"بريد كلينتون": أحداث 25 يناير بمصر ليست مجرد شباب يلعبون بالفيسبوك

"بريد كلينتون": أحداث 25 يناير بمصر ليست مجرد شباب يلعبون بالفيسبوك
- بريد كلينتون
- 25 يناير
- عمر سليمان
- هيلاري كلينتون
- أمريكا
- الإخوان
- بريد كلينتون
- 25 يناير
- عمر سليمان
- هيلاري كلينتون
- أمريكا
- الإخوان
سلطت إحدى الرسائل الإلكترونية التي نشرتها الخارجية الأمريكية، للوزيرة السابقة هيلاري كلينتون، الضوء على رؤية الاستخبارات الأمريكية، للوضع في مصر، إبان الأيام الأولى لثورة 25 يناير.
وفي الرسالة المرسلة إلى كلينتون، في 31 يناير 2011، أي قبل رحيل مبارك بـ11 يوما، قال صاحبها الذي أخفي اسمه، إنه أجرى محادثات آنذاك مع تايلر دراميلر، ضابط بالاستخبارات المركزية الأمريكية، مدير الشعبة الأوروبية للعمليات السرية، وباتريك لانج، ضابط أمريكي متقاعد، محلل استخباراتي للأوضاع في الشرق الأوسط حول الأزمة المصرية.
وأشارت الرسالة إلى أن "دراميلر"، كان على اتصال وثيق مع مسؤولي استخبارات أوروبيين رفيعي المستوى، ومصادر مباشرة على الأرض في مصر، أما "لانج" فهو صديق قديم لعمر سليمان.
وقال الاثنان في الرسالة، إن "الأوضاع في الإسكندرية والسويس أسوأ بكثير مما كانت عليه في القاهرة، لا شرطة، لا حكومة، لا قضاة، مزيد من العنف، ومزيد من القتلى، ومبارك يريد الاستمرار حتى لا يضطر إلى الفرار".
وأضافت الرسالة، أن عمر سليمان، مدير الاستخبارات العامة المصرية الأسبق، والذي توفي بعد سقوط نظام مبارك، سقط من حسابات "مبارك" في خريف 2010؛ لسبب غير معروف، ربما بسبب طموح ابنه جمال، مشيرة إلى أن "سليمان" تعرض لسوء المعاملة من قبل الرئيس الأسبق؛ إذ إنه وعده بمنصب نائب الرئيس لمدة 15 عاما، لكنه لم يحصل عليه؛ لأن "مبارك" كان يخشى أن يخلفه بدلا من نجله.
واعتبر التحليل الاستخباراتي أن ما يحدث في مصر ليس مجرد "مجموعة من الشباب يلعبون بوسائل التواصل الاجتماعي كما صورت الصحافة الأمريكية"، في إشارة إلى أحداث 25 يناير 2011.
ورأى التحليل أن "الوضع يمكن أن يذهب في أي اتجاه، لكن قمع الحشود يعني حمام دم غير مقبول للجيش، والجيش يعلم أن مبارك يجب أن يذهب، لكن متى؟، إذا ظل لمدة أطول فإن الوضع يمكن أن يخرج عن السيطرة".
ووفقا للتحليل، فإن سيناريو لانتقال السلطة آنذاك، هو أن يصبح عمر سليمان رئيسا مؤقتا للبلاد، لكن ذلك يمكن أن يكون خطرا، حسب ما ورد في الرسالة الموجهة لـ"كلينتون"، ورغم ذلك، فإن "كل يوم يبقى فيه مبارك تصبح احتمالات الكارثة أكبر".
وقال التحليل: إن فكرة دعم الإدارة الأمريكية للرئيس مبارك أصبحت من الماضي، كما أنه ليس مقبولا "أن يتحدث الرئيس السابق باراك أوباما مع مبارك، "لا يمكنه أن يكون المبعوث" الذي يخبره بأن عليه أن يترك السلطة.
وحسب الرسالة، اقترح التحليل أن ترسل الولايات المتحدة مبعوثا يلتقي مبارك وجها لوجه، ويخبره بذلك، مثل قائد البحرية الأمريكية الأدميرال مايكل مولن، بينما تم استبعاد فكرة ترشيح وزير الخارجية السابق كولن باول للقيام بهذه المهمة؛ لأن "المصريين لا يحترمونه"، في حين رجح أن يتمكن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جيمس بيكر من ذلك.
ويتماشى ما جاء في رسائل "كلينتون" حول عمر سليمان، مع رؤية "واشنطن" لمدير المخابرات العامة المصرية الأسبق، ففي 7 فبراير من عام 2011، أعدت وكالة أنباء "فرانس برس" تقريرا عنه، بعد قرار "مبارك" بتعيينه نائبا له، بأنه يحظى بثقة أمريكا في نقل مصر إلى الديمقراطية، على حد زعم التقرير.
واضطر "مبارك" وتحت ضغط الشارع إلى تسمية "سليمان" نائبا لرئيس الجمهورية، فالرجل محدود الشهرة لدى شعبه، معروف جدا لدى الأوساط المطلعة على السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وفقا لـ"فرانس برس"، وبعض هذه الأوساط غير مرتاحة كليا لهذا الاختيار.
وفي عام 2009، وضعته النشرة الأمريكية "السياسة الخارجية"، في قائمة الخمسة رؤساء أجهزة الاستخبارات الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط، وورد اسمه قبل اسم رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" في القائمة.
وذكر اسم اللواء عمر سليمان، أيضا في عدد من الوثائق السرية التي نشرها موقع "ويكيليكس"، عام 2010، بأنه في تعداد المرشحين المحتملين لخلافة حسني مبارك في رئاسة الجمهورية.