مسلسل الخلافات بين ترامب وبيلوسي: من العزل لأزمة كورونا

كتب: دينا عبدالخالق

مسلسل الخلافات بين ترامب وبيلوسي: من العزل لأزمة كورونا

مسلسل الخلافات بين ترامب وبيلوسي: من العزل لأزمة كورونا

على مدى حوالي 3 أعوام، لم تخمد الخلافات بينهما، منذ توليه الحكم، وفوزها بمنصبها الرفيع بالكونجرس، ليكونا خير مثال للاختلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، وتجذب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المثيرة للجدل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المقام الأول.

إصابة ترامب بكورونا، هو أحدث أسباب الخلاف بين الطرفين، حيث لمحت رئيسة مجلس النواب إلى سعيها لعزل الرئيس الأمريكي من منصبه نتيجة الفيروس، حيث أعلنت قبل ساعات أنها ستقدّم، اليوم، مشروع قانون بالتعاون مع النائب الديمقراطي عن ولاية ميرلاند، جيمي راسكين، لتشكيل لجنة للتحقيق في قدرة ترامب على قيادة الولايات المتحدة، مضيفة في بيانها أن مشروع القانون من شأنه أن "ينشئ لجنة بشأن قدرة الرئيس على ممارسة المهام المرتبطة بمنصبه"، وفق "فرانس برس".

وأشار البيان إلى أن هذه اللجنة تندرج في إطار التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي، الذي ينص على تنازل الرئيس عن مقاليد السلطة لنائبه إذا لم يعد في وضع يسمح له بالحكم، وفي حال تمرير القانون، فإن هذه اللجنة ستكون قادرة على تحديد ما إذا كان الرئيس قادرا على أداء مهامه أم لا.

وفور إعلان ذلك، أثار الأمر استهجان الحزب الجمهوري الأمريكي، وفقا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، حيث إن العديد من المشرعين الجمهوريين نددوا بمقترح بيلوسي وتعهدوا بالعمل على إسقاطه، واصفين الأمر بأنه "محاولة انقلاب"، ليرد عليها ترامب نفسه بوصفها بـ"المجنونة"، قائلا إنها "الوحيدة التي يجب أن تبقى تحت الرقابة الصحية".

 

لم تكن تلك هي أول الخلافات بين الثنائي، فمن بين أبرز الجولات بينهما كانت في أبريل الماضي، بسبب المدينة الصينية بسان فرانسيسكو، في ظل أزمة كورونا الطاحنة التي تشهدها البلاد، حيث هاجم ترامب، بيلوسي، عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، بسبب دعوتها منذ عدة أسابيع لزيارة تلك المدينة في الولاية الأمريكية رغم تفشي فيروس كورونا، واصفا إياها بالمجنونة.

ونشر ترامب مقطع فيديو يوثق تصريحات بيلوسي يوم 24 فبراير تقول فيها إن الوجود في "المدينة الصينية" أمر آمن نظرا للإجراءات الاحترازية التي جرى اتخاذها، ليعلق بقوله: "نانسي بيلوسي المجنونة حذفت هذا المقطع من حسابها على تويتر، أرادت أن يحتشد الجميع في المدينة الصينية بعد أن أغلقت الحدود مع الصين".

الخلافات بين ترامب وبيلوسي أقوى من كورونا

وتابع ترامب مهاجما بيلوسي التي كانت من أكبر مؤيدي المبادرة الفاشلة لعزله: "هي تتحمل، بناء على تصريحاتها، المسؤولية عن وفاة كثيرين. إنها سياسية غير مؤهلة من الدرجة الثالثة!".

وجاء ذلك رغم أن مكتب بيلوسي أعلن أن تصريحاتها المذكورة جاءت قبل يوم من إعلان إغلاق المدينة الصينية في سان فرانسيسكو، في أول إجراء من نوعه داخل الولايات المتحدة.

وقبل تلك التغريدة بيوم، لم يرد ترامب أن يمرر تصريح بيلوسي الأخير مرور الكرام، ليردّ عليها سريعا بتغريدة عبر منبره المفضل "تويتر"، حيث وصفت رئيس مجلس النواب خطوة الرئيس الأمريكي بترك اسمه على شيكات التحفيز الاقتصادي للأمريكيين بـ"المعيبة"، كونها ستتسبّب بتأخير الدفع لملايين العائلات والشركات التي تعاني جرّاء أزمة "كوفيد 19"، كما رفضت قرارات بشأن تعليق التمويل لمنضة الصحة العالية ووصفته بقرار "غير عقلاني وغير شرعي".

وهاجم الرئيس الأمريكي، زعيمة الديمقراطيين، قائلاً: "نانسي بيلوسي أنت شخص مجنون وضعيف، لا تملكين صفات القادة، أن بيلوسي وأمثالها هم السبب في أن أمريكا تكره السياسيين المحترفين، أن نانسي دمية تثير الشفقة، وغير كفؤة، يسيطر عليها اليسار المتطرف، عليها العودة إلى واشنطن ومتابعة عملها"، بحسب تعبيره.

 

لم يكن ذلك هو الخلاف الأول من نوعه، حيث تفاقم الوضع بين الطرفين مرات عدة، لا سيما بعد أن قادت رئيسة مجلس النواب حملة المطالبات لعزل الرئيس الأمريكي وإخضاعه للمحاكمة منذ نهاية العام الماضي، مستندة إلى فقرتين هما "إساءة استخدام النفوذ" و"عرقلة عمل الكونجرس"، قبل أن يبرئه منها مجلس الشيوخ.

كما برزت تلك الخلافات الحادة والصراع اللفظي المتبادل، بعدما تجاهل ترامب مصافحة بيلوسي، في مطلع فبراير الماضي، قبيل إلقائه خطابا لموضوعات الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، والمعروف بالبلاد باسم خطاب "حالة الاتحاد" السنوي، الذي يتضمن ما اعتبره بإنجازات كبيرة حققتها إدارته، لترد زعيمة الديمقراطيون سريعا بتمزيق خطابه علنا، أمام الكاميرات، وهو ما أرجعته إلى كونها لم تجد فيها صفحة "لا تضم كذبة، فهو خطاب قذر"، على حد وصفها.

خلال الشهر نفسه، وقبل يوم من تبرئته من اتهامات العزل، تراشق ترامب وبيلوسي، حيث وصف الرئيس الأمريكي معارضته الأولى أثناء حديثه في البيت الأبيض بـ"الشخصية القميئة" وهاجمها وميت رومني في ما يتعلق بالإشارة للصلاة والإيمان، لترد الزعيمة الديمقراطية بوصف مسلك الرئيس بـ"الخطر".

 ترامب يصفها بـ"سياسية الدرجة الثالثة".. وبيلوسي ترد: "جبان"

المعارضة الشرسة لترامب، كما هو معروف عن بيلوسي، سبق أن هاجمته بشدة أيضا لقراره بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية مع روسيا، فضلا عن تمكنها في الحصول على دعم مجلس النواب بإصدار تشريع يحد من صلاحيات الرئيس العسكرية في التعامل مع إيران بعد أيام من إصداره أوامر باغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.

 

برزت بشدة الخلافات بين الثنائي، في فبراير 2019، بعدما وقفت بيلوسي تصفق بسخرية لترامب، بعد خطاب الاتحاد له، لا سيما بعد حديثه بشأن رفضه سياسات الانتقام، لتثير جدل ضخم حينها، لتفسره رئيسة مجلس النواب بأنه: "لم يكن الأمر ساخرا، كنت أريده أن يعرف أنه كان موضع ترحيب كبير"، رغم إمكانية سماع صوتها طول الخطاب وهي تتهكم "غير صحيح". 

كما شهد العام الماضي العديد من حلقات الأزمة بينهم، حيث سبق أن وصفها ترامب بأنها مجنونة ومُصابة بانهيار عصبي، وسياسية من الدرجة الثالثة" في أكتوبر الماضي، بينما ردت عليه بيلوسي بأنه "جبان، وأنها تصلي من أجله طوال الوقت"، فضلا عن الخلاف الضخم بينهم بسبب الإغلاق الحكومي، الذي كان يريد من خلاله الرئيس الأمريكي تمويل الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، فيما قالت رئيس مجلس النواب إن "الرئيس اختار الخوف، ولكننا نريد البدء بالحقائق".

وفي أكتوبر 2019، شهد اجتماعا مغلقا بين الرئيس الأمريكي وقيادة الكونجرس وأعضاء اللجان الرئيسية، لمناقشة السياسية الأمريكية في سوريا، تبادل اتهامات ضخم بين كليهما لمدة نحو 20 دقيقة، لتغادر بيلوسي الجلسة سريعا بعدها، بينما سارع ترامب للتغريد عن هذه الواقعة بنشر صورة لها مرفقة بتعليق: "انهيار عصبي لنانسي".

 

 

 

 


مواضيع متعلقة