.

الفيلم تأليف علي سالم ومن إخراج على عبد الخالق ومن بطولة محمود ياسين ومحمود مرسي وصلاح قابيل وصلاح السعدني ومديحة كامل.

"الرصاصة لا تزال فى جيبي"

تم تصوير الفيلم أثناء فترة حرب أكتوبر 1973 وعرض لأول مرة 6 أكتوبر 1974، وكانت القصة التي كتبها إحسان عبد القدوس تستهدف فترة حرب الاستنزاف فقط، لكن حين اندلعت الحرب استكمل القصة لتمتد لنصر أكتوبر.

وكتب مشاهد الحرب -آنذاك- المنتج رمسيس نجيب، الذي استعان ببعض الخبرات الأجنبية في إخراج الفيلم بمساعدة حسام الدين مصطفى، وهذا الفيلم يعد من أشهر الأعمال الفنية في السينما المصرية، وتألق فيه الفنان محمود ياسين الذي شاركه البطولة كل من الفنان حسين فهمي ويوسف شعبان وصلاح السعدني ونجوى إبراهيم وسعيد صالح وعبد المنعم إبراهيم.

وبلغت تكاليف إنتاج الفيلم ٩٥ ألف جنيه، وحقق إيرادات بلغت ٣٨ ألفا و٨٩٣ جنيهات فى ١٥ إسبوعا، وتم عرضه بسينما مترو ورمسيس بوسط البلد.

"الوفاء العظيم"

الفيلم تم إنتاجه تحت إشراف عسكري، بعد عام واحد من الحرب، ويعد من أهم الأفلام العربية التي قدمتها السينما المصرية، ودارت تفاصيله حول قصة حب تخللتها أحداث الحرب وانتهت بنصر أكتوبر، كما أبرز الفيلم أهم ما تم في الحرب من جهد ودماء سالت للجنود من أجل استرداد الكرامة في صحراء سيناء المجيدة.

وبلغت تكاليف إنتاج الفيلم ٣٥ ألف جنيه، وعرض يوم 7 أكتوبر 1974، وحقق إيرادات بلغت ٨١٩١ فى ٥ أسابيع عرض بسينما ميامى بالقاهرة، وقام ببطولته الفنان محمود ياسين ونجلاء فتحي وسمير صبري وكمال الشناوي وتأليف فيصل ندا وإخراج حلمي رفلة.

"بدور" 

واصل الفنان الراحل محمود ياسين المشاركة في أعمال وطنية تخلد ذكرى الحرب من خلال عمل جديد شاركه في بطولته الفنانة نجلاء فتحي وهدي سلطان ومجدي وهبة، وكان من إخراج نادر جلال، واستعرض الذي انطلق في دور العرض 14 أكتوبر 1974.

الفيلم قصة "صابر" الذي التقى بفتاة كانت تعمل "نشًألة" ثم تابت، وأخبر أهل حارته بأنها ابنة عمه وعاشت في منزل المعلمة "نوسة" حتى عرف أهل الحارة حقيقتها واحتفل في النهاية بزواجه منها.

بلغت تكاليف إنتاج فيلم "بدور" حوالي ٣٠ ألف جنيه، وحقق إيرادات بلغت ٣٤ ألفاً و٧٧٨ جنيهات فى ١١ أسبوعا عرض بسينما ديانا بالقاهرة.

"الظلال في الجانب الآخر" 31 مارس 1975

حقق الفيلم بعد عرضه في 31 مارس 1975، إيرادات بلغت حوالي ٥٤١٦ جنيها مصريا فى ٣ أسابيع بسينما ديانا بالقاهرة، وحصل على جائزة العالم الثالث بمهرجان كارلو فيفارى، وكان المخرج على عبدالخالق عضوًا بلجنة التحكيم الدولية.

وشارك محمود ياسين فى بطولة الفيلم مع الفنانة نجلاء فتحي ومديحة كامل، وأخرجه خالد شعث، ودارت أحداثه حول علاقة حب بين بطلي العمل" محمد" و"روز" وتلقى ظلال السياسة وقتها وأجواء الحرب نفسها على هذه القصة.

"الصعود إلى الهاوية"

أحداث الفيلم عن قصة حقيقية لجاسوسة مصرية تدعى هبة سليم وقعت في أيدي الموساد الاسرائيلي، حيث قدمت أسرار خطيرة عن القواعد العسكرية المصرية وتم اكتشافها وإلقاء القبض عليها، وعرض يوم 2 أكتوبر 1978.

يحتل الفيلم المركز رقم 75 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى ذاكرة السينما المصرية حسب استفتاء النقاد بمناسبة مرور 100 عام على أول عرض سينمائى، كما حصل على جائزة الدولة فى الإخراج والمونتاج فى عام ١٩٧٩.

"فتاة من إسرائيل"

أحداث الفليم تدور بعد سنوات من استشهاد ابن المدرس عبد الغني على يد الإسرائيليين، يقرر اﻷب مع زوجته رتيبة وابنه الثاني السفر إلى طابا، وينقذ الابن حياة فتاة يتضح فيما بعد أنها إسرائيلية، وأنها تحاول تجنيده.

الفيلم عرض يوم 27 مارس 1999، وبطولة: الفنان محمود ياسين، وفاروق الفيشاوي، ورغدة، وخالد النبوي، وحنان ترك،  وإخراج إيهاب راضي.

 "حائط البطولات"

تم تصوير الفيلم عام 1998 وظل ممنوعًا من العرض لمدة 16 عامًا حتى عُرض للمرة الأولى في عام 2014 ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

وتعود أسباب منعه إلى وشاية مفادها أن الفيلم ينسب فوز مصر في حرب 6 أكتوبر إلى سلاح الدفاع الجوي، ولم يشر بأي طريقة لسلاح الطيران ودوره في الحرب، ما دفع الرئيس الأسبق الراحل مبارك إلى منعه حتى تم عرضه، وتم تكلفة إنتاج الفيلم حوالي 11 مليون جنيه.

ويذكر أن الفيلم لم يعرض سينمائيًا بل عُرض مباشرة على شاشة التليفزيون المصري في ذكرى 6 أكتوبر في عام 2016 بعد عامين من عرضه اﻷول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.


مواضيع متعلقة