"المصلحة".. كيف فضحت رسائل كلينتون علاقة الإخوان وقطر والديمقراطيين؟ (تحليل)

كتب: إمام أحمد

"المصلحة".. كيف فضحت رسائل كلينتون علاقة الإخوان وقطر والديمقراطيين؟ (تحليل)

"المصلحة".. كيف فضحت رسائل كلينتون علاقة الإخوان وقطر والديمقراطيين؟ (تحليل)

مرة أخرى على غرار ما حدث في 2016، خرجت تسريبات أمريكية تتعلق برسائل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع السرية عن ملف قضية "كلينتون" التي تتعلق برسائل البريد الإلكتروني خلال فترة عملها داخل البيت الأبيض.

التسريبات الجديدة أجابت عن العديد من علامات الاستفهام التي ظلت معلقة لفترة طويلة حول سر العلاقة التي جمعت جماعة الإخوان الإرهابية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأمريكية، أو بالأدق الحزب الديمقراطي الأمريكي.

كشفت رسائل البريد الإلكتروني للسيدة التي كانت قاب قوسين أو أدنى من رئاسة البيت الأبيض، قبل أن يطيح بها ترامب من السباق في 2016، عن مصالح مشتركة جمعت الثلاثي: الإخوان وقطر والديمقراطيين، بدأت مع ترتيبات ما عُرف بـ"الربيع العربي"، ثم أحداث العنف التي تبعتها في العديد من البلدان العربية، والتي شهد بعضها سقوط رؤساء وأنظمة وجيوش.

مصالح "ثلاثي الشر" الإخوان وقطر والديمقراطيين تجتمع تحت مفهوم "الفوضى الخلاقة"

المصالح المشتركة التي جمعت الأطراف الثلاثة استهدفت الإطاحة بالأنظمة العربية القائمة، ومساعدة جماعات الإسلام السياسي، على رأسها الإخوان التنظيم الأكبر في الوصول للحكم، وتقسيم بعض دول المنطقة إلى دويلات صغيرة، مع السماح بإقامة مجتمعات عرقية وطائفية في تلك الدويلات، في إطار الخطة الأمريكية التي تبناها الديمقراطيون لإعادة ترتيب المنطقة تحت مفهوم "التغيير" أو "الفوضى الخلاقة".

تسريبات رسائل كلينتون أوضحت أنه كان هناك اتفاق بعد وصول الإخوان للحكم بضخ 100 مليون دولار تدفعها قطر لإنشاء مؤسسة إعلامية تقودها الإخوان في المنطقة وبرعاية هيلاري والإدارة الأمريكية، وكان سيديرها وضاح خنفر المدير العام السابق لقناة الجزيرة، ويكون مسئولا عن مجلس الإدارة داخل تلك المؤسسة خيرت الشاطر "الرجل القوي" في الجماعة.

ووفقا لنص التسريبات فإن قناة الجزيرة القطرية لعبت دورا رئيسيا في مخطط الفوضى بالشرق الأوسط، حيث أكدت الوثائق أن هيلاري كلينتون عقدت اجتماعا في أحد الفنادق مع وضاح خنفر مدير القناة الأسبق، وتوني بورمان المدير العام لقناة الجزيرة الناطقة باللغة ‏الإنجليزية.

الجزيرة تستنجد بالأمريكان ضد مصر

وفي رسالة صادرة من البريد الإلكتروني الخاص بوضاح خنفر، استنجد بوزارة الخارجية الأمريكية يوم 30 يناير 2011، طبقا لملاحظة مكتب كلينتون ليلة 29 يناير 2011، على ما ورد من رسائل سابقة منه، بأن هيلاري كلينتون، نادت مرارا وتكرارا بحماية حرية الصحافة، وطلبت منه تحديثا لما يمر به مكتب قناة الجزيرة في مصر.

وزعم خنفر بمكتب هيلاري كلينتون، أن السلطات المصرية أصدرت إشعار إغلاق لمكتب القناة، وأنه تلقى تهديدات باتخاذ اجراءات جنائية حال استمر مراسلو الشبكة القطرية، بأي شكل من الأشكال في أداء وظائفهم.

وفي محاولة لإشعال الأوضاع بين مؤسسات الدولة المصرية والإدارة في الولايات المتحدة الأمريكية، قال خنفر: "في خطوة غير مسبوقة، علمنا للتو الآن أن وزيرة طلبت المعلومات من نايل سات لإزالة باقة شبكة الجزيرة بالكامل من القمر الصناعي، نحن نبحث عن بدائل ونحن نتحدث - نرحب باقتراحاتكم".

وفي بريد آخر مرسل من وضاح خنفر، للإبلاغ عن الحالة التي يمر بها مكتب قناة الجزيرة في القاهرة، واختتم رسالته: "نحن نناشد الحكومة الأمريكية، باعتبارها أكبر حكومة مالية وسياسية مساهمة في المساعدات للحكومة المصرية، لوقف هذه الحملة على موظفينا والصحافة، تمشيا مع مُثُلك الأسطورية والقيم".

التسريبات الجديدة التي تجيب عن سر علاقة الدعم المتبادلة بين الإخوان وقطر والديمقراطيين، كان قد سبقها تقرير نشره موقع "بي بي أر" الأمريكي كشف فيه شبكة العلاقات الخفية لهيلاري كلينتون، ومساعدتها الشخصية هوما عابدين، مع جماعة الإخوان، حيث أكد أن "عابدين" على صلات قوية بالجماعة الإرهابية مشيرًا إلى أنها ولدت فى الولايات المتحدة، لكنها انتقلت للعيش مع أسرتها فى دولة خليجية عندما كانت فى سن عامين وتركتها عائدة إلى واشنطن عندما بلغت 18 عامًا للدراسة.

وقال التقرير إن معهد شئون الأقلية المسلمة، الذى أسسته عائلة عابدين وعملت فيه كان حلقة وصل مع التنظيم الدولي للجماعة والإدارة الأمريكية الديمقراطية.

وكشف التقرير أن والدة مساعدة كلينتون، هوما عابدين عضوة فى منظمة الأخوات المسلمات، وهى فرع سرى لنساء جماعة الإخوان، كما أن شقيقها حسن الذى يعمل بجامعة أوكسفورد البريطانية عضو نشط فى التنظيم العالمى للإخوان، وأن كلينتون استعانت بها في إطار الخطة الأمريكية في ذلك الوقت بدعم الإخوان في الشرق الأوسط، وهو المخطط نفسه الذي عملت قطر على تنفيذه.

 


مواضيع متعلقة