وزير الأوقاف عن الزيادة السكانية: النافعة القوية ليست كغثاء السيل

كتب: أحمد محمد الشرقاوي

وزير الأوقاف عن الزيادة السكانية: النافعة القوية ليست كغثاء السيل

وزير الأوقاف عن الزيادة السكانية: النافعة القوية ليست كغثاء السيل

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إنّ قضية تنظيم النسل من أهم واخطر القضايا، وتابعنا جميعا ما عرضه رئيس الوزراء من تطورات الوضع السكاني في مصر والزيادة المتزايدة، وستكون هذا العام نحو مليوني نسمة، فمع مثل هذا الرقم سنحتاج لنحو 2000 مدرسة جديدة ليكون في كل منها ألف طالب.

وأضاف جمعة، خلال إطلاق الوزارة لمنتدى الحوار الثقافي من مقر أكاديمية الأوقاف الدولية: "نحتاج نحو 40 ألف معين و10 آلاف عامل، والمقاييس العالمية تقول إنّه لا بد من جامعة لكل مليون نسمة، أي أننا سنحتاج جامعتين، ومليون وحده سكنية، فالزيادة في مصر تعني أنّنا سنحتاج انشاء دولة كاملة كل عام حتى نستوعب الزيادة السنوية".

وأوضح وزير الأوقاف، أنّه كلما زاد مستوى الوعي الديني أو الثقافي، زاد الاهتمام بتنشئة الأبناء بشكل صحيح، والوعي بأنّ الطفل يحتاج لرعاية تعليمية وصحية وحياة كريمة، ويعي معنى الإنفاق على الطفل صحة وتعليم، ويسعى لتهيئة حياة محترمة لابن أو 2، ليكونوا أعضاء نافعين بالمجتمع، أما غير الواعي فيركن للكلمة الدارجة "مش هنغلب في أكلهم"، وكأن التربية بالنسبة له منحصرة في الإطعام، ولا يدرك مثلا معني قول النبي: "وفرقوا بينهما في المضاجع"، فالفتاة كي تأخذ خصوصيتها تلك لابد من مكان مستقل لتأخذ كامل راحتها وكذلك الولد، أما من يترك البنات مع الأولاد دون فواصل فهذا يؤثر على حياتهم بالسلب.

وتابع أنّ الكثرة المطلوبة هي النافعة القوية وليس غثاء السيل، والبعض يقول إمكانياتي جيدة ماديا، ونقول له القدرة لا تقاس بمقياس الأفراد فقط، وإنما لا بد من مراعاة قدرة الدولة، فأنت ستستطيع الإنفاق لكن الدولة من سيتحمل عمل مدرسة وجامعة وطرق ومستشفيات، وعلينا أن نتخلص من الأنانية ونقدم النفع العام، فالقدرة تقاس بمقياس الدول وليس الأفراد.

وأكد أنّ قضية النسل من الأحكام المتغيرة وليست ثابتة، فالحكم متغير بحسب ظروف كل دولة، والحكم فيها ليس مطلقا، لذلك نقول إنّ تنظيم النسل والإنجاب في وضعنا المصري ضرورة وطنية وشرعية، تتجاوز الحلال والحرام كونها ضرورة شرعية ووطنية، والاهتمام بها يدخل في عمق تصويب الخطاب الديني، فالنبي قال للشباب: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج"، والباءة تشمل القدرة النفسية والصحية والمالية لتحمل عملية بناء الأسرة، فكفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول كما قال النبي. 

ولفت إلى أنّ تنظيم النسل له أبعاد متعددة، بينها الدينية تتعلق بالفهم الخاطئ لدى بعض الناس للنصوص، وهنا يكون دور الأئمة والواعظات، ونفذنا خلال السنوات الثلاث الماضية 56 دورة، شملت 2600 إمام وواعظة لتدريبهم على مواجهة الظاهرة، وتعاونت الواعظات مع المرشدات الريفيات ومعهن الراهبات بحملة طرق الأبواب، فهناك دور تقوم به جهات بناء الوعي والثقافة، ودور آخر تقوم به وزارة الصحة من توفير وسائل آمنة ومناسبة لمواجهة الظاهرة.

وقال إنّ الهدف من اللقاء أن نفتح بابا للحوار حول الوعي الثقافي والديني والصحي أيضا، فهناك سيدات لديهم تخوفات دينية وكذلك صحية، ونعمل معا كمنظومة متكاملة لمواجهة الظاهرة.


مواضيع متعلقة