في يوم الفتاة.. هكذا استخدمت المصرية القديمة مسحوق الخنافس للتزين

في يوم الفتاة.. هكذا استخدمت المصرية القديمة مسحوق الخنافس للتزين
"أشبع جوفها، واستر ظهرها، ووفر الدهان لجسدها، تحظى بحبها".. نصائح قدمها المصري الحكيم "بتاح" لابنه ليرعى زوجته، ويعتني بجمالها، لينعكس ذلك على حياتهما الزوجية.
ولأن الحضارة المصرية علمت العالم فنون الحياة، فقد كانت أول من اهتم بجمال الفتاة بشكل خاص، وبالمرأة بشكل عام، وظهر ذلك في ابتكارات واختراعات تجميلية لا يزال أغلبها محفوظًا حتى الآن في المتحف المصري.
"الوطن" ترصد أبرز القطع الأثرية الخاصة بالجمال عند المصري القديم، وذلك تزامنًا مع الاحتفالات العالمية بيوم الفتاة، والذي يتزامن مع العاشر من أكتوبر كل عام.
ففي الدور العلوي من المتحف المصري، وتحديدًا بالجناح الشرقي، يوجد ابتكار مصري لا يزال رائجًا حتي وقتنا هذا رغم مرور آلاف السنين، يتمثل في الشعر المستعار أو "الباروكة"، والتي تنوعت وتعددت أشكالها ما بين الطويل والقصير المجدول والمجعد.
ولم يكن استخدام الشعر المستعار مقتصرًا على السيدات فقط، حيث استخدمه الرجال كذلك، إذ كان من الملابس الرسمية عند المصريين القدماء، فكان لكل منصب سياسي شعر مستعار بشكل معين عن الآخر.
وقال الدكتور الحسين عبد البصير مدير متاحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن مصر القديمة عرفت مهنة تصفيف الشعر، وكانت مصممة الشعر تسمى "شت"، وتلخصت مهمتها في تمشيط الشعر وتهذيبه ونظافته.
ويضيف "الآثار المصرية حافلة بالعديد من التماثيل والرسوم للمرأة الفرعونية بأشكال شعر مختلفة، نعرفها اليوم، وكانت المرأة الفرعونية تغير تصفيفة شعرها من وقت لآخر".
وبحسب "عبد البصير"، عرفت المرأة مثبتات متنوعة للشعر من المواد الراتنجية والدهون الحيوانية، إضافة إلى المثبتات المعدنية الجميلة.
وتابع: كما عرفت المرآة في مصر قديماً "صبغة الشعر"، وأولى المواد التي استخدمتها كانت الحناء، واستعملتها في التجميل ابتداء من صبغة الشعر، إلى طلاء الأظافر، والتبرك بها لطلاء الكفوف والأقدام.
كما استعملت المرأة القديمة الأصباغ المستخرجة من قشر الرمان، والكركم؛ لصبغ الشعر باللون الأصفر والوردي، وحتى اللون الأخضر ظهر في باروكة أحدى أميرات الدولة الحديثة، وقد اتخذت لونها من خليط النيلة والعصفر، أما اللون البني القريب من لون الشعر المصري الطبيعي فقد استخرجوه من نبات الميموزا.
كما عرفت تثبيت الألوان ودوامها باستعمال بعض المواد المستخرجة من بذور شعر السنط ومسحوق الشبه.
وكانت المرايا من أهم لوازم المرأة في مصر قديماً،ولم تكن من الزجاج بل المعدن، حيث كانت تنعكس على صفحتها المعدنية صورة وجهها؛ لتنظر كيف تتجمل، وكانت تصنع من الذهب أو الفضة، وكانت من الأدوات التي لا غنى عنها للمرأة.
وذكر مدير متاحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أن المرأة المصرية صنعت العطور وتفننت في استعمالاتها، وعرفت كيف تستخرجها بنفسها لتصنع عطرها المميز، ولذا فقد اهتمت بزراعة النباتات العطرية وزهورها في حديقة بيتها.
اما مستحضرات التجميل فقد تنوعت ما بين طلاء الشفاة ومساحيق العناية بالبشرة التي كان يستخدم في صناعتها الدهن الحيواني ومساحيق الحشرات ومستخلصات النباتات، كالكحل الأسود أو الدهنج الأخضر والذي استخدم من قبل المرأة والرجل لتزيين العين وحمايتها من التلوث، وبهرس الخنافس والدهون الحيوانية والزيوت النباتية والطلاء لصنع طلاء الشفاه.
واقتنت المرأة المصرية مكاحل صغيرة والمغرة الحمراء، والحناء لصبغ الشعر والأيدي وكانت تحفظ داخل أوان عميقة وصناديق خشبية.