"أذربيجان وسوريا وليبيا".. أردوغان يستغل الجيش التركي لتنفيذ أطماعه

كتب: محمد علي حسن

"أذربيجان وسوريا وليبيا".. أردوغان يستغل الجيش التركي لتنفيذ أطماعه

"أذربيجان وسوريا وليبيا".. أردوغان يستغل الجيش التركي لتنفيذ أطماعه

ينتشر الجيش التركي على رقعة جغرافية واسعة خارج بلاده تصل إلى نحو 3 آلاف كيلومتر، وبدا أن إقليم ناجورني كارباخ الانفصالي سيكون المنطقة الجديدة التي ينتشر فيها الأتراك عسكريًا.

ففي أواخر سبتمبر الماضي، اندلعت معارك بين أرمينيا وأذربيجان على خلفية إقليم ناجورني كاراباخ الانفصالي في الأخيرة، ودعت كل القوى الدولية إلى وقف إطلاق النار، باستثناء تركيا التي هبت لدعم حليفتها أذربيجان، وفرضت الشروط المطلوبة لوقف المعارك.

ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الجمعة، أنه في حال تدخل تركيا بشكل مباشر في الصراع بإقليم ناجورني كاراباخ، فسيكون ذلك أحدث حلقة في مغامرات أنقرة العسكرية في الخارج.

وبالفعل، بدأت تركيا في التدخل بالصراع الدامي بالإقليم عبر تزويد أذربيجان بالأسلحة، كما اتهمت أرمينيا سلاح الجو التركي بالتورط في المعارك، علمًا بأن هناك قاعدة عسكرية تركية في هذه الدولة.

وأرسلت حكومة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مئات المرتزقة السوريين من مناطق سيطرتها في سوريا إلى أذربيجان للقتال إلى جانبها في المعارك، وهي الخطوة التي حدثت في ليبيا وسبقت تدخل تركيا المباشر هناك.

وبلغ عدد المرتزقة السورين المرسلين إلى أذربيجان نحو 1200 مسلح، غالبيتهم من المكون التركماني السوري، وينتمون إلى فصيلي "السلطان مراد" و"العمشات"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ورأت "فورين بوليسي" أن عوضًا عن تحقيق الاستقرار في الإقليم، بدا أن أنقرة عازمة على دعم حليفتها باكو، الأمر الذي سيثير الناتو.

وأضافت، أن سعي تركيا نحو ممارسة نفوذ أكبر في منطقة جنوب القوقاز، ليس مفاجئا.

وفي حال حدث التدخل العسكري التركي، كنتيجة لاتساع دائرة المعارك، فإن انتشار أنقرة العسكري والاستراتيجي سيكون ممتدًا على مساحة تزيد عن 3 آلاف كيلومتر.

وتنتشر القوات التركية والميليشيات الموالية شريط يمتد من جنوب القوقاز إلى شمالي إفريقيا، مرورا بالشرق الأوسط والخليج العربي والقرن الإفريقي، وهي على النحو التالي:

أذربيجان

القوات التركية موجودة في أذربيجان، وتحديدًا بقاعدة عسكرية واحدة على الأقل، كما يمكنها استخدام قاعدة جوية.

وأجرت الدولتان مناورات عسكرية في أغسطس الماضي، بعدما اندلعت اشتباكات بين أذربيجان وجارتها اللدودة أرمينيا، مما خلف قتلى وجرحى.

ليبيا

أرسل أردوغان قوات برية وأخرى بحرية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة إلى ليبيا، لدعم حكومة فايز السراج، مما أدى إلى تأزم الوضع.

وتسعى تركيا من خلال هذا الوجود العسكري لتحقيق مكاسب مادية، بينها عقود بمليارات الدولارات كاد النسيان يطويها، إلى جانب الاتفاق البحري الذي يعزز موقف تركيا للاستحواذ على مناطق واسعة في مياه المتوسط، حيث تتنازع أنقرة مع كل من نيقوسيا وأثينا للحصول على ثروات الغاز والنفط.

سوريا

كان التدخل العسكري التركي في شمالي سوريا، واحد من أكبر العمليات الخارجية للجيش التركي، منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.

وفي 2016، أرسل أردوغان قوات إلى سوريا، لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي والمسلحين الأكراد على حد سواء، وأدت العملية العسكرية في نهاية المطاف إلى استيلاء أنقرة على مناطق واسعة شمالي سوريا التي مزقتها الحرب.

وقامت أنقرة بإنشاء فصائل موالية لها، كما تعتزم إنشاء منطقة عازلة لإيواء اللاجئين السوريين الذي فروا من بلادهم.

وفي 2019، شنت تركيا عملية جديدة ضد الأكراد بغية إبعادهم عن حدودها الجنوبية كما تقول، لكن العملية "أوقفت" بعدما تدخلت روسيا والولايات المتحدة الأمريكية.


مواضيع متعلقة